السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
اسمح لي أن أشكركم على هذا الموقع الرائع والمفيد وأن أسرد قصتي "مصيبتي" سيدي الكريم؛
سأروي لك ما حدث وما يحدث معي بالضبط وبكل التفاصيل لعلّي أجد في ردّك الراحة وأقضي على الشكوك. بدأت مشكلتي في مساء أحد الأيام من مدة سنة و4 شهور؛ كنا 3 أصحاب نمشي سوية ونشاهد فلماً جنسياً على موبايل، حدث مزاح خفيف أثناء المشاهدة مما لم يفسح مجال للمشاهدة الجيدة فانتبهت أنني أشاهد امرأة عارية ولم ينتصب ذكري، من لحظتها انتابني خوف شديد من أن أكون فقدت رجولتي، وبدأت الأسئلة تدور في رأسي: كيف حصل هذا؟ من المعقول أنني فقدتها؟ وهلم جرّا. ساءت نفسيتي كثيراً، ًوكنت في كل مرة أفكر فيها عن أني فقدت رجولتي كنت أمارس العادة السرية لأتأكد من أنه ينتصب وأني رجل، وأن كل شيء على ما يرام، لكن الخوف لم يفارقني والشكوك أيضاً، مع أني بقيت أمارسها.
وحدث مرة أني كنت أبحث في النت عن العجز الجنسي ومظاهره وأعراضه فدخلت صفحة (من موقع طبي) فيها قصة لشخص (قال أنه كان طبيعياً وكان يحب فتاة وتحول إلى شاذ جنسي هكذا فجأة)! القصة أرعبتني إذ أني فوراً بدأت أفكر هل من المعقول أن يصبح المرء شاذاً فجأة؟ هل يعقل؟ يعني من الممكن أن أصبح أنا شاذاً أيضاً؟! وزادت هذه الفكرة رعبي رعباً: أنه هل معقول أن أصبح شاذاً؟ واستغربت من نفسي طريقة تفكيري.
بدأ رأسي يؤلمني، وصرت أحدّث نفسي بأني ولله الحمد طبيعي وأني أكره الشذوذ وليس من الممكن أن أتغيّر وأن رب العباد لا يرغم عبداً على معصية وأنني طبيعي، وقرأت القرآن وسهرت ليلي أقرأ، ولا فائدة ترتجى الخوف كبير، وانتابتني قشعريرة بالدبر فرفضت لمسها أو حكّها أو أي شيء وبقيت أتجاهلها... وهكذا إلى أن تطور الموضوع وصارت الأفكار أكثر قوة وحدّة وأكثر إزعاجاً وإيلاماً، وصرت أزور مواقع الجنس الغيري وأشاهد النساء العاريات وأستمني لأتأكد أني طبيعي وأن النساء فقط يثيرنني، وصرت دائماً متفحصاً لنفسي مدققاً فيها عن أي شعور شاذ أو أي رغبة تجاه نفس جنسي (لا قدّر الله ذلك)، وكنت أنظر للرجال وأتساءل في نفسي: "بماذا أحس؟ بماذا أشعر؟" وأنفي الشذوذ وأؤكد أني بعيد عنه بُعد الشرق عن الغرب، وأيضاً أتخيّل نفسي في أوضاع شاذة مدققاً وفاحصاً نفسي وماذا أحس وماذا أشعر؟ وأراقب إن كان هناك انتصاب؟ هناك رغبة؟ والحمد لله ولا مرة انتصب، ولا مرة أحسست برغبة تجاه رجل، وأنا متأكد من ذلك بالدليل القاطع لأنه برغم كل التخيلات وكل التهيؤات لم أشعر برغبة في الممارسة مطلقاً.
وصارت حالتي يرثى لها إذ أني لم أعرف إن كنت شاذاً أو طبيعياً، لكني دائماً أبحث عن أي شيء يثبت أني طبيعي وينفي الشذوذ عني، وصرت أزور مواقع النت (ناسياً أنه لا ينتصب) إنما باحثاً عن كل ما هو مفيد لأثبت أني طبيعي حتى قرأت على موقعكم (وسواس الشذوذ الجنسي) والله وأنا أقرأ المقال قلت الرجل الذي كتبه يحكي عني، كلامه ينطبق على حالتي كثيراً، وقرأت كل شيء عن الوسواس وخصوصاً وسواس الشذوذ، وأحسست براحة عظيمة وأن الله استجاب لدعائي وأنني طبيعي وأنني لست شاذاً.
