in reply to Memy في الرد على ميمي
على ما يبدو أن الدكتور "هنيدي" له احتكارية موضوع "السحاق" وما شابه من مواضيع علاقة فتاة بالأخرى.
صحيح، ربما كونك مستشار طبي في علم النفس وافتراضي انه الطب النفسي "العام"- يعطيك الجرأة اللازمة بأن تفرض على القارئ آراءك الثابتة الناصة لحلول -وكأنها متكررة، نظرية بحتا، وكذالك عامة بأفظع حد وبدليل تكرارك للحل والإشارة دوما لمقالات سابقة- في ملتي واعتقادي حلولك سطحية وتفترض سلبية السحاق كاللواط.
العلاقات الجنسية أمر كثيف وعميق، صعب اختصارها بمقالة أو فلسفة أو حتى بوجه نظر واحدة، ما هو تعريفك للغريزة وقيمتها للعاطفة –العاطفة الإنسانية، العاطفة الوجدانية الخاصة لامرئ لا أحد سواه؟ وعلى أي أساس افتراضك بان كل علاقة من هذا النوع "حالة مرضية" أو "شذوذها" كعنف اللواط؟......... المرأة ليست كالرجل.
الاسترجاز، إن لم يسمح إفراغ الشهوة عن طريق الاسترجاز –وهنالك لا حرج في إزاحة ضيقة فزيولوجية لائحة عن همة النفس-، يا أستاذ، بأي حق تفرض حصارك وتزيد هم الفتاة وتمنعها من السحاق، سحاق الزعفران –التسمية جاءت من المصطلح هذا الشائع عند العباسية- وتعقد الأمور وكأنه لا مخرج؟ وتجعل منه جريمة صعبة جدا –وكأنه تناقض منطق الجنس، منطق وحاجة تهييج كهربائيات الأعصاب لإرضاخها بعد النشوة.
اقتراحك للزواج ما هو حل جذري وخصوصا إن كانت memy تهوى البنات، الميول لشيء معين لا يستبدل بحل الزواج، لعله تهوى "ميمي" ذالك بعد الزواج، فكيف ستكون ردة فعلك وشكلك عندما تكتب إليك شاكية نفس المشكلة بعد الزواج؟
ميمي ربما هي غلامية ولا "عيب" بذالك، إن قرأت أبي نؤاس، ودعني اقتبس شيء من "معرفتك" بأمور العشق: "أن السحاق بالمفهوم الغربي الجديد ليس إلا ابتداعًا حديثًا جدا من ابتداعات الحضارة الغربية". هممم... من أين اخترعت مصطلح "بالمفهوم الغربي الجديد"؟...
ناهيني عن هذا النقد وأتكلم بالواقع: من عرض التاريخ البشري كله ما حد ساحق إلا حديثا! ناهيك عن أبي نواس، ما عن صافو "Sappho" الشاعرة الإغريقية؟ عازفة الأوتار التي انتحرت بعدما رفضتها إحدى حبيباتها؟ وما عن هند بنت النعمان بن المنذر مع زرقاء اليمامة وسحاقها في غرف قصور المناذرة؟
أخي،
عيب تعقد الحريم: السحاق ليس كاللواط حتى شرعا.
27/12/2003
رد المستشار
لم تصلنا عنك أية بيانات كاملة، ونحب أن نتحدث إلى طرف يكون واضحا أمامنا جنسه وعمره، وبقية البيانات المطلوبة، فلماذا النقص في استخدام البيانات؟!!
لنا إجابات سابقة كثيرة عن السحاق، وأغلبها على موقع إسلام أون لاين، ونحن نعتبر أن مجانين نوع من الامتداد والتطوير لخدمة صفحة مشاكل وحلول للشباب، أو هكذا نرجو، من الله ثم منكم العون والتشجيع، ومن بداية تعاملنا مع السحاق انطلقنا من بحث مستفيض قامت به إحدى الأخوات المجتهدات بناء على تكليف مني فجزاها الله خيرا، ولعلنا ننشر نص هذا البحث علي الموقع قريبا.
