السلام عليكم
السادة الكرام القائمين على الموقع،
كان يفترض بي أن أرسل لكم قصتي هذه منذ ثلاث سنوات، تأخرت لعدة أسباب آخرها أنها مشكلة مكررة العرض على موقعكم الكريم مما يخفني أن ترفض أو على الأقل أن أضيّع بها وقتكم ووقت الزائرين الكرام، إلا أني وفي النهاية ولثقة المريض في طبيبه نبعت من متابعة طويلة للموقع وللاستشارات قررت أن حقي كسائل يحتاج العون والنصيحة يبيح أن أنشد مساعدتكم.
مشكلتي ببساطة تتلخص في أني شاذ، وسأحاول أن ألتزم بمعايير الموقع في عرض المشكلة. بدأت مأساتي مذ كنت صغيراً، إذ كنت طفلاً فذّاً شديد الذكاء، وكان تفكيري يسبق عمري حيث كنت أجالس مدرسييّ وأشارك وأتابع الكبار في أحاديثهم. ومنذ صغري لدي انجذاب شديد للجنس، وأقصد به في تلك الفترة البنات، حيث كانت أي إشارة للجنس في التلفزيون تلفت نظري بشدة، وكنت أسرح كثيراً في خيالاتي تصوراً أني مع زوجتي في الفراش!
كنت طفلاً له عدد معقول من الأصدقاء، ذا خيال واسع لأقصى درجة، أهوى القراءة والرسم، وأحببت عدة فتيات في تلك الفترة بشدة. وفي عمر السادسة قبّلني شاب في فمي لأول مرة في حياتي وهو يتظاهر بأنه يلاعبني إلا أني أدركت ساعتها أنها قبلة مختلفة ولم أعترض إلا لأنه تركني وانصرف بعدها. وفي الثامنه بدأت أتجه لقلة الأدب مع زملائي في الفصل بأن نضع أيدينا في بنطلونات بعضنا ونتحسس أجساد بعضنا بعضاً، وفي تلك الفترة كانت لي سابقتان للاعتداء على فتاتين: الأولى في نفس عمري وكان ذلك برضاها إلا أن إحدى قريباتي رأتنا، والثانية أني خطفت ابنة البواب وهي في الثالثة من العمر وحاولت الاعتداء عليها (لم أكن أعرف كيف إلا أنني كنت أنوي وضع عضوي في فمها وأتحسس عضوها)، إلا أنها كطفلة خافت من الظلام فصرخت فتركتها وهربت! بعدها لاحظت أن أحد زملائي الأكبر مني سنّاً في المدرسة يحاول التحرش بي وهو يلعب معي، فكانت مسكاته وقبلاته مختلفة، راقني هذا كثيراً فكنت أتظاهر بالبراءة حتى أخذني في يوم لحمام المدرسة وانهال عليّ بالقبلات وكنت مستمتعاً أيّما استمتاع بذلك، وبعدها ترك المدرسة، وكنت متعلقاً به بشدة حتى أنني ذهبت لبيته علّه يتمسك بي إلا أنه لم يفعل فانقطعت علاقتنا تماماً.
استمر الحال في الطفولة على هذا المنوال، أملك نظرة أخرى للأولاد وإن لم يمنع ذلك أني كنت أصاحب بنات وأحبهن كذلك!. ومن سن الثامنة حتى الثانية عشر كانت لي مواقف قلة أدب متفرقة مع أولاد؛ كأن أنظر لهم باشتهاء إلى أن نخلع بنطلوناتنا أمام بعض -إن أمكن- وننظر إلى عوراتنا، ومع البلوغ أذكر أني احتلمت لأول مرة على بنت في خيالي، بعدها ازدادت قلة الأدب حدة بحكم البلوغ -وتعددت إلا أني كنت أقابل زميل لي بالمدرسة في بيته بانتظام لنمارس الجنس خارجياً، إلى أن طلب مني أن أقوم بالإدخال فيه- آسف على الكلمات غير اللائقة - ولكنني لم أستطع فطالب أن يقوم هو بالإدخال، ورغم عدم معارضتي للمبدأ إلا أني رفضت أن يفعل هو ولا أفعل فأخبرته أني أفضل أن يكون هناك حدود لما نفعله.. بعد محاوله ثانية اقتنعت أن عندي ضعفاً جسدياً لا أستطيع معه الإيلاج.