تحسنت حالتي لمدة أسبوع، إذ أني قرأت علاج الدكتور جيفري وبدأت أنسب الأمور إلى الوسواس ونجحت بنسبة كبيرة، وبدأت تتقلص الأفكار وشعرت بثقة بنفسي من أني بعيد كل البعد عن الشذوذ، لكني رجعت شككت في أن تحليلي لنفسي ربما لم يكن صحيحاً؟ ماذا لو أني لست موسوساً بل شاذ جنسياً؟ حتى أني مرة كنت أقرأ المقال فيها (لأني واظبت على قراءته في كل مرة أشعر بضيق وقلق أو خوف من الشذوذ) مررت على الجدول الأخير تحت وقرأت (شذوذ متعارض مع الأنا) فخفت أن أكون من هذا النوع، وعدت لأقول أنني لا أرغبه وليس لي خيالات مع أي أحد سوى الفتيات ولم أشتهِ رجلاً بحياتي ولن أشتهي، لكن الشك لا يفارقني والخوف أيضاً.
اسمح لي أن أذكر بعض الأمور أيضاً؛ أنا في بداية القشعريرة في الدبر رفضت حكّها أو لمسها رفضاً قاطعاً وبقيت متجاهلاً لها لأني كنت أرى أنه من الحقارة أن ألمسها مع أني مستغرب سبب قشعريرتها (قبل أن أعرف بالوسواس)، زالت من فترة طويلة، فعندما قرأت أنه وسواس وأنه لا يترتب على الأفكار إلا التجاهل يعني تجاهلتها تجاهلتها تجاهلتها حتى راحت، لكنها ترجع أحياناً بصورة خفيفة وهذا يرعبني، فلماذا تعود؟.
جدير بالذكر أني عندما أتخيل أي وضع شاذ ينتابني الرعب الشديد والقلق الكبير وتنقبض نفسي، ومع ذلك حصل أني شككت حتى في هذا الخوف والقلق! إذ أن الفكرة جاءتني ماذا لو لم يكن هذا الشعور خوفاً؟ وماذا لو كانت سرعة النبض هي رغبة؟ وحاولت جاهداً نفيها ودحضها وصرت أقارنها بكل حالة خوف أمرّ بها وأقارن أعراض الخوف لأثبت أنه خوف وقلق. لا تسخر مني ولكن هذا ما يحصل معي.
وثانياً قيل في الجدول في مقال وسواس الشذوذ (لديك تخيلات وأحلام بعلاقة جسدية مع الجنس المماثل غالباً ما تزعجك وأخرى مع الجنس المغاير تتمناها)، طيب يا سيدي الكريم ليس عندي تخيلات مع الجنس المماثل بتاتاً، ولا صار ولا حصل، لكن ما هذه الأفكار الشاذة التي تأتيني؟ أمعقول أني أتمناها دون أن أدرك أني أتمناها؟ مع أنها مزعجة جداً.
ورأيت منامين؛ الأول: أني كنت أُغتصب لكني أقاوم وأصرخ وأدافع عن نفسي، والثاني: أنني وشاب ممسكان ببعضنا ونسير وقبّلته وقبّلني فقط، وكأن شخصاً يقول أننا شاذان، وانتهى المنام وصحوت وأنا منزعج جداً. ومن الغريب أني قبل المنام الأخير ظللت يومين أفكر ماذا لو حلمت بمنام شاذ؟ ماذا لو جاءت لي فكرة الشذوذ بالمنام؟ معناها أني شاذ (لا قدر الله) بالتأكيد؟.
تغيّرت حالتي الآن من بعد أن قرأت المقال؛ يعني أفكاري تدور حول هل أنا شاذ؟ أو موسوس بالشذوذ؟ وكثير من الأمور التي كنت أعملها لأثبت أني لست شاذاً تركتها: مثل تخيّل أني في ممارسة شاذة، مراقبة نفسي بشكل مفرط وشديد، الحذر من المواقف مع أفراد جنسي... لكني حتى الآن أراقب نفسي مراقبة خفيفة لأني أشعر بضرورة ذلك.
كثيراً ما يحدث أني أنظر للرجال وأفتش في داخلي بماذا أحس؟ ماذا أشعر؟ هل أراه جميلاً؟ هل هناك انتصاب؟ هل هناك أي رغبة للجنس؟ وأحمد الله أنه لا يوجد رغبة.
