أين المرض؟!! هذا الموقع الجبار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاكم الله خيرا ً على هذا الموقع الجبار الذي يخدم شريحة واسعة من المجتمع العربي. أرجو منكم مساعدتي، فوالله الذي لا إله إلا هو إني في حالة لا يعلمها إلا الله.
أنا شاب مسلم أبلغ من العمر 29 عاماً، دخلت الآن عاميَ الثلاثين، وأسكن حالياً في مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية، ولدت في دولة خليجية أخرى وعشت بها العشر سنوات الأولى من عمري.
بدأت طفولتي بطريقه خاطئة؛ فقد عرفت الجنس أو بالأصح الشذوذ الجنسي قبل سن الخامسة أو الرابعة، لكن ما أذكره أنه بدأ قبل دخولي المدرسة الابتدائية، فقد قام تحرش بي ابن الجيران -يكبرني ربما بعشرة أعوام أو أكثر- ولم يفعلها سوى مرة واحدة دون إدخال شيء في جسمي، وبعد ذلك كان لنا جار آخر -يكبرني ربما بستة أو سبعة أعوام- ولا أذكر كيف حصل ذلك ولكنه فعل نفس الفعلة لكن بطريقة أخرى وهي ترغيبي في هذا الشيء، وأنه كان حنوناً معي خاصة وأن ترتيبي في الأسرة هو الثالث وكان لدي أخوان أكبر مني ولم أسلم من تنمّر الكبير على الصغير المستمر بالأيدي.
كان هذا الولد يمارس معي الجنس في بيتهم ولم يكن شيئاً يومياً وعلى الدوام ولكنه كان يحدث بين حين وآخر، وللأسف لم يكن هو وحده بل كان هناك غيره ممن يتحرشون بي جنسياً بسبب وسامتي عندما كنت صغيراً، كانوا يقومون ببعض الحركات غير البريئة مثل الوقوف خلفي ولكن لم أكن أستجب لخلواتهم عندما كانوا يدعونني للدخول إلى بيوتهم، لخوفي من ذلك الشيء دون علمي بماهيته...
أنا بطبيعتي أعيش في خيال واسع جدا،ً لقد كان خيالاً جميلاً، وقبيحاً في الجوهر، كلها كانت تخيلات جنسية، وقد تعلمت كيف أمارس العادة السرية دون أن أعرف ما هي سوى أني أفعلها بسرية، كنت ألامس ذكري -أعزّكم الله- بفخذي حتى أحس بالنشوة، وعلى هذه العادة لسنوات طويلة جداً منذ ما يقارب الخامسة أو السادسه من عمري.
كنت الأوسط في الأسرة، وكان الوالد سلّمه الله يعمل بحيث يكون يوم غير موجود ويومين في المنزل، أو يومين في العمل وأربعة في المنزل... بقيت على هذا الحال حتى سن العاشرة، وعندما بدأ غزو العراق للكويت لجأنا للسعودية، ولكن المفارقة في الموقف أننا كنا جاهزون للمغادرة قبل الغزو، فنحن نحمل الجنسية السعودية لكن الوالد كان يعمل في دولة خليجية. بعد وصولي للسعودية كان هناك أولاد من أقاربي بنفس سني وللأسف كان بينهم من مرّ بهذه الأمور لكن لا أعلم كيف مرّ بذلك... لمّح لي بتلك الأشياء فوافقته لعلمي بها وصرنا نمارس أحياناً، وأيضاً كان هناك ولد آخر ولا أذكر كيف مارسنا ذلك، ولكن كانت لمرة واحدة حسبما أذكر.
لم أفعلها كثيراً فقد تعلمت بعد الاختلاط ببعض أبناء الأقارب والذين هم ((على النية)) أن هذه الأشياء مخلّة بالشرف وتجعل الشخص منبوذاً، وكنت أرى تصرفاتهم مع أشخاص مثلي بفوقية تصل إلى الضرب المبرح، ولا أقصد من أقاربي بل هم يرون أي ولد في الشارع يسمعون عنه هذه الأشياء، فهم يقومون بإيذائه والاستهزاء به، فقاطعت هذا الشيء المشين وكانت بداية مقاطعتي له في سن الثانية عشرة، وكنت أرغب في هذا الشيء بشدة ولكن تمنعني الفضيحة بحكم أن أهلي هم من البادية وهذه الأشياء تعتبر جريمة إن لم تكن قاتلة، وأيضاً كرهت نظرة الشباب بالاستغلال إليّ فامتنعت عن هذا الشيء وانخرطت في نادٍ رياضي لأشهر قليلة، ولكني انقطعت عنه.
