أنا سيدة سودانية أعيش في عذاب منذ أن تزوجت من5 سنوات فزوجي يعاني من أضطرابات نفسية لا أعرف لها تفسير أرجو إفادتي .
عمره الآن حوالي 40 سنة، وبدأت معه الحالة منذ العام 1989 وكان طبيعياً وأجتماعياً تخرج من الجامعة محاسبة وعمل في عدة مؤسسات، ولكن بدأت معه الحالة بإهتزاز في الرقبة وصارت تخرج من فمه دون إرادته كلمات بذيئة وحركة باليدين كالتسبيح وصوت يخرج عن طريق الأنف (ينف وأيضاً) أحياناً يكون كثير القلق كثير الحركة ولا يقدر أن يتحكم في نفسه يعلو صوته مع أن الواقع صوته منخفض مما يسمع عند الجيران ويتكلم أي كلام لا يأبه لمن معه أخذ الكثير من العلاج بدأ يوميا ثم شهرياً ثم ستة أشهر ثم سنة وعند استقرت حالته تماماُ من حوالي 6 شهور تقريباً توقف عن العلاج لغلاء ثمنه وآخر علاج كان يأخذه هو: akisol 5+amiram
لاحظت هذه الأيام أن بعض الأعراض بدأت تظهر مرة أخري كخروج النفس من خياشيمه واهتزاز الرقبة فهل يعود يواصل الدواء القديم وهل ستنتكس حالته مرة أخرى إذا توقف عن العلاج أفيدوني لا أريد أن نرجع إلى ما كنا عليه خاصة وأننا الآن لدينا طفلتين يحتاجان إلى أبيهما.
13/8/2003
رد المستشار
السيدة الفاضلة صاحبة الرسالة:
أهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين، من رسالتك هذه بخصوص الزوج يتضح أن الزوج يعانى من مرض مزمن كانت بدايته وهو في سن الخامسة والعشرين وفى الصورة المرضية التي تشرحينها لوحظ أهتمامك بالأعراض الحركية كإهتزاز الرقبة وحركة اليدين وهى غالباً أعراض جانبية نتيجة الدواء الذي هو بحاجة ماسة له.
أما بالنسبة للأعراض النفسية مثل القلق والتحدث بكلام غير لائق غير أبهٍ بالظروف الاجتماعية فهو إلى حد ما يتوافق مع اضطراب الفصام والذي نحتاج إلى وصف أكثر للحالة كي نتأكد من هذا التشخيص.
وهذا المرض يظهر في صورة انسحاب من المجتمع واضطراب في السلوك والمشاعر والعواطف تجاه الآخرين وكذلك طريقة التفكير حيث يمكن أن تسيطر علية بعض الأفكار الاضطهادية.
والنصيحة أيتها السيدة الفاضلة هي أن يعود للعلاج بسرعة حتى لا ينتكس مرة أخرى وتستقر حالته ويستقر الأطفال والأسرة ومعاودة الطبيب النفسي حتى يمكن استبدال الدواء بأخر مناسب في الثمن.
أما بالنسبة لأسماء الأدوية التي أرسلتها فيجب أيتها الأخت إرسال اسم المادة العلمية بدلاً من الاسم التجاري الذي يختلف من بلد إلى أخر.
