الحب وبلاويه مشاركة
حبيبتي الأستاذة أميرة بدران،
أشكرك كثيراً على اهتمامك، وأتمنى لفت نظر حضرتك أني عندما أرسلت إليك المرة الأولى كانت علاقتي بخطيبي الحالي لمدة شهر، وبعد قراءتي لردك الأول كنت أرفضه بشدة لأني كما قلت أريد بعض الهواء، ولم تكن وقتها قد تمت الخطبة بعد ولكن التيار كان شديداً، فهو قدر أتى به الله في هذا الوقت بالذات ولم أستطع دفعه، ناهيك عن أني كنت كالطير المجروح لا يستطيع المقاومة وليس معي أحد. كانوا لا يفهمونني، واعتقادهم أنه لا بد من حب جديد ينسيني الحب الأول، فلا تتخيلي أني لم أسمع كلامك أو أني أعرّض نفسي للهلاك دون دراسة، خاصة بعد تجربتي الأولى، لكن كما قلت أن ما حدث قد حدث وربما في تصوري أنه تحمل معي آلاماً كثيرة، كان من الممكن لو دخل إلى بيتي في وقت آخر لم أعرف شخصيته بهذه الكيفية.
المهم عندي الآن أن زفافي 20 يونيو المقبل، تنتابني بعض الذكريات الأليمة؛ أفرح وأحزن في نفس الوقت، أحس بغربة وأعلم أن هذا طبيعي ولكني أخاف، أتمنى السعادة فكيف السبيل إليها في الحياة الزوجية؟ وهل فعلاً كما يقولون أن قد يأتي علي يوم أنسى حتى شكل خطيبي الأول؟ أعتقد أن هناك فرصة لتنفيذ ما تنصحيني به بالضبط، فلا يوجد تغيرات مفاجئة حتى الآن، كيف أنعم بحبه وآخذ بيد نفسي لأصل معه إلى أقصى درجات الحب، لكن في محله هذه المرة؟.
أكرر أسفي لعدم سماع كلامك المرة الأولى لأن خطيبي الحالي كان موجوداً بالفعل، لكن لم أخبرك حتى أعرف كيف أتصرف، لأني لم أتخيل أن أكون له زوجة.
أرجو أن تردّي عليّ على بريدي الإلكتروني حيث أنكم تتأخرون في الرد وأريده في أقرب وقت،
فبالله عليك ردّي بمجرد أن تقرأي رسالتي، وإذا كان لكم عنوان أرجو كتابته لرؤيتك. جزاك الله خيراً.
27/5/2009
رد المستشار
بارك الله لك في زواجك إن شاء الله. أريدك أن تهدئي وأن تعي ما سأقوله لك لأننا لا نصل إليه إلا بعد وقت طويل أو من رحم ربي أو بعد المرور بآلام كنا في غنى عنها وهو:
* السعادة قرار ولم ولن تهبط السعادة علينا من السماء، أو لوجود شيء أو موقف أو مكان أو شخص معين، فالسعادة تنبع من داخلنا حين نقرر أن نكون سعداء، وحين تقرري أن تنعمي بزوجك ومحبوبك بصدق ستجدي السعادة من حولك، رغم وجود تقصير وتحديات وبعض المشكلات، لكن ما دمت أحببته وقررت أن تسعدي معه وبه سيصبح خطيبك الأول مجرد طيف.
* الحب ليس كلمات وشعر وشوق فقط، فالحب فعل وتحمل للمسؤولية وحفاظ حقيقي على العلاقة، فلا تختزلي الحب في تلك المساحة فقط واقبلي حب زوجك كما يعبر عنه، وارضي به حتى تنعمي بالسعادة.
* لا تغرقي في الذكريات، وكلما داهمتك انفضيها عن رأسك وافعلي شيئاً يشغل ذهنك وطاقتك.
* تذكري أن تصوراتنا عن الحبيب الذي لم نحصل عليه تصورات مثالية ومنقوصة؛ ففي الحقيقة نحن لا نعاشر الحبيب في تفاصيل تفاصيل الحياة مثل الزوج لنرى منه العيوب الحقيقية ومدى مناسبته لنا، فالحبيب يكون كالنجم العالي وكلما حاولنا الوصول إليه ولم نفلح ازداد رونقاً وجذباً، بينما زوجته -أي زوجة الحبيب الذي لم نحصل عليه- لن تراه نجماً بعيداً، وسترى منه مميزاته لتنعم بها وترى عيوبه التي قد تكرهها ولكنها تتعايش معها لأن العلاقة بينهما صارت علاقة اللاعودة، وهكذا يجب عليك أن تكوني مع زوجك، وتذكري تلك الحقيقة.
* كلما عشت في ذكرياتك أخذت من نصيب سعادتك مع زوجك واغتربت عنه، فانتبهي.
* العقلاء يطوون صفحة الماضي بخيرها وشرها، فالماضي ميت وإكرام الميت دفنه.
واقرئي أيضاً:
الحب الله يحرقه!