متابعة للبكاء معاناة الزوجة العذراء م1
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله الجنة.... أستاذي؛
من أين تأتي المشكلة هل من صاحب المشكلة أم من بيئة الشاكي أم من تسبب في المشكلة؟ وهل المشكلة جرم يستحق العقاب؟ فمع غربتها ووحدتها أصبحت سيئة السمعة لأنها أرادت أن تكون إنسانة، أرادت أن تكشف عن جرح صنعه القدر لتداويه وتضمده، فهل هذا عيب؟!.
أم أن علاج المجتمع لها أن تكشف الجرح لا لتداويه ولكن لتنكئه بعداوتها لزوجها؟ أذكر أبياتاً للشافعي رحمه الله وهو يحكي عنا وعن قتلنا للذات البشرية التي كرمها الله، وفي دفن المرأة في قبر الظلم لأنها امرأة خلقت لتكون خادمة لذل الزمان وهوانه:
نعيب زماننا والعيب فينـــا ..... وما لزماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير علم ..... ولو نطق الزمان لهجانا
ولا يأكل الذئب لحــم ذئب ..... ويأكل بعضنا بعضا عيانا
وعلى الرغم من أننا بلاد الإسلام وقد حبانا الله وأنعم علينا بالكرامة، ولكننا لا نجد الكرامة في بلادنا بل في بلاد أخرى هناك بعيدة عن هنا.
آسفة للتجاوز في أسلوبي لكنه رأيي.
وألف شكر لك سيدي العزيز.
مجنونة بمجانين
20/5/2009
رد المستشار
الابنة العزيزة "هدوء"،
أهلاً وسهلاً بك، وشكراً على مشاركتك الطيبة.... الحقيقة أن المسؤول ليس صاحبة المشكلة، وليس زوجها السابق، وليس شخصاً أو شيئا أو معنىً بمفرده، إنما هي مفاهيم مجتمع بكامله ينتج رجالاً لم يتلقوا الإعداد المعرفي النفسي ليكونوا رجالاً كما أراد لهم دينهم؛ فزوج أو طليق تلك السيدة كان من البرودة والإهمال بمكان بحيث لم تطق صاحبة المشكلة الاستمرار في الزيجة رغم وجود أطفال، ورأت أن عواقب الطلاق أهون من الاستمرار في الارتباط به..... الشاهد أن معظم الرجال المنتجين في مجتمعاتنا لا يعرفون معنى القوامة ويحسبونها ريشة يضعونها فوق رؤوسهم الخاوية.
ليس معنى هذا للأسف أن مجتمعاتنا تنتج نساء أو بنات فاهمات ومدركات، أيضاً لا، فالواقع أمرُّ من هذا بكثير، فالمرأة عندنا في أغلب الأحيان لا تقدم شيئاً لتكوين نفسها كعقل وشخصية وتنتظر كل المميزات التي أتاحها الشرع الإسلامي، وأيضاً ما حققته الحضارة الغربية من منجزات، وهي تعتبر كل هذا حقوقاً مفروغاً منها تنتظرها مقابل لا شيء من جانبها تقريباً إلا كونها أنثى وربما مؤدبة وستصون زوجها! أي أنها تنتظر الفارس المغوار الذي سيأخذها كما هي ويكفيه أنه المحظوظ بقبولها إياه! وهي تقريباً ليس مطلوباً منها أكثر من بعض الزينة والاهتمام بشكلها! أي هراء هذا ما نعيش؟ فلا الذكر مدرك معنى ولا مسؤولية أنه الرجل القوام، ولا الأنثى مدركة أن عليها بناء نفسها والإضافة إلى ما وهبها الله سبحانه من نعمة الأنوثة.
كي لا أبتعد بك عن الموضوع الأساسي للمشكلة أقول لك أن الذكور والإناث عندنا غالباً أقل إدراكاً للحقائق مما ينبغي، والمجتمع المعتوه المشوه معرفياً الذي ينتج هذه النوعية من الذكور والإناث غير مستعد لغير نهش لحم الأنثى، خاصة عندما تشذ عن السياق الاجتماعي المتفق عليه والمسموح للمرأة بأن تعيشه: وهو ابنة أو زوجة وأم... وأما المطلقة فلا مكان محترماً لها أصلاً كما ناقشنا من قبل في مشكلة: لماذا المطلقة منبوذة؟!.
وأما صاحبة المشكلة فقد عانت وهي غير حرة، وما زالت تعاني الآن ولكنها أصبحت حرة، ولعل هذه هي الميزة الوحيدة حتى الآن لديها، لكنني أتوقع لها النجاح لأنني ألمس رجحان عقل وإصراراً كبيراً لديها، فلندع الله أن يوفقها.
مرة أخرى شكراً على مشاركتك الطيبة، وأهلاً وسهلاً بك دائماً على مجانين.