محتارة من نفسي وأشعر أني لا أعرف كيف أتصرف..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اسمحوا لي أن أبدأ بالشكر العميق لكم للمساعدة وللجهد العظيم الذي تبذلونه في مساعدة الآخرين بتفانٍ وإخلاص، وأتمنى أن تسامحوني مسبقاً على بعض الاستفسارات التي أود طرحها عليكم.
أنا فتاة في الثامنة والعشرين من عمري، متعلمة موظفة متوسطة الجمال على قدر كبير من التهذيب وحسن التصرف بشهادة من حولي... مشكلتي بدأت منذ الطفولة عندما تعرضت لمحاولات تحرش عديدة من أخي ومن أشخاص آخرين لا أذكر عددهم وأبرزهم صديق أخي.. لا تسألوني أين أهلي فأنا لا أدري أين كانوا ولماذا حصل معي كل هذا.. نتيجة كل هذه التحرشات أنا لا أعرف إن كنت عذراء أم لا، ولو أن الضرر حصل فسيكون من صديق أخي فقط والبقية كانت تحرشاتهم سطحية.. والسبب الذي جعلني أشك في عذريتي أن التحرش كان بالإصبع، وتكرر الأمر أكثر من مرة، كنت أشعر بعدها بألم وحرقة ورغبة كبيرة في حك المنطقة ولو أني لا أذكر أني شاهدت أي دماء.
سافر أخي وأنا في التاسعة من عمري، وبعدها عمدت إلى التخلص من باقي المتحرشين، وفي عمر الـ 11 كنت قد أوقفت الجميع عند حدهم واستطعت حماية نفسي والدفاع عنها بشكل كافٍ.
كبرت وفي قلبي كره شديد للرجال محارم وغير محارم.. فأنا منعت نفسي من حضن أهلي خوفاً منهم وكرهتهم بشكل كبير، لكن الغريب أن علاقتي بالشباب كانت ممتازة في فترة الدراسة (كل مراحل دراستي كانت في مدارس وجامعات مختلطة)، وكنت محبوبة جداً ولكني حافظت على حدودي بشكل كبير فلكل شيء حدود كما تعلمون، لا أنكر أني كنت أستمتع بنظرات الإعجاب من الشباب ولكن حافظت على حدود علاقتي معهم ولم أتماد مع أي شاب.
خلال هذه الأعوام عاد أخي من السفر عدة مرات وحده أو مع عائلته، وكان في كل مرة يعمد إلى التحرش بي وبالتحديد لمس صدري، ولكني كنت أهرب عند إخوتي. ومنذ سنتين عاد أخي في زيارة وحمل رجوعه لي المشاكل والمصاعب؛ فقد حاول التحرش بي بشكل متكرر مستغلاً وجودي وحيدة مع أمي في المنزل (إخوتي تزوجوا، توفي والدي وبقيت مع أمي المسنة) وبدأت المشاكل. حاول معي في البدء بالترغيب متعمداً إثارتي ومحاولاً شراء موافقتي بالمال والهدايا، وعندما لم ينفع هذا الأسلوب معي لجأ إلى الترهيب. حاول معي كل أساليب الترهيب؛ الإيذاء، ولكني منعته عن نفسي بكل قوة ولم أحصل إلا على رضوض على جسدي من قوته وجبروته، كان معي كالوحش الكاسر وقوته الجسدية وشدة رغبته سببا لي الكثير من الألم، لكن الله أعانني على الحفاظ على شرفي.
في أحد الأيام ومن شدة ألمي أخبرته أنه لن ينالني وأنه وغيره حاولوا ولم يقدروا عليّ وانهرت تماماً... عندها لا أدري ماذا حدث؟! رقّ قلبه علي وسألني من اعتدى علي وإن كنت عذراء -وكأن هناك فرقاً بينه وبين غيره!!!- وعندما قلت له أني لا أعرف إن كنت عذراء ولن أخبره من فعل بي هذا طلب مني التأكد بنفسي من عذريتي وعلمني كيف ولكني لم أقدر ولم أعرف فاتهمني بالغباء لأني لا أعرف شيئاً عن جسدي (بصراحة لم أصدق ما قاله ولم أجرؤ على فعل ذلك)، ووعدني بأنه سيساعدني، ومن يومها أوقف التحرش القاسي بي وإن استمر بمحاولة لمسي، وبعدها غادر أخي البلاد من جديد بعد شهرين من المعاناة الشديدة.