أود أن أقول لك يا دكتور أيضاً أني أحياناً أسلّم أمري لله وأقول يمكن أني شاذ ولي الله لا ينساني (بس مش معناه أني أعملها) لأرتاح من التفكير، لكن سرعان ما أتبعها بالرفض القاطع أيضاً معللاً أني لست شاذاً لأني لا أرغبهم ولا أثار منهم، وإن تخيّلت وضعاً شاذّاً لا أحس بشيء سوى الخوف والقلق وسرعة دقات القلب حتى المليون وسرعة التنفس.
أنا أحكي لك عن الأشياء بالضبط لأن حتى شعور الخوف هذا شك فيه! يعني أسأل نفسي هل هو حقاً خوف؟ أم ليس خوفاً؟ وصرت ايضاً أقارن هذه الأمور (سرعة النبض والتنفس و...) بأي خوف آخر يحصل لي، فأقارن بين الحالتين خارجاً بنتيجة أنه خوف، لكن غير مقتنع بها.
هناك شيء ما لا أفهمه: فكل شيء بداخلي أخضعه للتدقيق والتفتيش والتمحيص، وأفكر مع حالي وأدرس كل ما يمر بي وأقول: لو أنا شاذ، لماذا ليس هناك انتصاب؟ وليس هناك أي رغبة تجاه الرجال؟ وألف الحمد لله على غيابها. وإن قلت أنا موسوس أقول: لم تأتيني هذه الأفكار حول الشذوذ؟ ولم رأيت ذاك المنام؟ ما سببهما؟.
كنت في بداية حالتي إن رأيت رجلاً جالساً ومباعداً بين رجليه أتضايق كثيراً وأشعر بالقلق، وكثيراً ما كنت أغادر المجلس، وإن أراد أحد أصحابي تبديل ملابسه غادرت أو حجبت نظري عنه مع شعور بالقلق أيضاً. لمرة لم أعرف كيف سألت نفسي لماذا أهرب؟ لماذا أغطي نظري فشعرت بالغضب من نفسي كثيراً وعدت وجلست وشاهدته يغيّر ملابسه (وكنت أراقب نفسي إن كنت سأحس بشيء، وفعلاً لم أحس بشيء أبداً سوى قليل من القلق، ولكنه زال وصرت أشاهدهم عادي عادي جداً).
يا طبيبي، أريد أن أعرف ما هو الفيصل والفرق بين الموسوس بالشذوذ والمتعارض مع الأنا بالشذوذ؟.
عندما أمارس العادة السرية أحس بقشعريرة بالدبر مزعجة جداً، أتجاهلها فلا أستطيع وأصبح مضطراً للتوقف وأجمع أفكاري وأكمل العملية. ما لاحظته بهذا الشعور أنه ليس رغبة لأن سبب الاستمناء هو فتاة -إما محادثة هاتفية أو حديث معها- يعني هي السبب، وفي خيالي لا يسكن إلا النساء.
أيضا، مؤخراً لاحظت أني حين أرى رجلاً قاعداً ومباعداً بين رجليه أحس بحركة بذكري بسيطة جداً، فأسارع فوراً لأعرف ما هي ومن أين جاءت؟ ولماذا؟ ودققت فيها كثيراً حتى وجدت أني أحياناً أنظر ولا يحدث شيء! وأحياناً تحدث فجأة دون النظر، وأحياناً تحدث حين أنظر! أمعقول أن تكون بداية شذوذ؟ ما معنى ذلك الشعور؟.
قرأت hdqhW عن الصورة العقلية التسلطية على موقعكم، وأظن أن هذه الجملة تنطبق على تلك القشعريرة: تراودني صور جنسية -كالشذوذ الجنسي..- وتزعجني، ولم يكن عندي شك بعدما قرأته المقال ولا للحظة بأني موسوس، يعني اقتنعت 100% أن ما يمرّ بي هو وسواس، لكن لا أدري لم عاد الخوف يراودني، وما دفعني للكتابة هو أني أريد رأياً غير رأيي ليسعفني.
