تقول الفتاة: تخيلات جنسية ؟ أم استرجازٌ بالتخيل؟
أحييكم بتحية الإسلام. السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته؛
قرأت المشكلة والرد من قبل دكتورنا وأستاذنا الذي نحترمه د.وائل أبو هندي... بيد أني لم أشعر بأن الرد قد احتوى حقيقة المشكلة فالتخيل الذي ذكرته أختي في الله لم تخبرنا إلى أي درجة يمكن أن يصل.
سيدي أحيطكم علما بأن هذا الخيال أو بالأحرى التخيل يمكن أن يحقق قدرا كبيرا من الإشباع الجنسي لأن المتخيل ينسج بخياله ويعد كل التفاصيل ليصل إلى هذا الإشباع.
بخصوص أن هذا التخيل كان يتم مع الخطيب مع أني أجد التخيل مع الزوج أكثر شرعية وأعتقد أنك يا دكتور تفهم ما أعني ففتاة ملتزمة+ تخيلات جنسية تساوي أن الطرف الآخر في التخيل يجب أن يكون حلالها وهو الزوج بغض النظر عن وجود الرغبة في الزواج أم لا بل الرغبة في إضفاء الشرعية على هذا التخيل الجنسي الخطير بالرغم من كونكم يا دكتور وصفتموه بالعادي والبسيط.
نرجو منك يا دكتور أن تفسر أكثر هذا المرض (أسبابه، نتائجه على الشخص والنفس، كيفية علاجه).... جزاكم الله عنا خير الجزاء وشكري وامتناني وعرفاني بالجميل لكل العاملين في الموقع،
والسلام مسك الختام.
18/6/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
أهلا وسهلا بك أيتها الأخت الفاضلة أشكرك شكرا جزيلا على مشاركتك في هذه الاستشارة الأرشيفية التي نشرت بتاريخ 21/10/2003 أي بعد شهرين وأسبوع فقط من انطلاقة موقعنا مجانين.
أتفق معك فعلا في أن الأخت صاحبة الاستشارة الأصلية لم توضح إلى أي حد يصل بها التخيل... إلا أنني خمنت أنه واصل حد الاسترجاز أي أقصى ما يمكن أن يشير إليه قولك: (سيدي أحيطكم علما بأن هذا الخيال أو بالأحرى التخيل يمكن أن يحقق قدرا كبيرا من الإشباع الجنسي لأن المتخيل ينسج بخياله ويعد كل التفاصيل ليصل إلى هذا الإشباع)... فهي تصل بالتخيل إلى قمة النشوة الجنسية وهو ما نعنيه بتسمية الاسترجاز بالتخيل.
تقولين: (بيد أني لم أشعر بأن الرد قد احتوى حقيقة المشكلة).... فأسألك وما هي حقيقة المشكلة في نظرك؟ لماذا لم تصرحي بها؟
حقيقة المشكلة في نظري هي أن مجتمعاتنا المتنافسة في الغباء من المحيط للخليج ما تزال تتعامل بنفس الغباء مع الغريزة الجنسية أو مع الاحتياج الفطري للجنس بحيث أصبح الجنس غولا كبيرا يرعبون به المفكرين الذين يحاولون إعمال عقولهم أو يحاولون حل مشكلة هذه الأمة......
الحكم على طريقة تفكير معينة أو على منهاج سلوكي معين لا يمكن أن يكتمل إلا بالتطبيق الفعلي لذلك المنهاج فهل المنهاج الإسلامي في مسألة تلبية الحاجة الجنسية للجنسين مطبق؟ هل هو صالح للتطبيق بصوره المطروحة والمفعلة هنا أو هناك وبمعطيات وأحوال مجتمعاتنا الحالية وفضاءاتها المفتوحة ومحاميلها في كل يد؟ إذا لم يكن كذلك ما هو الحل؟؟؟؟؟؟ أليس في الإسلام من سعة لأمثالنا وبأحوالنا العرجاء العوجاء هذي؟؟
ملايين وملايين من الشباب والفتيات محرومون ومحرومات من الحق في ممارسة الجنس –وأخصص الكلام هنا عن الملتزمين عن الذين تستنكف نفوسهم الوقوع في الحرام- هؤلاء التعساء في الدنيا ماذا يفعلون؟ وأرجو ألا يردد أحد هنا مقولات من قبيل ممارسة الرياضة والانشغال والتلهي والصيام وغير ذلك فأنا أقول مستندا لخبرتي كطبيب نفساني أن الاحتياج الفطري إلى الجنس احتياج لا ينتهي أو لا تنطفئ ناره إلا بممارسة الجنس وكل ما غير ذلك قد ينفع الإنسان في سفر أو في ظروف محدودة المدى الزمني أما أن يكون هذا هو كل ما لدى المسلمين فألف اعذروني إن سميت هذا فشلا ذريعا للمسلمين في إدارة أحد أهم غرائز الإنسان.... من المؤكد أن لدى الإسلام حلولا ولكنني لا أرى أحدا من الجهابذة يقدمه وإن فعل أحدهم فتحدث عن مجرد شكل مختلف للزواج الشرعي تقوم الدنيا ولا تقعد صونا للخيبة الثقيلة التي تعيشها الأمة!
