السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
محتاجة لرأي طبيب أو طبيبة يعتبرني كأخت أو ابنة، ويشعر معي لأني خائفة.
لقد على نفسي خوف من كل شيء؛ ما عدت أخرج من البيت بتاتاً! كنت مستسلمة لهذا الشعور، أبقى في البيت بشرط أن تكون أمي معي، يعني حتى الوحدة أخشاها، وتزيد ضربات قلبي وأقلق بشدة لو علمت أنها ستخرج وإن بعد شهر، رغم أني لم أعد صغيرة!.
المهم أني قرأت في موقعكم عن حالات تشبه حالتي، وقد أجد لديكم حلاً. عرفت أني أعاني من نوبات هلع ورهاب ساحة لأني أخاف حتى الوصول لآخر الشارع أو حتى دخول المصعد أو ركوب سيارة مغلقة أوتوماتيكياً، وأخشى أن يغلق أي باب عليّ وألا يتفتح بعدها!. أحاول إقناع نفسي فأجد ضربات قلبي تزداد حت أظن أني سأموت لفرط سرعتها.
طبعاً ستسألون أن ما دمت أعرف حالتي لمَ لمْ أراجع طبيباً حتى الآن؟! والجواب أني كالعادة خائفة جداً! خائفة من النزول للشارع فاكتفيت بالقعود في البيت! لكن ما دفعني لكتب لكم هو أني مسافرة للمصيف في حافلة وسأقابل الكثير من الناس، وستقفل الحافلة أبوابها وتسير بي 6 ساعات، لكم أن تتخيلوا الأفكار الفظيعة التي تراودني الآن وستراودني في الحافلة: فالباب والنوافذ ستقفل ولن تفتح وسأختنق وأموت!! لكن أعدكم أني سأقاوم مخاوفي وسأحجز مقعداً في الحافلة وسأذهب للمصيف حتى أنزل الشارع وأذهب لرؤية الطبيب، فالسلبية والهروب لن تنفع، كما أني أريد أن أرتاح لأني لا أفكر في شيء سوى الخوف.
أعلم أني سببت لكم صداعاً لكني أتمنى أن تتحملوني فقد بعثت لكم لأسأل سؤالاً مهماً راجية منكم إجابة صريحة: كما تعلمون أن للأدوية فوائد فإن لها أضراراً أكيدة وآثاراً جانبية، أود أن أعرف ما هو الدواء المناسب لي وما هي آثاره؟ وهل صحيح أنها تسبب بروداً في النساء؟ وهل سأعتاد عليه؟ فربما قلقي من الدواء وآثاره الجانبية سبب آخر لتلكئي في مراجعة الطبيب!.
ولو تكرمتم عليّ بإخباري إن كان هناك دواء لعلاج حالتي وما هي جرعاته بالتفصيل الممل، وسأفعل ما تنصحوني به إن شاء الله.
وشكراً جزيلاً لكم.
07/06/2009
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك.
فعلاً صحيح، واضح أن حالتك هي حالة رهاب الساحة مع نوبات الهلع Agoraphobia with Panic attacks ونتمنى أن يعينك الله وتتمكني من الذهاب إلى الطبيب النفساني لتبدئي رحلة العلاج لئلا تتفاقم المشكلات ويزيد الاكتئاب من قتامة الصورة ويجعل العلاج أصعب.
تسألين عن العقاقير التي تستخدم في علاج هذه الحالة وعن آثارها الجانبية، والرد هو أن أكثر العقاقير استخداماً هي مضادات الاكتئاب خاصة مجموعة الم.ا.س.ا SSRIs ولها بالتأكيد آثار جانبية على المدى القصير، وهي عابرة وغير هامة، ولكن في حال استخدامها لفترات طويلة هناك آثار جانبية حقيقية من أهمها زيادة الوزن، وقد كتبنا من قبل عن هذه الآثار في مقالنا حكاية الم.ا.س والم.ا.س.ا؟ الآثار الجانبية.
إذن ما هو الحل؟ الحل هو أن نجد طريقة يستخدم فيها العقار لمدة محدودة، وهذه الطريقة هي أن تصرّي على العلاج لدى معالج يستطيع المعالجة باستخدام تقنية العلاج المعرفي السلوكي (وهؤلاء قلة نادرة بالمناسبة)، فباستخدام العلاج المعرفي السلوكي -وبشرط أن تكوني مستعدة لتحمل قدر معقول من المعاناة في سبيل العلاج- سيكون من الممكن أن تستخدمي عقار الم.ا.س.ا لمدة ستة أشهر فقط مثلاً، بينما يستخدم باستمرار في حالة العلاج بالعقاقير فقط أو بأي شكل من أشكال العلاج النفسي الأخرى.
وفي خبرتي الشخصية فإن أغلب مريضات رهاب الساحة يبدأن بالتحسن بعد الجلسة الخامسة أو السابعة من جلسات العلاج المعرفي السلوكي، وغالباً ما يستمر منحنى التحسن في تصاعد، ومعظمهن يتركن العلاج العقَّاري حتى من قبل أن آذن لهن بذلك.
نقطة مهمة جداً يا "قلقانة بجد" وهي أنك ما دمت ستضطرين إلى السفر للمصيف فإنني أنصحك أن تبدئي العلاج المعرفي السلوكي بالفعل بأن تقومي بما يلي:
(1) تسجيل كل الأفكار التي تخطر على وعيك قبل المواقف التي تمرّين بها وأثناءها.
(2) عدم الهروب من مجرد الشعور بأعراض نوبة الهلع المبكرة.
(3) عدم اللجوء لاحتياطات الأمان.
وأحسب أن ما ستفعلينه وتسجلينه سيكون مفيداً جداً لك ولمن سيبدأ معك العلاج المعرفي السلوكي.
وفقك الله وكتب لك الشفاء، وأهلاً وسهلاً بك دائماً على مجانين.
واقرئي على مجانين:
من نوبات الهلع إلى رهاب الساحة مشاركة
عيون محتارة نوبات هلع مع رهاب م1