* ويضيف د.وائل أبو هندي، أن هناك احتمالاً لكون الزوج المذكور يعاني من أضطراب نفسي آخر يسمى أضطراب العرة الصوتية والحركية المتعددة المشتركة، أو متلازمة توريت De La Tourette Syndrome، إلا أن الزميل الدكتور طارق ملوخية، لم يشأ أن يتعرض له في رده وذلك رغم أننا تناقشنا في ذلك الاحتمال لكنه نظرًا لعدم وضوح إفادة الأخت السائلة وقولها غير المبرهن بأن الزوج كان طبيعيا حتى عمر الخامسة والعشرين وهو ما لا يستقيم مع احتمال اضطراب العرات الذي دائما ما يبدأ في سن الطفولة أو المراهقة ولو بالعرات الحركية Motor Tics فقط قبل ظهور العرات الصوتية Vocal Tics أيضًا، لكنني ونحن في مرحلة التأسيس لصفحتنا رأيت أن أشير إلى ذلك الاحتمال،
وأما من ناحية الصورة المرضية لاضطراب توريت فإن العَـرَّةَ أو اللازمة الحركية تعنى حركةً مفاجئة متكررةً وغيرُ منتظمةٍ في مجموعةٍ معينة من العضلات وهيَ في شكلها تشبه الحركات الطبيعية للإنسان لكنَّ الذي يجعلها اضطراباً هو تكرارها رغم محاولة الشخص أن يتوقف عنها وإحساسه بأنهُ مضطرٌ لفعلها ليتخلص من إحساس جسدي بالضيق ينتابهُ ويشتدُّ عليه كلما حاول الكفَّ عن تكرارها؛وغالبًا ما تحدثُ اللازمةُ في مجموعة العضلات الصغيرة حول العين أو النصف السفلي للوجه أو العضلات الأكبر في الرقبة أو غيرها؛ وقد تأخذُ أي شكلٍ من أشكال الحركات بسيطًا كالرمش بالعين أو (طرفة العين Eye Blinking) أو هَزِّ أو رَجَّةِ الكتف Shoulder Shrugging أو هَـزِّ أو رَجَّــةِ الرأس أو الرقبة Neck Jerking؛ وقد تكونُ أكثرَ تركيبًـا كتعبير وجهٍ معين مثل تكشيرِ قسمات الوجه Facial Grimacing وقد يكونُ ذلك التعبيرُ غيرَ لائقٍ اجتماعيًّا مما يتسببُ في الإحراج للشخص أو لأهله؛
وأما العَرَّات الصوتية فينطبقُ عليها نفسُ التعريف إلا أنها تكونُ أصواتًا لا حركاتٍ جسدية ويمكنُ أن تكونَ بسيطةً كصوت التنخم (تنظيفُ الحنجرة Throat Cleaning) أو التنحنُح Barking أو التنشق Sniffing أو الهسهسة Hissing أو صوت نباح الكلب مثلاً أو قد تكونُ مركبة بحيثُ تصدرُ عن الشخص كلمات مفهومة وكثيرًا ما تأخذُ شكلَ السباب أو الكلمات البذيئةِ ومن الشائع أيضًا استخدام كلماتٍ غامضةٍ في كثيرٍ من الأحيان أو تكرار الأصوات أو الكلمات التي تصدرُ عن الشخص نفسه،فإذا كان الشخص يعاني من لوازم حركية فقط أو صوتية فقط فإن تشخيصه يكونُ اضطراب العَرَّات المزمن Chronic Tic Disorder؛ أما إذا اجتمعت العَرَّات الحركية مع العَـرَّات الصوتية في مريض واحد سواءً في نفس الوقت أو في أوقات مختلفة فإن تشخيصهُ يكونُ اضطراب توريت .
ومعنى ذلك أنه إذا كانت الحالة فصاما فإن الحاجة للعقاقير ماسة حتى ولو كانت الحركات اللاإرادية التي أشرت إليها أيتها الأخت السائلة هيَ بمثابة الآثار الجانبية لتلك العقاقير، وإذا كانت الحالة اضطراب توريت فإن تحسن زوجك الذي سبق أن حدث مع العقاقير إنما يعني حظا جيدًا ومكسبًا كبيرًا لا ينبغي التنازل عنه وكما نصحك أخي الدكتور طارق فإن عليك أن تستشيري الطبيب النفساني المعالج لكي يصف لك عقاقير أرخص ثمنا إذا اقتضت الضرورة الاقتصادية ذلك، وفقك الله وهداك وأصلح لك زوجك وتابعينا بأخبارك