تقدم لي العديد من الشباب ورفضتهم كلهم بسبب كرهي للرجال وعدم ثقتي بهم، ولكن بعد سفر أخي ب 5 أشهر تقدم لي شاب لم أستطع رفضه رغم كل المحاولات، فقد أصر أهلي عليه بسبب أخلاقه العالية وتربيته الممتازة، واتصلت بأخي وأخبرته أني أرفض العريس لأني خائفة فوعدني بالمساعدة. تمت الخطوبة رغم كل المحاولات وكل المشكلات التي افتعلتها.
أنا أعيش في مجتمع منفتح إجمالاً يسمح ببعض التجاوزات بين الخطيبين، مثل مسك الأيدي والمصافحة حتى في حال عدم عقد القران، ولكني لم أفعل أي من هذه الأشياء، حتى أني أرفض مصافحة الشباب وأنا محجبة وملتزمة بلباسي. خطيبي شاب مهذب جداً، حسن التربية، حريص على إرضائي، ولكني قابلت اهتمامه بالنكران وأهملته وأهملت نفسي ودخلت في مرحلة اكتئاب كبيرة دامت حوالي 6 أشهر، كنت أشعر أني جثة تتحرك.
حاولت كثيراً أن أبتعد عن خطيبي، أن أفهمه أني أسوأ فتاة، ولكن كل تصرفاتي ذهبت هباء! فكان دوماً يقول أني فتاه ممتازة يتمناها أي شاب، وأنه لن يجد أفضل ولا أجمل مني! وكان كل كلامه يزيدني تعباً وألماً. بعد حوالي 6 أشهر من الخطبة بدأ خطيبي بالضغط علي، حيث أنه أراد أن يشعر أنه مرغوب ومحبوب وبدأ باستجداء كلمات الحب والشوق مني، عندها كنت في غاية التعب وفي قمة الضغط النفسي فقررت البدء بمرحلة جديدة معه ومع نفسي وهي التمثيل. أردت بشدة أن أشعر بالفرح والحب مثل أي فتاة مخطوبة، أردت أن أحب خطيبي وأن أقاتل من أجله مثلما أرى صديقاتي في قمة السعادة في فترة الخطوبة، عكسي أنا! لذلك لجأت للتمثيل أني فتاة سعيدة؛ بدأت أبادله بعض كلمات الشوق فصار في قمة السعادة وتغيرت معاملته معي للأفضل.
في هذه الفترة قرر أخي أن أذهب لزيارته وأخبرني أنه سيحاول عرضي على طبيب، وإن كنت بحاجة إلى عملية ترقيع سيجريها لي، وكنت خائفة جداً منه لأن عمل أخي حر وعمل زوجته بدوام طويل، فكنت خائفة من ذهابي إليه وتسليمه نفسي، لأني لم أثق به يوماً.. ولكن فجأة فشلت المحاولة ولم أستطع الذهاب بسبب مشاكل في أوراقي وملفي، يومها كانت مرت على خطوبتي حوالي 7 أشهر وكنت متعبة كثيراً لأن محاولة السفر فشلت، وكان خطيبي معي وحاول معرفة سبب تعبي ولكني لم أخبره فأمسك يدي -بصراحة لم أمنعه- نظرت إلى يده وبدأت أبكي ولكنه استمر في الإمساك بيدي والحديث معي، وأنا أفكر بأني إن لم أكن عذراء فإنه سيكرهني ولن يقول لي كل هذا الكلام الجميل... واستمرينا بإمساك الأيدي وكان هو في غاية السرور أني بدأت أتجاوب معه، وبعد ذلك ب 4 أشهر ضمني لأول مرة، وبعدها بشهرين قبّل خدي للمرة الأولى، وتوقفت الأمور عند هذا الحد.
لا أعلم لماذا سمحت بكل هذا؟ مع أني لم أسمح لشاب من قبل أن يلمسني! فجأة تحول التمثيل إلى تجاوزات لا أقبل بها. خطيبي يحبني بجنون ويثق بي، وأشعر الآن أني أيضاً أحبه بجنون وأحب تعامله معي وحنانه علي، وأكثر ما أحبه فيه هو عدم التمادي معي، فهو لا يتمادى البية في لمسي، عكس باقي المتحرشين الذين عرفتهم والذين يتقصدون لمس مناطق معينة من جسدي، أما خطيبي فهو مختلف جداً ويعاملني بحنان غريب، ولا يحاول مثل غيره الاستعجال والتسبب بألم لي. كنت لاحظت أنه يبتعد عني فجأة بعد ضمه لي، فلاحظت أن عضوه ينتصب فيبتعد عني ويقول دوماً أنه لا يريد التمادي ولا يريد أن يخطئ بحقي... واتفقنا ألا تتعدى الأمور بيننا هذه الحدود مع علمنا التام بأن ما نفعله يغضب الله وخطأ فادح.
