لا أعلم
سيدي العزيز، أنا أعيش في دوامة وحالة لا أعلم سببها؟ أنا فتاة جامعية وملتزمة والحمد الله، وقد ارتبطت بشخص أحبه ويحبني منذ أكثر من 18 شهرا إلا أننا كنا منفصلين جغرافيا ولم نلتقِ إلا بالعهد القريب، وتم زواجنا قبل شهر.
مشكلتي بدأت قبل 6 اشهر حيث بدأت أرى أحلام مزعجة وأستيقظ على صوت شخص ما، يحاول الضغط الشديد على يدي ومعصم اليد والأقدام، ازدادت حالتي سوءا وبعدها، صرت كلما أحاول أن أنام أجد نفسي أسقط في فضاء أسود وأسمع ذاك الصوت يتوعد.
وخلال النهار يتملكني صداع فظيع مع إحساس بالقلق وأوجاع في معصم اليد والأقدام، وحالة النسيان وعدم التركيز، والكثير من الأعراض الأخرى كالبكاء والحزن بدون سبب، مما اضطرني إلى تأجيل الفصل الدراسي.
المشكلة أنني لا أعاني من أي مشاكل ولا يوجد لدي أي سبب للاضطراب، لقد توقفت الأحلام الآن والحمد لله لكني لا زلت أعاني من العصبية الزائدة، ذهبت إلى الدكتور ووصف لي علاجا للكآبة و للanxiety attacks واستمريت عليه لمدة 4 أشهر على 200 mg dose واسم الدواء Zoloft إلا أني قمت بقطعه تدريجيا لخوفي من الأعراض الجانبية ومسألة الإدمان عليه.
الآن وبعد أقل من شهر من الزواج بـ (فارس الأحلام) أشعر بنوع من البرود الجنسي وعدم الرغبة، ومما زاد الطين بلة أنه أني لم أشعر بفض غشاء البكارة ولم ينزل أي دم برغم المحاولات اليومية؟؟ هو يعتقد أنني من صاحبات الغشاء المطاطي، إلا أنني أشعر بالقلق خصوصا وأنه بدأ يتملكني ألم عند الممارسة الزوجية؟؟ أعانكم الله على هذه الرسالة.
01/01/2004
رد المستشار
الأخت السائلة العزيزة: أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، لست أدري يا عزيزتي ما تقصدين بقولك في نهاية إفادتك: أعانكم الله على هذه الرسالة؟ هل تعرفين أنها بالفعل إفادة صعبة تلك التي تقدمينها؟ ليس لأنك تتحدثين عن أعراض غريبة ولا لأنك تناولت مواضيع شتى في سطور إليكترونية قصيرة تعد على أصابع اليدين، كلا ليست هذه هي الأسباب! وإنما السببُ هو أنك لم تذكري أبعادا مهمة أو تفاصيل أكثر إفادة عن حالتك، بينما قفزت إلى ذكر اسم مرضٍ واسم عقار! ولم تذكري ما يبرر لا العقار الذي ذكرت بالذات ولا الجرعة التي تقولين أنك استخدمته بها أربعة شهور!، ورغم ذلك سنحاول الرد على ما نستطيع الرد عليه.
فنستطيع أن نقول ببساطة أولا ليس هناك ما يستدعي القلق فيما يتعلق بالغشاء وفضه من عدمه حتى ولو لم يكن هناك دم قد نزل فهذا ممكن ويمكنك أنت وزوجك أن تنهيا القلق من هذا الموضوع بعرض نفسك على طبيبة أو طبيب النساء، وينتهي الأمر.
وأما فيما يخص حالتك النفسية فتماشيا مع ما وصفه طبيبك لك وهو أحد عقاقير الماسا التي تستخدم في علاج اضطراب الاكتئاب وبعض حالات اضطرابات القلق وأيضًا في علاج الوسواس، يمكن القول بأن لديك خلطة ما من اضطرابات القلق والاكتئاب Mixed Anxiety Depression Disorders، ولكن هناك ما يسترعي التأمل هنا خاصة وأن الجرعة التي تناولتها من الدواء أصلا كانت مرتفعة بلا داعٍ حسبما يفهم من إفادتك، مع تقريرنا بأن الطبيب النفسي الذي عاين حالتك بنفسه أقدر منا على التقييم والتشخيص، إلا أن يكونَ غير عربي، وإن كان حتى هذا الاستثناء غير أكيد بمعنى أنه قد يكونُ أعجميا لكنه يفهم أعراضك، جيدا ويفترضُ أنه علاج حالتك بعد تشخيص دقيق.
ولكن إذا كان التشخيص الذي تذكرينه هو نوبات القلق Anxiety Attacks أو ما نسميه نحن بنوبات الهلع أو اضطراب نوبات الهلع Panic Attacks ، ومفروضٌ أن طبيبك هو الذي أخبرك، فإن أربعة أشهر فقط لا يصح خلالها أن تتناولي هذا العقار بهذه الجرعة ولا تفسير لدينا لذلك، إلا أن يكونَ تشخيصه لحالتك اكتئابا أو وسواسا يحتاج حسب رأيه وتقييمه إلى جرعة عالية من العقار، ولأن العقار الذي وصف لك هو أحد عقاقير الم.ا.س.ا التي يمكنك أن تعرفي كل شيء عنها من خلال مراجعة الروابط التالية:
كرات الزئبق والوسواس
ما هيَ الم.ا.س.ا؟
نعود بعد ذلك إلى ما هو أهم وما يجعل إفادتك صعبة فعلا، وهو أن ما تصفينه من أعراض أصلا إنما يدفع في اتجاه اضطراب القلق المتعمم Generalized Anxiety Disorder، أو الاكتئاب الممزوج بالقلق، ثم عندما تقولين أسمع ذلك الصوت يتوعد تزيدين حيرتنا كثيرًا، المهم أننا نريد تفاصيل أكثر، لأننا بهذا الشكل لا نستطيع حتى الوصول إلى انطباع مبدئي عن الاحتمالات التشخيصية لحالتك، فهناك احتمال نوبات الهلع ما يزال، ولكن لدينا احتمالَ مبالغتك في وصف الأعراض وربما تكون تلك إحدى سمات شخصيتك، أو حتى اختزال الأعراض أو المعلومات بصورة محيرة، حيث يظهر أن شكلا من أشكال الخوف قد بدأ معك في فترة يفترض أنك كنت تعدين نفسك فيها للزواج ممن أحببت، ولا ندري ماذا تخفين هنا فقولي!
ولكننا سنهتم بأمر آخر وهو تصحيح عدة مفاهيم مغلوطة لديك الأول هو ما يفهم من قولك: (المشكلة أنني لا أعاني من أي مشاكل ولا يوجد لدي أي سبب للاضطراب)، والثاني هو ما يفهم من قولك أنك أوقفت الدواء خوفا من الإدمان عليه، والثالث هو استغرابك الواضح لأن تكونَ هناك أعراض جسدية لمعاناة نفسية ومن أجل تصحيح ذلك فإننا نحيلك إلى عدة مقالات على موقعنا مجانين نقطة كوم:
أسباب الأمراض النفسية
الأدوية النفسية هي مجرد مسكنات ومنومات
الأمراض النفسية أعراضها نفسية بحتة ولا تأخذُ شكلاًعضويًا
ونحن في انتظار إفادة أكثر تفصيلا وتوضيحا للأعراض، وننصحك بالمتابعة مرة أخرى مع الطبيب النفسي وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بالتطورات.