في بدايات سن الثالثة عشرة دخلت في مركز صيفي للملتزمين دينياً، ومن هذا المركز تعرّفت على شباب ملتزمين فأدخلوني معهم في حلقات لتحفيظ القرآن لها نشاطات مختلفة، وبقيت معهم لمدة سنة ونصف خلالها كدت أُختطف لغرض الاغتصاب من شلة ((صيّع)) ولكني تمكنت من النجاة، فعلم أقاربي بهذا الأمر وعملوا مشكلة وضربوا من حاولوا ذلك حتى أدخلوهم العناية المركزة. حبسني إخوتي في البيت خوفاً عليّ لأشهر لم أحتمل نفسي خلالها، فقد كنت من النوع النشيط الذي يريد عمل أي شيء فقام الملتزمون بزيارتي وأخذي معهم، ولكن في نفس الوقت أنا أشك بنفسي بدرجة كبيرة، وربما كان ذلك إثر الكثير من التحرشات التي حدثت لي في الصغر والتي للأسف لم تكن فارغة، فقد كانت غريزة حقيقية، واكتملت النواقص بمحاولة بعض الملتزمين الأكبر مني سناً بسبع إلى ثمان سنوات ولكن لا أبرئ نفسي فقد كان رئيس حلقة التحفيظ يعرف أن هناك من يلاحقني ويحاول اغتصابي، وكان يهتم بي وقد أحببته في البداية، بعد ذلك -ولا أعلم ما نيته- تطورت العلاقة بيني وبينه إلى أن صار يضمني ويقبّل رأسيّ، ولا أنكر أني كنت أحس بشعور دافئ جداً فأحببته إلى درجة الجنون.
صرت أفكر فيه ليل نهار وأتصنع المشكلات حتى يقوم بإرضائي بهذه الطريقة، ومضى على هذا الحال أكثر من سنة إلى أن تطور الوضع حتى أصبحت أنام عنده في بيته أنا وبعض الملتزمين -وأحيانا وحدي-، وعندما كنا وحدنا كان يضمني ويقبلني وكنت سعيداً بذلك، وبمجرد ذهابي إلى المنزل أفكر فيه ليل نهار، ولست أشك أني عشقته إلى حد الجنون فإذا غاب كنت فقط أحاول المرور من أمام منزله الذي يبعد عن منزلنا كثيراً.
في آخر مرة نمت عنده تطور الوضع لأن ضمني ونام بجانبي وأخذ يقبلني وكأنه نائم، يقبلني بلا شعور، وكانت علامات واضحة لبداية شيء أو تلميح لما سيحدث بعد هذا الضم والتقبيل، فتصنعت المرض والجنون واستحدث في رأسه أن شيطاناً تلبسني، وقت ذاك كان هناك من يراقبه ويشك بأمرنا فطرق الباب وأدخله، وبعدها طلبت الخروج وقمت بضربه خارجاً وذهبت. وبعد أيامٍ اشتقت إليه كثيراً جداً فذهبت إليه وأخبرني أن الخطأ خطأه وأنه زاد العيار قليلاً لأنه كان يحاول معالجة مرض الشك الذي ينتابني، لكن رغم صغري لم أقتنع أن هذا سيكون علاجاً! وبعد ذلك انقطعنا عن بعضنا قليلاً ولكني كنت أشتاق إليه جداً فذهبت معه وبعض الملتزمين عمرة إلى مكة، جاهدت نفسي ودعوت الله -وأنا لا أريد مفارقته- بأن يبعد عني هذا السوء ألا وهو عشق هذا الشخص، بعد رجوعنا بأسبوعين نسيته وكان بفضل الله.