مشكلتي الآن هي أنا؛ لماذا سمحت له بكل هذه التجاوزات وأنا التي كرهت الرجال وكرهت لمسهم لي وتحرشهم بي وكرهت الزواج وكل الرجال؟ لماذا أقبل الآن بما رفضته من قبل؟ ولماذا أريد من خطيبي أن يحضنني؟ أنا فعلاً أشعر إني منحطة؛ فطوال عمري وخلال مراهقتي لم أخطئ في هذه الأمور، حتى مع أخي حافظت على نفسي لآخر لحظة رغم محاولاته البارعة جداً وبعد ذلك محاولاته العنيفة جداً، لماذا أفعل هذا؟ ومن أين أتت هذه المشاعر وأنا التي عشت طوال عمري دون أي إحساس بالرغبة؟ الآن أمارس العادة السرية وأحياناً أمارسها عدة مرات يومياً، في غياب خطيبي أشتاق له جداً وأتمنى حتى ممارسة الجنس معه، وفي حضوره أرغب فقط في احتضانه (أراه مرتين فقط أسبوعياً، حيث أنه يعمل في منطقة بعيدة ولا يأتي إلا يومين فقط أسبوعياً، وسيبقى هذا الحال حتى بعد زواجنا لأنه من المستحيل الانتقال إلى منطقته). دائماً أفكر لماذا فقدت أخلاقي وتصرفاتي التي كانت دوماً حازمة مع الشباب، ما الذي يحصل لي؟.
أشعر بالعذاب الشديد وتأنيب الضمير الشديد والخوف من الله ومن انتقامه مني، خاصة أن الزواج قد تأجل عدة أشهر ولا أعرف كيف أحل مشكلة عذريتي، وإذا لم أكن عذراء فسيشك بي طبعاً بسبب التجاوزات في الخطوبة فماذا أفعل؟.
أنا محتارة من نفسي وأشعر أني لا أعرف كيف أتصرف، وأني أخطئ ولا أقدر على إيقاف نفسي، ولو أني حازمة وخطيبي بعدم التمادي بالخطأ، ولكن لا أستطيع التوقف مع أني أوقفت بعناد محاولات أخي وأوقفت بإرادتي التحرشات القديمة، فأين ذهب خوفي من الرجال؟.
آسفة على الاستفسار التالي: ولكن محتارة قليلاً من فكرة انتصاب عضو خطيبي، فقد لاحظت هذا مرتين، فهل اقترابه مني مثير جداً له؟ مع أني أتوقع أن يشعر بالحنان مثلي! وأنا خلال اقترابي منه لا أرغب إلا بحنانه فقط، وأتوقع منه المثل فلماذا يحدث معه هذا؟ وهل هذا يعني أنه قريباً سيتحول إلى وحش ويحاول التمادي والاعتداء علي مثل غيره؟ هل أحبه أم أني ما أزال في مرحلة التمثيل؟ وكيف أعرف حقيقة مشاعري؟.
عذراً على الإطالة وعلى استعمال ألفاظ جريئة، وكذلك أعتذر على الخطأ الذي أمارسه، ولا أدري لماذا.
شكراً على صبركم...
21/06/2009
رد المستشار
أشكرك أيضاً يا "دعاء" على اهتمامك بموقعنا وعلى ثقتك به وأرجو أن يوفقنا الله فنقدم لك ما فيه نفعك وعونك.
مشكلتك يا أختي عبارة عن ملحمة طويلة بمراحل متعددة تجاوزت الصعب منها بعون الله تعالى وحفظه لك، ووصلت الآن إلى هذه المرحلة وأحسبها الأسهل والتي تحمل في طياتها السعادة لك بإذن الله. ورغم أن المراحل السابقة كانت غاية في التعقيد إلا أنني سأتعامل فقط مع المرحلة الأخيرة كونها الراهنة وكون سؤالك يتمركز حولها:
أولاً، يا صديقتي من الضروري أن تميزي بين خطيبك الذي يتعامل معك كزوجة مستقبل وكشرف له سيصونه بإذن الله وكامرأة يبدو من الواضح أنه يحترمها ويحترم أنوثتها، وبين سواه من الرجال ابتداء من أخيك (سامحه الله) ومروراً بجميع من أساؤوا لك من الآخرين. خطيبك يا عزيزتي يحبك حباً مشروعاً ويطلبك وله الحق في ذلك ومن حقه أن تبادليه حباً بحب، ومن حقك أيضاً أن تسمحي لنفسك ..