تسألين بعد ذلك عن المرض ما زلت!!! لم يكن في استشارة البنت أي إشارة إلى حالة مرضية هي فقط تتخيل أنها تتزين لرجلها كما تتخيله وأنه يداعبها بالشكل الذي تحبه وليست في ذلك أي مشكلة بل المشكلة هي أن تكون لدينا بنت غير متزوجة في عمر الثالثة والعشرين، وليست تعاودها مثل هذه التخيلات من وقت لآخر فهذه صاحبة مشكلة وهي التي يجبُ أن تشتكي منها، وأما ما تقوله الفتاة صاحبة هذه الاستشارة على مجانين فطبيعي تماما... ولأوضح أكثر فإن التخيلات هي مما يعرض لوعي الإنسان من خواطر ويمكنه أن يسترسل فيها أو لا يسترسل هو حرٌ في اختياره، والمنتظر من الملتزم أو الملتزمة ألا ينساق وراء تلك التخيلات قدر استطاعته كي لا تؤدي به لما قد لا تحمد عقباه.... فقط وبهذه البساطة ليس أكثر بمعنى أن تقدير النقطة التي يوقف فيها الإنسان تخيلاته راجع للإنسان نفسه وأمره فيه إلى ربه سبحانه.... ولا ينتظر من مشرع أن يقول لنا مقدار نصف دقيقة من التخيلات جائز وأكثر من هذا لا يجوز إلا تخيل الزوج لزوجته أو العكس مثل هذا الكلام هراء بالطبع فالأمر متروك بين العبد وربه سبحانه.
تقولين أيضًا: (بخصوص أن هذا التخيل كان يتم مع الخطيب مع أني أجد التخيل مع الزوج أكثر شرعية وأعتقد أنك يا دكتور تفهم ما أعني ففتاة ملتزمة+ تخيلات جنسية تساوي أن الطرف الآخر في التخيل يجب أن يكون حلالها وهو الزوج بغض النظر عن وجود الرغبة في الزواج أم لا بل الرغبة في إضفاء الشرعية على هذا التخيل الجنسي الخطير)............. جميل جدا هذا الكلام.... فعلا فعلا التخيل مع الزوج أكثر شرعية من التخيل مع الخطيب –ويا عيني على ملايين الملتزمات بلا زوج ولا حتى خطيب في طول البلاد الإسلامية وعرضها- وأرى بناء على رأيك أنه من الأفضل للملتزمات أن يتزوجن مرة واحدة كي لا تطول فترة الخطوبة ولكي نقلل احتمالات التخيل الجنسي الخطير المفتقر إلى الشرعية.......... والله حرام..... وبالمناسبة ما هو رأيك في مطلقة طلاقا بائنا تتخيل تخيلا جنسيا خطيرا مفاده أن زوجها عاد إليها وأنها تتزين له؟؟ وفي رواية تعاشره؟؟.... أعتقد أنني اليوم أكثر إصرارا على وصف تخيلات صاحبة المشكلة الأصلية بأنها عادية وطبيعية.
أعرف أنني قسوت عليك وهو ما لم أكن أنويه لكنني لم أستطع أمام بعض التعبيرات التي استفزتني وأنا أشعر بهول المأساة التي نعيش فيها ونعجز حتى عن حل الأصفاد التي تكبل ديننا نصنعها بعقولنا ونحن نظن أننا حافظوه.... لك الله يا أمتي!
ويتبع >>>>>: تقول الفتاة: تخيلات جنسية؟ أم استرجازٌ... مشاركة1