تاريخ خطيبتي العاطفي هل وهل وهل؟
ابدأ من البداية...... ليس الماضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي في الله، أسأل الله عزّ وجلّ أن يتمّ عليك زواجك ويرزقك الذرية الصالحة، وبعد؛
الله عزّ وجلّ يحاسب العباد من بعد سن الرشد والتمييز، أما ما قبله فهو معفي عنه لأن الإنسان غير مكلف فيه بالأعمال والعبادات. كذللك الإسلام يحاسب المسلم من يوم أسلم وليس على ما فعله في الماضي قبل إسلامه. قياساً وتأسّياً بسنة الله عزّ وجلّ وتشريعه في الكون والحياة، وبناء عليه فإننا نبدأ من يوم معرفتنا بالشخص لو كان صديقاً مثلاً، أو من يوم ارتباطنا رسمياً بالآخر. من هذا اليوم وحده وليس ما قبله لنا الحق في تقويم تصرفات الآخر واستنباط الأدلة والمؤشرات الكافية التي نستدل بها على أشياء عديدة منها أخلاقه، وسلوكه العام والداخلي، وطباعه الشخصية وسماته، وميوله واتجاهاته الفكرية، وهل يحبني فعلاً أم لا؟ وغيرها كثير جداً.
لن أطيل عليك، لكن في الحالات المرضية فقط لنا أن نطلب ماضي الشخص وتاريخه الطبيعي، أمّا في الزواج فليس لنا الحق في الماضي لأننا نبدأ من البداية، والبداية هي عقد الزواج الذي بيننا والذي شرعه الله عزّ وجلّ، أما ما قبله فليس لنا أن نسأل عنه ولا أن نناقشه إلا في أضيق الحدود برضاالطرفين، والأفضل في نظري ألا نناقش أي علاقة سابقة إطلاقاً فالله حليم ستار والمسلم حيي يختار الفظ كما يختار طيب التمر في الطعام، فلا داعي لنجر بعضنا بقصص الهدف منها ليس التعرف على بعض كما يزعم الناس وإنما غالباً يكون استعراضاً للماضي، واستعراض عضلات منه ليثبت كم كان دنجوان، واستعراضاً منها لتثبت كم كانت فاتنة الحياة.
وكم من أشياء من ورائها أهداف وفي الحقيقة تحقق لنا أهدافاً أخرى، وبين الأولى والثانية شتات شتا.
آسف جداً لو أطلت عليكم، لكن ابدأ من البداية وحاسب نفسك أولاً وحاسبها ثانياً على كل لحظمة من بداية العقد الرسمي (الارتباط تجاوزاً) بينكما.
محمد، أخي في الله: ابدأ من البداية وليس من الماضي.
15/5/2009
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
فتح الله عليك وبارك لك مشاركتك ولدنا وتوجيه تفكيره. في مناقشة لموقف مشابه سألت ألم تتعرف عليها أنت أيضاً بنيّة الزواج وجاهدت حتى تبادلك الحديث فلماذا تعيب عليها وتكره أمراً قد تفعله بنفسك بل وجررته عليها، إن كان هناك تغير ثقافي يسمح بالتعارف قبل الزواج فيجب أن نقبله ولا يتحول لمعرة، وإلا فيجب أن نرفضه قولاً وفعلاً كي لا نكون والعياذ بالله مرضى أو منافقين، فإن اقتنع ولدنا بالنقاش المنطقي لأفكاره واستطاع أن يصرفها كان بها، وإن لم يستطع السيطرة عليها سيعيش معاناة ليس لأنه سيفقد إنسانة منسجم معها بل لأن وسواسه ستختار لها موضوعاً جديداً.