على هذه الحال لم أسلم من التحرشات إلى سن الثامنة عشرة، طوال هذه السنوات من سن الثانية عشرة إلى الثامنة عشرة كان هناك من يتحرش بي، ولا أنكر أني أريد ذلك الشيء بشدة ولكني أخاف كثيراً ولا أفعله، تعرفت على بعض الأصدقاء وجرّوني إلى غياهب السوء؛ فقد كنت أفكر في نفسي بدل من أصبح المفعول به لربما أكون الفاعل أفضل، فهيئوا ذلك أحياناً ولكني لم أحس بتلك المتعة مطلقاً.
حين وصلت سن الخامسة والعشرين وما أدراك ما سن الخامسة والعشرين، ارتكبت أكبر غلطة في حياتي ونادم إلى اليوم؛ فقد قررت الزواج وبالفعل تزوجت من إحدى قريباتي، وكان هذا القرار حتى أتمكن من نسيان الماضي وعيش حياة جديدة خالية من الشذوذ، فقد صبرت من سن الثانية عشرة إلى سن الخامسة والعشرين وظننت أن ذلك كافياً وكفيلاً بنسيانه، وكان الحل في رأيي هو الزواج.
تزوجت وبعد مضي سنة من زواجي لم أستطع الصبر، فبمجرد مرور فكرة صغيرة في رأسي يبدأ جسدي بالارتعاش -وهي عادة كنت أفعلها منذ سن المراهقة- ألا وهي ارتداء ملابس الفتيات، كانت هذه هي سعادتي العظمى ونشوة نفسي الكبرى فلم أستطع تجنبها ورجعت إليها، وبالرغم من أني أنجبت طفلاً لم أطق الصبر والجهاد في ذلك، فقد كان جسدي يرتعش وفكري يتعلق به حتى أفعله... وبمجرد التفكير بذلك ينتصب ذكري مباشرة وتبدأ السوائل بالخروج رغماً عني وعرفت بذلك أني شهواني جداً. لا أعلم بالضبط متى بدأت هذه العادة لكنها قديمة، فقد كنت أتمنى أن أكون فتاة وأحببت هذه الفكرة الراسخة في رأسي فتذهب بي التخيلات يمنة ويسرة.
في سن السادسة والعشرين بدأت الطامة، حيث أني مذ تزوجت وأنا أبحث عن حنان ما ولا أريد ظلم زوجتي ولكن لم أجده عندها أو حتى عند أمي منذ صغري، فلا أذكر مرة قد ضمتني أمي إلى صدرها، صرت أبحث عن الشذوذ وبدأت بالانترنت وتعرفت على أشخاص، وكنت أرتدي ملابس الفتيات -مجرد التفكير بهذه الطريقة يجعل صدري يختلج وأحس بشيء في بطني وجسدي يرتعش بعض الأحيان، ويحدث انتصاب سريع وتدفق من الذكر أكرمكم الله-، وبعد ذلك قابلتهم رغم خوفي ومارست معهم، وفي كل مرة أندم بعد الفعلة وأحاول أن أتوب عن ذلك ولكني بالفعل لم أستطع حتى صرت أستمتع بهذا الشيء لدرجة أني حاولت التراجع عن كتابة المشكلة حتى أبقى على ما أنا عليه! لكني تحاملت على نفسي لأني أريد العيش كبقية الناس الذين أغبطهم على نعمة لم يدركوا قيمتها، ألا وهي الفطرة.
حقيقة الأمر أن ممارستي للشذوذ معهم ليس لأني أحب الشذوذ بل أحب أن أحس أني امرأة ولست رجلاً، وحتى يومنا هذا أفكر بهذه الطريقة التي جلبت لي مشاكل كثيرة في زواجي، فصرت أفتعل المشاكل وأستغل طبيعة زوجتي العصبية ضدها، وقد طلقتها مرتين لأني لا أستطيع تحمل ذلك أكثر، فالجنس صعب وأجاهد نفسي لممارسته، والشعور بالذنب يأكلني تجاهها، والتفكير في جلب مرض لها ولطفلي يشعرني بالهم والغم.