في السادسة عشرة من عمري ومع استمرار الإباحة وتعدد الشركاء (حوالي 4) مارست الجنس كسالب مع طالب آخر في نفس سني، كان ذلك مؤلم جسدياً أكثر مما هو ممتع، ولرغبتي في أن أستمتع جربت معه مرة أخرى عسى أن الأولى فقط تكون مؤلمة والثانية ممتعة إلا أنني لم أجد المتعة التي تخيلتها، إذ أنه لم يكن يهتم بي قط ولم يحضنني أو يقبّلني، بل كنت له مجرد مكان يقضي فيه وطره فقطعت علاقتي به، وهنا بدأ الألم بما وصل إليه حالي يعصف بي.
لم أكن متديناً قط أو أصلّي فبدأت أحاول التوقف وبدأت معي حياة جديدة نظيفة منيرة شعرت فيها بمعنى الحياة، حياة القلوب وحياة أعيشها بالإيمان مع الله لا في دنيا البشر. دخلت الجامعة وتعرّفت على بعض الصالحين العاملين لإصلاح أنفسهم ودعوة الناس للهدى فتقربت منهم، ولاطلاعي -فأنا قارئ جيد- وأسلوبي في الحوار وما رزقني الله به من قبول جعل لي احتراماً ومكانة سواء وسط صحبتي الصالحة أو وسط سائر الطلبة. في ذلك الوقت كنت أغض البصر عن البنات وفي نفس الوقت لم تثر رغباتي الأخرى إلا للحظات خلال الثلاث سنوات الأولى، واستمر الحال كذلك إلى أن... وكما يجتذب المغناطيس المعادن لا أعرف أأنا جذبته أم هو؟! وسط هذا الجو الصالح تعرفت على شخص -ودون الدخول في تفاصيل- تطورت علاقتنا تدريجياً مما كنا نحسبه حبّاً في الله إلى حبٍّ شيطانيٍّ ورغبة محمومة، حتى صرنا نلتقي مرة كل أسبوع أو اثنين لنمارس الجنس.
كان يعاملني على أني "بنوتة" وبدأ يتغير، وأصبحت أمارس معه متصنعاً الاستمتاع بالكامل وأنا لست كذلك على الإطلاق، وبعد عدة محاولات فاشلة للتوبة والبكاء مني ومنه أصبح الكلام على المكشوف وأني سأبتعد وأحاول التغيير. تزامن ذلك مع حصولي على كمبيوتر ودخولي على النت، وكان ثاني ما أبحث عنه هو الجنس الشاذ. هكذا، في دائرة مغلقة من المواقع الإباحية والعادة السرية التي بدأتها من سن الثانية عشرة ولم أوقفها إلا أول ثلاثة أعوام بالجامعة، ومواقع الدردشة التي بدأتها مع تحسن استخدامي للنت مما قادني للمرحلة الثانية وهي مقابلة الشواذ من النت.
خلال الثلاثة أعوام التالية بدأت تدريجياً مقابلتهم فرادى وممارسة الجنس ولكن دون إيلاج من الطرفين (تذكروا قناعتي بأني عاجز جنسياً)، وتدريجياً تركت الصلاة في المسجد، فصحبة المسجد، فالصلاة من الأساس! ويكفي أن أقول لكم أن عاتفي الجوال حوى بالمجمل أرقام ما لا يقل عن 200 شاذ قابلت على الأقل نصفهم ومارست مع معظمهم تقريباً، وبدأت أتعرف على مجتمع الشواذ في مصر، ولن أحدثك عن الأهوال التي رأيتها والخبرات المريعة التي لا يحتفظ من عاشها بعقله إلا إن حفظه له الله سبحانه وتعالى. في آخر هذه "الفتة" وبعد مراجعة أطباء الذكورة تأكدت أني سليم جسدياً، بل ومارست الجنس كموجب بضعة مرات ومارسته كسالب مرات أخرى، كنت قد وصلت ساعتها لحال من ينتزعون روحه.. توبه وانقطاع ثم عودة وانحدار.. وفي ذلك الوقت علمت والدتي بهذه المأساة؛ إذ أني راجعت طبيباً نفسياً -تركته بعد جلستين لإحساسي بلا مبالاته، وكان نصحني بالمشي والصيام وأعطاني دواء للاكتئاب لا أذكر اسمه- فطلب أن أكتب ما يجول في خاطري، وفي لحظة سهو وقعت الأوراق في يدها، ولكم أن تتخيلوا العذاب الذي عانته وهي تخبرني أن كل ابن آدم خطّاء وأن باب التوبة مفتوح، ووعدتها بالتوبة، وإن ظلت شهوراً تبكي وتعذبني بنظراتها وشكّها في كل شيء له علاقة بي، وحصلت على أرقام هواتف أصدقائي من الذين كنت أمارس معهم وهددتهم بالفضيحة إن حاولوا الاقتراب مني- علمت بذلك مؤخراً فقط-.
