السلام عليكم ورحمة الله
الصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد؛
عشت وحيدة مع جدتي وخالي منذ ولادتي (17سنة)، لا أتحدث إلا في المفيد، كثير الجلوس بمفردي، بطبعي أحاول التقرب من الناس والتعرف على مشاكلهم لكي أنسى أحزاني ولكن عند وفاة جدتي العام الماضي شعرت أني فقدت كل شيء حتى أبسط الأشياء هي الثقة في الناس. هؤلاء لا يشعرون برضىً، وهذا تحديداً يجعلني قليلة الكلام في الأغلب، لا أعبّر عن شعوري ولا يهمني لأني بالتأكيد لن أجد أذناً صاغية لي وتفهمني.
برغم أني فتاة في مقتبل العمر، أشعر أني بقدر ما أستطيع تقديم شيءٍ يستفيد منه الناس حولي لا أستطيع أن أقدّم شيئاً أستفيد منه، لأني لا أشعر بعد بالاطمئنان، وشعوري بالضعف حين أكون عاجزة عن تقديم أبسط الأمور، لهذا أجد نفسي كئيبة مع نفسي ولكن مع الناس أحاول أن أكون في أحسن أحوالي.
أشكرك على قراءتك لرسالتي هذه، وأتمنى أن تنصحني لأني لا أعرف لمن أتوجه بالضبط. أنا لا أثق بأحد حتى أقرب الناس إلي وهي أمي وأبي، لأن الإنسانة التي كانت تسمعني آثرت جوار الله عزّ وجلّ.
مشكور.
27/4/2009
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
رحم الله جدتك وجميع أموات المسلمين وعوّضك في نفسك ورزقك خيراً.
بنيتي في البداية يجب عليك أن تتخلي عن بعض الأفكار التي توجه سلوكك وجهة خاطئة وتسبب لك المعاناة والألم، فلا تقولي مثلاً أن جدتك قد "آثرت جوار الله" وكأنها كانت مخيّرة وتخلّت عنك عامدة، فالموت قدرنا جميعاً دون أن يكون اختيارياً. فكّري أنها سعيدة الآن في الجنة إن شاء الله وأنك ستلقينها على خير يوم يجمعكما الله في الجنة كما جمعتكما الطاعات في الدنيا.
يجب أن تخرجي من القوقعة التي تحبسين نفسك فيها، فتتعاملي مع زميلاتك في المدرسة ووالديك وباقي أخوتك بغض النظر عن درجة الانسجام معهم، فهناك نهي شرعي عن اعتزال الناس، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "لأن تخالط الناس وتصبر على أذاهم خير من ألا تخالط الناس ولا تصبر على أذاهم"، لقد خلقك رب العالمين وقدّر لك دوراً ومكانة في الحياة يجب أن تسعي لتحقيقها، فابحثي لنفسك عن رفقة صالحة وضعي لنفسك أهدافاً تفيدين فيها نفسك وغيرك.
من خلال العمل والتعلم ستزداد ثقتك بنفسك وكذلك تقدير الآخرين لك، فكوني إيجابية في الحديث مع نفسك بأن من خلقك قد رزقك قدرات لابد لك من اكتشافها وتنميتها، وهذا لن يكون بتجنب الناس والحياة، فتخيري لنفسك صحبة صالحة.
بارك الله فيك.
واقرئي أيضاً:
تأكيد الذات
ويتبع>>>>> : الوحدة وما أدراك ما الوحدة مشاركة