أنا بطبيعتي حساس جداً لدرجة غير طبيعية أتخطى بها الحساسية في بعض الفتيات ولكني أكتم ذلك ولا أظهره أبداً رغم اكتشاف بعض الأشخاص قليلاً من هذا الجانب، كنت فيما مضى أدخل الأشياء الصلبة في دبري، ولكني توقفت عن ذلك لاشمئزازي من هذا الشيء، ولكن أيضاً بالمقابل أفعلها مع الشاذين. زد على ذلك الوساوس التي تنتابني منذ الصغر كالموت وموت أحد أفراد أسرتي فتجدني أبكي دون مبرر، في بعض الأحيان تمنيت لو أني مت منذ الصغر. أما عن وسامتي فحقيقتها أني لست وسيماً جداً وشكلي مقبول... وبالنسبة لصحتي فقد تدهورت وأصبحت أدخن بشراهة مفرطة وتعتريني الهموم والتفكير.
بقي أن أخبركم أني في بداية زواجي ذهبت إلى طبيب أمراض جنسية وتناسلية وأخبرته أني لا أحس بانجذاب نحو النساء وأني متزوج حديثاً دون إخباره بتفاصيل أخرى، فأجرى تحليلاً للدم لقياس هرمونات الذكورة وكانت طبيعية فصرف لي مقويّاً طبيعياً لم ينفعي، أفكر بالذهاب إلى مستشفى آخر لأن هذا المستوصف صغير ولم أثق بتحليله وعلاجه.
أعتذر على الإطالة، ولربما أغفلت أشياء كثيرة ولكن هذا ما استطعت تلخيصه هنا، أرجو عدم ذكر العمر والحالة الاجتماعية. أسال الله لي ولكم حسن الخاتمة.
24/05/2009
رد المستشار
يبدو أننا محتاجون دائماً أن نتذاكر معاً طبيعة موقعنا هذا وحدود إمكانياته وخدماته! وما لم نقم بهذا بدأب ودون كلل أو ملل أخشى أن يتحول هذا الخير الذي يخدم شريحة عريضة في المجتمعات العربية إلى مجرد ملجأ للمتسكعين الكسالى السابحين في الفضاء الافتراضي بحثاً عن معركة، أو بديلاً عن مواجهة واقعنا الذي يحتاج إلى جهد عملي يتفاعل ويتواصل ويشتبك مع المشكلات والناس لا أن يكتفي بمجرد الكلام عنها، والفرجة عليها!!.
وآخرون يظنون موقعنا فرصة تغتنم للفرار من مناظرة الطبيب المختص، أو طلب العلاج المباشر حياءً أو عجزاً أو غير ذلك، وأخشى أن عدم حسم "مجانين" لهذه القضايا والحدود والفواصل بين ما هو من مهامه ورسالته، وما هو ليس كذلك، أخشى أن هذا يضر الزوار، وإن بدا لبعض الوقت نوعاً من التدليل لهم أو الترحيب بهم ليمارسوا ما يحلو بدلاً من توجيه نظرهم إلى ما يحتاجونه وينفعهم، وينفعون به غيرهم!
عل كل حال أنا شخصياً لا أتعامل مع موقعنا هذا بوصفه ملاذاً للثرثرة باسم الحوار، ولا للشكوى باسم المشورة، ولا للسرد المطول لمعاناة تحتاج إلى علاج باسم الاسترشاد برأي متخصص، وعلى ذلك أحييك وأذكّر بما سبق وكررناه من قبل:
أولاً: الجانب الاجتماعي في مشكلتك واضح للغاية، وفيه أكرر أن مجتمعاتنا مريضة متلعثمة في شأن فهم وإدارة العلاقة بين الجنسين، ومن أعراض مرضها وفشلها في هذه الناحية سعة انتشار وتزايد ظهور الانحرافات الجنسية فيها، وبديهي أنه لا يوجد مجتمع يخلو من انحرافات كهذه، ولكن الملحوظ أن المناخ المعتل اجتماعياً ونفسياً، والخبل الشائع في معالجة هذه المسألة تدفع تجاه زيادة الانحرافات الجنسية والنفسية كمّاً وكيفاً، ولا مجال أمامي الآن للرد على المرضى بوسواس الغرب الذين يقولون أن الغرب أيضاً يمتلئ بهكذا انحرافات، وببساطة فإنني أرى الغرب قد فشل في ضبط وتنظيم هذه المساحة أيضاً، وفشل الغرب لا يبرر فشل الآخرين، وكان بين ذلك قواماً، ولكن أكثر الناس لا يعلمون!.