السحاق هو نشاط جنسي مثلي، وله درجاته وصوره المتعددة، وله تاريخه وأسبابه، وإذا كنا نؤمن بأن العلاقة الجنسية الطبيعية هي بين ذكر وأنثى يصبح السحاق انحرافا عن السواء بغض النظر عن درجة هذا الانحراف، أو الموقف الشرعي منه، أو اختلافه في بعض الجوانب عن اللواط طبعا، وليس السحاق في ذاته ممارسة مستحدثة، وإلا لما تضمنت كتب التاريخ والأدب وغيرها حكايات ونصوصا تتناوله، ولما تحدثت عن أحكامه كتب الفقه بمذاهبه المختلفة.
ولكن الجديد أن فلسفة هذه الممارسة قد تطورت لتصبح جزءا من نمط تفكير وممارسة تهدف – في أفكار التسوية المتطرفة – إلى الاستغناء عن الرجل، وهو ما وضحه أخي الدكتور وائل أبو هندي والرجل هو الذي كان في المركز من الحياة في الحضارات القديمة المؤسسة للحضارة الغربية الحديثة، لتحل المرآة مكانه، ويصبح التمركز حول الأنثى بدلا من الذكر، وهو ضد الإسلام كما نفهمه.
لأن الإنسان هو مركز الحضارة في الإسلام، ولا فضل للذكورة ولا الأنوثة، ولا تمييز بينهما علي أساس الجنس.... الخ من مفاهيم أساسية تتشكل منها رؤية الإسلام التي ننطلق منها، وإن كانت غائبة عن أفهام الكثيرين من أبناء الإسلام، فنحن أيضا نعمل غلي استعادتها عبر عملنا وممارساتنا الإكلينيكية، ومحاولاتنا لتأسيس إسهامات نظرية محترمة في الطب النفسي المعاصر لا نفتعل فيها، ولا ندعي ولا نتعسف تميزا عما تطرحه المدارس الغربية ولكن ننقد ما لدينا وما لديهم، وندعو الجميع للاجتهاد دون ديماجوجية أو خجل، ونحن في هذه الجهود يمكن أن نصيب أو نخطئ، وهكذا جهد البشر، ومن كان لديه ما يضيفه أو يقترحه فأهلا به وسهلا، ومنه نتعلم ونستفيد، أما الاكتفاء بالاتهام بالسطحية أو العمومية أو عدم نضج ما نطرح فيستطيعه كل أحد.
* ونحن مثل أي إنتاج نؤمن بأن إنتاج المعرفة إنما يكون تراكميا، فما بالنا، ونحن ندخل حقولا، ونطرق أبوابا جديدة برؤى جديدة من حيث محاولة تركيب رؤية علمية معاصرة من منظور إسلامي، ولا نعتبر بالتالي أن الأمر تكفي فيه إجابة مختصرة أو مقالة عابرة، أو حتى دراسة واحدة، ولكنها جميعا خطوات على طريق الوضوح، بإذن الله.
* في الوضع الراهن، وفي ظل ما نعيشه من صعوبة وتأخر سن الزواج، وعلى خلفية معرفتنا بأهمية الجنس غريزة وممارسة في حياة كل إنسان، هل دورنا العلني أن نرفع الحصار عن الفتاة التي لا تجد زواجا فنقول لها، لا بأس من السحاق، وهو ألطف من اللواط، وما أحلاه لإفراغ الشحنات؟!!! وهل ممارسة اللواط أو السحاق تحل مشكلة الشهوة المتأججة أم تضيف إليها مشكلة أخرى من انحراف الرغبة وتكرسها بالممارسة.