وأخيراً عدت لصحتي مرة ثانية، فإذا بي أقابل أحد الدعاة ويذكر في معرض كلامه أن له سابق خبرة في التعامل مع هذا الأمر في جامعته الخاصة، فما كان مني إلا أن صارحته مخاطراً بطردي من الوسط الصالح والفضيحة في الجيرة لما قاله بأنه يعرف 16 حالة تعافت من هذا الأمر. قابلني الأخ الكريم بالستر والنصح، وتقابلنا كثيراً -حوالي 50 ساعة- حكيت كل ما كان وهو يتابع مع طبيب نفسي من المفترض أني سأقابله في مرحلة تالية، وأخبرني أني أعاني تشوهاً في البصمة الجنسية خاصتي، وأن مشكلتي انحراف في الشخصية نظراً لكوني عاطفي بشكل غير طبيعي. مع بدئي هذه الجلسات من حوالي 8 شهور توقفت عن ممارسة الجنس، وإن كنت ما زلت أستمتع بالتحرش الجنسي في المواصلات العامة فهي المتعة القصوى التي تغالبني إلى الآن، وما زلت أفتح المواقع الجنسية الشاذة من آن لآخر وإن كنت لم أمارس الجنس منذ 3 شهور.
معلومات أخرى شخصية:
أنا الأخ الأكبر لأخت وحيدة يفصل بيننا عامان. أبي شخصية مستبدة وينقصة تحمل المسؤولية إلى حد ما. أمي شخصية شديدة الحنان وجياشة العواطف إلى درجة تفوق الوصف، حتى أنها تستفزني نفسي.
علاقتي بأختي جيدة وبأمي كذلك، أما أبي فعلاقتي به كانت سيئة للغاية بلا أمل حتى دخولي الجامعة، ثم هي الآن علاقة يمكن أن تصير أفضل، أحاول أن أوجد باباً للنقاش في حدود، وقد كنت أحمّله المسؤولية على كثير مما آلت إليه حالتي إلا أني مؤخراً وجدت ألا جدوى من ذلك فقررت مسامحته. أبي وأمي منفصلان مذ كنت في الصف الثالث الثانوي، وقد تأثرت أختي كثيراً بذلك، إلا أني حصلت على حريتي في غيابه، إذ لم أكن أستطيع التصرف في وجوده.
أنا مقبول شكلاً، متوسط الطول، ونحن متوسطي الحال، حصلت على تعليم جيد جداً، وأهلي في الغالب محترمون ومتدينون بخلاف أبي الذي يشرب الخمر وهو متحرر قليلاً برغم صلاته. الجنس الذي كنت أفضله هو "السوفت" الناعم؛ فأنا أحب تبادل القبل بشدة وكنت أكره لعق الأماكن الحساسة للآخرين، ولا أجد لذة في الجنس العنيف، وفي الفراش غالباً أنا الذي يقود العملية الجنسية وإن كنت أحب أن أكون سالباً وموجباً، ولا أمانع إطلاقاً في أيهما. كذلك أنا لا أميل لشكل معين أو سن معين من الذكور، فغالبيتهم مقبول لدي، وميلي الجنسي للنساء كان معدوماً جنسياً وليس قوياً عاطفياً، الآن أنا أكثر قبولاً عاطفياً وضعيف جداً جنسياً.
خطتي للعلاج التي وضعتها لنفسي هي:
1- التوقف عن تغذية هذا الهاجس عن طريق النت حتى أنظّف لاوعيي وأفكاري من هذه القذارة (حتى الآن لم أتوقف بالكامل عن ذلك وما زال معدل النت عالي، حوالي مرة كل أسبوع).
2- عدم ممارسة الجنس وقطع كل علاقاتي ووسائل الاتصال (الخطوة الوحيدة التي نفذتها حتى الآن).
3- أحاول أن أقلل من الطعام وأكثر من المشي والذكر وسماع القرآن حتى أملأ وجداني بشيء نظيف غير مهيج للمشاعر (أنفذ بنسبة 20 % مما أريده).