إن شعورك تجاهه مشروع بل متوقع، فالإحسان يأسر القلوب وقد عاملك بالإحسان وتقرب إليك بالتدريج. ولكن يا أختي انتبهي إلى أن الخطبة فقط لا تشرع التواصل الجسدي وأنا أرى أن تعقدا القران ولو طالت الفترة قبل الزفاف، فالشرع يطالب بهذا ما دام قد اختارك زوجة المستقبل وما دمت وافقت عليه.
احمدي الله عزّ وجلّ أن رزقك بشاب واعٍ هادئ متزن، ورغم أن الشهوة في داخله قوية تجاهك إلا أنه لا يتسرع الأمور بل يضع لنفسه حدودها.
وهنا أدخل إلى نقطة ثانية من سؤالك وهي الانتصاب الذي يحصل عند التقارب بينكما. بالطبع يا عزيزتي إن اقترابك منه مثير جداً بالنسبة له وإن كنت أنت تشعرين بالحنان فقط، وهذا هو أروع ما في العلاقات الزوجية حيث يختلط الحب الصافي والحنان والحميمية والإثارة جميعها معاً لتكون العلاقة الدافئة بين الزوجين، ولكنني أكرر أن ادخري هذا الأمر حتى تصبح علاقتكما شرعية تماماً، وحتى تضمني أن الله الذي أرسل لك هذا الرجل الراقي ليمسح عنك ألم الطفولة ما زال راض عنك ليتمم زواجك وحياتك وفقاً للشرع وبما فيه سعادتكما معاً.
ننتقل الآن إلى مسألة عذريتك؛ بداية ابتعدي عن أخيك تماماً ولا تنتظري حل مشاكلك عن طريقه وأبقيه بعيداً عن زواجك وأسرارك، فمن لم يحافظ على شرفه وعرضه لا أنتظر منه الدفاع عنك ومساعدتك الآن. الله أعانك وأصبحت كبيرة وواعية بما يكفي لتحلي مشاكلك وحدك فلا تسافري إليه حتى لو تسنى لك ذلك ولا تطلبي منه إجراء عمليات أو ما شابه. وعليك الآن أن تتوجهي فوراً إلى طبيبة نسائية اختاريها من المعروفات بالتقوى، واعرضي نفسك عليها كي تعلمي منها فيما إذا كنت عذراء أم لا، فإن كنت كذلك فما عليك إلا أن تطوي أوراق سنين الطفولة إلى غير رجعة وتقبلي على خطيبك وعلى حياتك المستقبلية، وأن تسمحي لعواطفك بأن تعبر عن نفسها كأي فتاة مخطوبة. وإن تبين لك أن غشاء البكارة ممزق فأنا أرى أن تصارحي خطيبك بأنك تعرضت في الطفولة لحادث بدون تحديد كنه الحادث وأن غشاءك ممزق، فإن تقبل الموضوع- وأرجو من الله أن يهديه- فيتجاوزه دون أن يطلب تفاصيل. أما إن طلب، فأنا يا عزيزتي لا أرى بعد الصراحة حلاً خصوصاً في العلاقات الزوجية التي تبنى أساساً على الصدق لا على الخداع والتحايل. ولكن لا تذكري له أن أخاك هو من تحرش بك حتى لا تجعلي في أسرتك نزاعاً لأمر قد مضى.
تابعينا بأخبارك، وأرجو أن أسمع منك بعد أن تزوري طبيبة نسائية.
وإلى أن أسمع منك مرة أخرى سأدعو الله عزّ وجلّ أن يختار لك ما فيه سعادتك وراحة بالك.
* ويضيف د. وائل أبو هندي؛ الابنة الفاضلة "دعاء"، أهلاً وسهلاً بك وشكراً على ثقتك. ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك أ. دانة قنديل غير التعبير عن اطمئناني المبدئي فيما يتعلق بعذريتك، فالتحرشات السطحية التي حدثت معك بما فيها تحرشات صديق أخيك الذي أشرت إليه، وأنبه أيضاً إلى أن رغبتك الحالية في الجنس مع زوج المستقبل هي الشيء الطبيعي والشعور الطبيعي كما بينت لك مجيبتك. لاحظي أن السيئ في التحرش ليس الفعل الجنسي في ذاته وإنما هو ظروفه وملابساته ومن يقوم به وكونه دون رضىً منك، هذا هو السيئ! كونك ترغبين في الجنس هو الهدف الذي عادة ما نعالج المتحرش بها نفسياً لتتقبله حتى تصل إليه، فهنيئاً لك واقرئي على مجانين:
التحرشات السطحية واضطرابات الدورة الشهرية
هاجس البكارة... مجانين الغشاء
مع علمي أني عذراء أريد التأكد! مشاركة
الضرار الجنسي ليس دائما ضرارا!
ويتبع>>>>>> : إلى متى يا أخي؟ غشاء بكارة أم جرح في القلب م