* إما أن السحاق مثل اللواط في أنه انحراف عن السواء، وفيه ظلم لطرف آخر يتعلق قلبه وجسده بنوع معين من الإثارة والإشباع، وإذا كان الأمر كذلك تكون عواقبه وخيمة كما في إجابة: هكذا تكون: آلام الفراق بعد السحاق، لأن اللواط مثل السحاق تدريب على إثارة وإشباع بطريق غير الطبيعي، أو أن السحاق مثل اللواط مباح لا حرمة فيه، ولا ضرر نفسي ولا شعوري أو مثل العادة السرية التي لا تتضمن طرفا آخر تظلمه، وإنما هي علاقة ذاتية أسهل في فهمها من العلاقة بطرف آخر، بكل تأكيد.
إذا كانت ممارسة السحاق انحرافا عن السواء العلمي والطبي والنفسي كما نعتقده، أو حراما في حكم الشرع كما نعتقده وجب علينا نحن أن نعمل على حل مشكلات المجتمع لتأخذ كل فتاة حقها في النكاح الطبيعي، ولو كان الدين خاضعا للأهواء والمتغيرات لأبيح الزنا مثلا وكانت هذه الإباحة أفضل من إباحة السحاق، لأن الزنا في نهاية المطاف هو علاقة طبيعية بين ذكر وأنثى، ولكن تجري خارج الشروط الاجتماعية والشرعية التي تجعلها حلالا، ولأن السحاق وإباحته يعني أن تظل أوضاعنا البائسة كما هي، وبدلا من حل مشكلة العلاقة بين الرجال والنساء يستغني كل جنس بمثيله، ونفض النزاع!!! وما هي نتيجة انتشار السحاق كما هو حادث الآن؟!!!
فحصنا وفحص زملاء لنا حالات سحاقية في دول عربية شتى، ولم تكن شكوى لا لشاكية، أو أهلها غالبا، أنها سحاقية، ولكن كانت الشكوى أنها مستغنية عن الرجال، عازفة عن الزواج، أو زاهدة في ممارسة الجنس مع زوجها، فهل هذا هو المطلوب تعميمه بالتخفيف من إنكارنا للسحاق وآثاره؟!!
وبالمناسبة أدعوك للقراءة أعمق في الأحكام الشرعية للسحاق لأن الآراء فيه مختلفة، وإخواننا في الشيعة يرون فيه الحد – علي خلاف مذهب السنة – ووجهة نظرهم معتبرة وتستحق التأمل فهم يربطونه بمسألة الاستغناء عن الرجال، والتي فيها الموت البطيء للأسرة، وبناء المجتمع، وقبل أن أتركك ينبغي أن أشكرك علي مشاركتك هذه، وأنتظر أن أقرأ شيئا عن خبرتك الشخصية، وأحسب أنني والقراء سنستفيد.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك وشكرا على نقدك لصفحتنا استشارات مجانين ولمفهومي عن السحاق الغربي العصري، وقد كفاني رد أخي وزميلي الدكتور أحمد عبد الله، فكان رده أعمق وأروع مما كنت سأنجز، وفقط لا تنسي أن تقرئي كل ما كتبته في هذا الموقع عن السحاق لكي تعرفي أنني كنت أعرض آراء فقهاء المسلمين فيه، ولم أدعي أبدا أنه ظاهرة حديثة كما يبدو أنك فهمت لأول وهلة،
ودليلي كما أذكرك بأنني نشرت ما جاءني بعد نشر المشكلة الأصلية لميمي وهي: لعبة الأسرة: عروس وعريس على الطريقة الخليجية!، حيث وصلتني من الدكتورة عين التي كانت تخالفني في الرأي مشاركة في الموضوع وقمت بنشرها كما جاءت، ثم علقت عليها كما هي عادة مستشاري مجانين، وتظهر مشاركة الدكتورة عين تحت عنوان: عروس وعريس على الطريقة الخليجية! مشاركة فنحن نرحب بكل الآراء كما قال لك أخي الدكتور أحمد عبد الله، وأشكرك على مشاركتك وأهلا بك دائما.