4- العودة للصحبة الصالحة ومعاودة شغل النفس بعمل تطوعي- دراسة،حفظ قرآن (لم أنتظم في نشاط ما حتى الآن).
5- الارتباط بفتاة حتى أنشغل بها عاطفياً مما يسمح لقلبي بتقبّلها زوجة (لا أعلم مدى صحة هذه الخطوة وهل هناك وقت محدد لذلك؟).
أنا أريد الخلاص نهائياً، وأريد الزواج وإنجاب الأبناء والحصول على حياة طبيعية.
آسف إذا ما وجدتم أسلوبي جافّ بعض الشيء، لا أعرف لماذا مع أني عادة أكثر لباقة! فهل من نصائح لمعذب أصبح لديه بريق أمل؟ ولن أجد أكبر من قول جزاكم الله خيراً.
07/06/2009
رد المستشار
السلام عليكم رحمة الله وبركاته،
تتلخص قصة أخينا السائل في الميل إلى مجالسة الذكور الكبار، وأفكار جنسية منذ الصغر وتخيلات عن تلك العلاقات وما يفعل مع زوجته بالفراش، والاستثارة مع الصور التلفزيونية، وميل إلى فتيات واجهته فيه مشاكل الوصول إلى ذلك.
ثم الميل إلى الشباب الذي يصف به القبلة التي استلذ بها من صاحبه في عمر السادسة التي تلتها علاقات جنسية سطحية، والذهاب إلى صاحبه الذي ترك المدرسة وكان يتحرش به لعله يكررها. وبعد البلوغ أصبح الجنس فعلياً وإن كان يسميه -ممارسة ناعمة- ثم إلى العمل الفعلي الذي يسميه مرة سالباً ومرة أخرى موجباً. تستمر هذه العلاقات وتخبو أحياناً وحتى عندما اتجه إلى التدين وكما قال مثل المغناطيس وقع بنفس المجموعة، وعلى نفس الشاكلة. والبحث عن المواقع الإباحية الشاذة ومشاهدتها.
والتواصل مع هذه المجاميع، وكلامه عن ضعفه الجنسي ثم مراجعة الطبيب النفسي وتركه. ثم الالتقاء بشخص كان يعالجه وتركه للأفعال، إلا أنه يعيد وصف نفسه أنه ليس له ميل إلى الإناث وميله المطلق للذكور وفعله لذلك الفعل رغم عدم تلذذه والألم الجسدي الذنب يعانيه. والاحتكاكية (Frotteurism)، ثم يصف أباه بأنه يشرب وقاسٍ، والأم حنونة إلى حد أنه يكره ذلك، وهناك كلام عن الجنس (السوفت) الناعم في معرض كلامه عن والده، ويضف أنه المسؤول عن ذلك وأنه سامحه. وعلاقته بأخته ثم يرجع ليضع لنا طريقة لعلاج نفسه تجعلنا نقف أمام حالة من مجموعة انحرافات (الميل المثلي، والاحتكاكية والمشاهدات الإباحية).
إن ميل زائرنا الجنسي منذ الطفولة والمحاولة التي أراد أن يضع عضوه في فم البنت التي ذكرها، ومجالسته للكبار والخيالات الجنسية تجعلنا نعتقد أنه كان يرى الأفعال الجنسية وربما إذا كان يقصد بأن والده السبب والسوفت الذي جرى في معرض حديثه عن والده أنه قد تعرض إلى تحرش جنسي.
وكذلك من الناحية التحليلية التي وصف بها والدته ووالده يجعلنا نفكر أنه حصل كما يقول الفرويديون تحاكي وتماهي مع الوالدة والتي بدأ يتقمصها بعلاقته مع الذكور وميله لهم رغم ألمه وعدم القدرة على الانتصاب التي تمثل عقدة الإخصاء، والتي تتمثل جلياً بما يقوله أنه في الفراش هو الذي يقود العملية.
إن الميل المثلي غير المتناغم مع الأنا الذي يتمثل في حبه وميله للعمل رغم الألم ورغم عدم رضاه بذلك.
كما أن مواصلته للعمل الجنسي وكأنه غير مقبول لديه يكون أحياناً من باب الوسواس القهري.
إن وجود نوبات عمل جنسي وزيادة الفعل في أوقات دون غيرها تجعلنا نفكر بالهوس، إني أرى مريضاً لدي مصاب بالهوس الدوري عندما تأتيه النوبة تجعله يفتش عمن يفعل معه الفعل الجنسي.
أرجو أن أكون قد وفقت في تحليلي لهذه الحالة,