ثانياً: على غير ما قد يعتقد البعض فإن الانحراف الجنسي في حالة كثيرين من أبنائنا يبدو فرعاً أو مظهراً للاضطراب النفسي أو الاجتماعي وليس بالعكس؛ فما تعاني منه هو اضطرابات نفسية تأخذ الشكل أو المظهر الجنسي، ولا أريد أن أخدعك بالقول أن علاج هذه الاضطرابات سهل أو منتشر ستجده لدى أي طبيب، ولكنه موجود ومتاح، ويمكنك البحث عنه والوصول إليه، ومثالاً على طرق العلاج وجهود المختصين فيه أرجو أن تطلع على إجاباتنا السابقة على مثل حالتك، ويمكنك أيضاً زيارة موقع www.arabicrecovery.com وستجد جدلاً واختلافاً كبيراً حول مفهوم الشذوذ الجنسي، وهل هو مرض أو لا؟! وما هي علاجاته على مواقع كثيرة باللغات المختلفة!!.
ثالثاً: يبدو أنني أصرخ في البرية أو أنفخ في الرماد حيث نبهت منذ سنوات أن الخليج العربي سيشهد موجة عاتية من الانحلال الجنسي، وأن هذه الموجة يمكن التصدي لها وإجهاضها فقط ببرامج عملية لتغيير ثقافة وواقع العلاقات بين الجنسين من الإفراط الجاهلي السائد هناك إلى الاعتدال والتوازن الإسلامي الفطري، ولكن أحداً لم يستمع، وأزعم أننا قد دخلنا في غمار هذه الموجة بالفعل فأصبحنا وسط خضم هائل يندفع فيه المحرومون هاربين من نار حرمانهم إلى رمضاء الحرام، وذنبهم في رقبتنا: من سكت أو تواطأ، وفي رقبة الجهابذة ممن يصرون على الكذب أو كتمان الحق، ويساهمون بالتالي في بقاء الوضع على ما هو عليه، وهو في الحقيقة إنما يزداد سوءاً، وهم ما يزالون يميتون علينا ديننا ودنيانا، ونحن نسير وراءهم في جهل وجهالة وجاهلية نادرة إلى جحيم يراه كل ذو بصر أو بصيرة، أما الغافلون فلا جدوى من محاولات إفهامهم!.
وقصدي هنا أن أذكرك أن البيئة العربية، والمحيطة بك خاصة لن تساعدك كثيراً على التعافي، مما سيتطلب منك جهداً أكبر، ولكل مجتهد نصيب، ودعواتي لك بالتوفيق.
رابعاً: في مقابل بؤس الواقع المحيط بنا فإن أضواء الأمل تبدو أسطع من ذي قبل فها نحن نتواصل ونتواصى، ولم نكن نعرف لكم طريقاً من قبل. وها نحن نتصارح ونضع أيدينا على مواطن الداء، ونتعاون في البحث عن الدواء، ونتعاتب ونتغافر، ونسأل الله السداد والتوفيق، ونتحرك ما وسعنا الجهد، ونتكامل ونتبادل النصح بحثاً عن الحقيقة، وأفضل ما يمكن لمستقبلنا ومستقبل أمتنا. وإذا كان من القديم والمعتاد والطبيعي أن تكون هناك علل، فإن الجديد وغير المعتاد والمبشر بالخير أننا صرنا نتواصل ونسمع ونعلن بوضوح عن هذه العلل، ونحتشد تدريجياً للتعامل معها، ونسلك سبل السلامة والتعافي ببطء وبعقلانية وثقة وجهد كبير بعد طول تيه وتخبط أحسب أنه ركام ضخم يملأ بيوتنا وحياتنا، لكنه لن يصمد طويلاً لو قابل العزم والعمل السليم، والمعرفة الصحيحة، والفعل الواقعي المتواصل من الكل، فهل نقول وداعاً للكسل؟!.