كيف أمزح معكم؟
ليس لدي أصدقاء، ليس لأني منعزل أو متوحد بل لأني لا أملك أسلوب الحديث ولم أستطع في حياتي أن أزرع البسمة على وجه أحد! أنا غير مضحك ومملٌ جداً، وعندما يجلس معي أي شخص يملّ وينزعج ويكره نفسي، فأنا لا أتحدث عن أي شيء إذ لا يخطر على بالي أي حديث ولا أعرف رغم أنني أفكر في حديث مضحك، ولا أعرف أن أكون مزحة. أرى الأشخاص الآخرين مقربين من بعضهم أما أنا فلا يوجد شخص مقرب مني فلا أجرؤ على تجاوز حدي والحديث في أمور خاصة، وأحاول الاختلاط لكنني أخاف أن أجعل الآخرين يكرهونني بسبب مللي.
أحاول الاختلاط لكي تتكون لدي مزحات، وقد دونتها على الدفتر لكنني أنساها! لا أستطيع زيارة طبيب نفسي لأنني لا أعرف كيف أصل إلى عنوانه، فليس هناك من يقول لي. أنا خائف من المستقبل، فهناك الكثير من المعلومات والمساعدات التي لا يستطيع الشخص الحصول عليها إلا من أصدقائه، فكيف أكوّن صداقات؟.
12/06/2009
رد المستشار
أهلاً ومرحباً بك أخ محمد وبأهل الشام جميعاً.
أدرك كم الانزعاج الذي تمثله المشكلة التي طرحتها لي، دعني أحلل كلامك المكتوب ثم أناقش كيف تصل إلى حل مناسب بأمر الله تعالى.
ما يحدث أنك تريد أن تزرع الابتسامة وربما الضحك على وجوه الأصدقاء والمعارف، فكأن الطريقة الوحيدة لكي يكون لنا وجود بين المعارف والأصدقاء هو أن نضحكهم! هذا ليس صحيحاً وغير مطلوب أصلاً. قد تجد حولك من لديه ملكة إضحاك الآخرين، وتجد شخصيات أخرى ليس لديها تلك المقدرة!! وليس المطلوب منا أن نتساوى، فهل كل الحوار مع أصدقائك هو تبادل للمزحات والنكات؟ وهل كلهم يلقون المزحات، أما أن بعضهم يلقيها وبعضهم يضحك عليها؟
أخي، جميل أن يكون لديك رغبة في إسعاد الآخرين، ولكن الفكرة هي تبادل الأخذ والعطاء فالتعامل القريب من الأصدقاء يجلب مشاعر طيبة للطرفين. عليك أن تعيد النظر في العلاقات بين الناس، فتبدأ وتلاحظ كيف يتحاورون وما محتوى الحوار وما هو الكلام المقبول والآخر غير المقبول، ومن خلال تلك الملاحظات استكشف وتعلم كيف تكون بداية الحوار.
هذا جانب من المشكلة وهناك جانبين آخرين، فأجدك تقول: "أنا غير مضحك ومملّ جداً، وعندما يجلس معي أي شخص يملّ وينزعج ويكره نفسي" .... "أخاف أن أجعل الآخرين يكرهونني بسبب مللي"، فلم تلك النظرة السلبية للنفس؟ أذكر أن أحد الأبحاث العلمية أجريت على طلاب المدارس، وسألوا التلاميذ عن رأيهم في زملائهم ممن يقل كلامهم، وكانت الآراء كلها إيجابية: ومن الصفات التي ذكرت أنه هادئ- طيب- مهذب- لطيف....
النقطة الثالثة والأخيرة هي احتياجك لتعلم مهارات التواصل مع الآخرين، والجميل أن لديك الرغبة في أن تكتسب سلوكاً جديد يساعدك وأنك لا تزال في مقتبل شبابك، وهذا نقطة مهمة في التحسن، ولكنها ليست النقطة الوحيدة إذ يلزم أن يتبعها محاولات جادة للتغيير، ويمكن أن تتبع الخطوات التي شرحتها بالتفصيل في ردي على مشكلة بعنوان: صعوبة التعامل مع الآخرين: الأنموذج والعلاج، كما سيكون من المفيد أن تحضر دورات تدريبية حول التواصل الفعّال، وتكثر هذه الدورات في بلادنا الآن، وتابعنا بأخبارك.