لم أخبر أحداً بما أجد في نفسي، ومرّت سنة كرهت فيها الحياة من هول ما يحصل معي؛ أولاً حدث وسواس "اللا ينتصب" لأنه ثبت فعلاً أنه وسواس لأني الآن رجل وينتصب، وفكرة الشذوذ جعلتني أنسى الفكرة الأولى وأهملتها فاكتشفت أني طبيعي وطبيعي جداً، يعني لاحظت أيضاً أنه تمر فترات قليلة جداً أكون فيها مرتاحاً وواثقاً بنفسي وأسخر من هذه الأفكار وأقول يا للسخف، لكن فكرة الشذوذ تخيفني ولست قادراً على التخلص منها ولا أن أحسم أمري، هل أنا شاذ أم لا؟ من أنا؟.
بعد الذي قرأته في مسألتي يا دكتور، ما رأيك؟ وبماذا تنصحني؟ وهل أنا لا سمح الله شاذ؟ أريد رأيك وأريد أن أعرف ما هو وضعي؟.
أشكركم جداً جداً جداً من كل قلبي وأتمنى رداً سريعاً جداً، وأتمنى أن يردّ الدكتور وائل أبو هندي على استشارتي وشكراً.
يا دكتور وائل لي طلب شديد الرجاء؛ أرجوك، أستحلفك بالله الذي جمعنا على غير ميعاد على النت أن ترد عليّ بسرعة برسالة على البريد الإلكتروني تطمئني، لأني أقل ما أقوله أني لا أنام، وإن جاءتني هذه الأفكار أشعر بقلق كبير وبألم في رأسي، لا أنام إلا عند التعب الشديد وعندما يصبح جسمي غير قادر على السهر، وإن نمت أنام نوم أهل كهف لا أحس على شيء!
فأنقذني بسرعة أرجوك، أنا لا أملك لنفسي الآن إلا ردك وكلامك ورأيك بالموضوع، هم إن شاء الله سبيل راحتي.
وشكراً لك ولكم جميعاً
24/05/2009
رد المستشار
الابن العزيز "الراضي بقضاء الله"،
أهلاً وسهلاً بك على مجانين، وشكراً على إطرائك وعلى ثقتك.
وصلتني رسالتك هذه مرتين مرة من خلال البريد الخاص ومرة من خلال صفحة الاستشارات وهول قلقك واضح للعيان على أي حال.
واضح يا ولدي أنك تعرف جيداً تشخيص حالتك، وقد قرأت عنه على مجانين، ولكن الغريب -الذي ألاحظه كثيراً- أنك رغم معرفتك بمكمن الداء تتجاهل السعي في طريق الدواء! مثلك ككثر من الذين عرفناهم على هذه الشبكة؛ يعرفون التشخيص ويستمرون في قراءة كل المعلومات المتوفرة على الإنترنت ذات العلاقة بذلك التشخيص وربما يرسلون لموقع يقدم الاستشارات الإليكترونية وربما لأكثر من موقع... ويبقون يكررون ذلك بشكل يصل إلى ما يشبه الفعل القهري أحياناً... ويحجمون عمّا هو أهم وهو التوجه إلى الطبيب النفساني لطلب العلاج.
السؤال الذي يحيرني بحق هو ما الذي يمكن أن أضيفه لك يا ولدي؟ قرأت سطورك الإليكترونية أكثر من مرة وأراك تتساءل وتجيب على التساؤلات، أو تحكي لنا كيف وصلت إلى الإجابة عليها، فماذا يمكنني أن أضيف لك غير أنك مريض بشكل من أشكال الوسواس القهري هو وسواس الشذوذ الجنسي Homosexuality OCD، وأن عليك الآن وليس غداً أن تزور الطبيب النفساني ليضع لك الخطة العلاجية اللازمة.
لست أنا من سينقذك يا ولدي وليس هذا في استطاعتي، فأنا بالفعل لا أملك تقديم شيء لك أكثر مما هو موجود على مجانين إضافة للدعاء بأن يهديك الله فتنزع نفسك من أمام الكومبيوتر وتخرج لزيارة الطبيب النفساني. حالتك بالتأكيد ليست شذوذاً جنسياً غير منسجم مع الأنا Ego-Dystonic Homosexuality وبالتالي لا داعي للتساؤلات المبنية على هذا التخوف.
فعل واحد فقط عليك القيام به هو زيارة الطبيب النفسي، وبعد أن تنفذ هذا أنتظر منك الأخبار والمتابعة.
وأهلاً وسهلاً بك دائماً على مجانين.