والدي دخن سجائر وحشيش كل يوم, تعبت منه..!؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أود أن أشكر جميع القائمين على هذا الموقع، فأنا أستفيد منه جداً ومبهورة بردودكم جداً، لكن أستأذن من يقرأ رسالتي أن يتسع صدره لطولها، فلدي أكثر من مشكلة في وقت واحد.
أنا متزوجة منذ حوالي 5 شهور، أنا من الإسكندرية وزوجي من مكان ريفي، عاداته وتقاليده غريبة عني نوعاً ما، سافر منذ أربعة شهور وتركني هنا بسبب ظروف الأزمة الاقتصادية، وبسبب قناعته أني لا يتوجب علي السفر معه، فعادتهم عند أهله أن الزوجة تبقى هنا وتنتظره. رغم التزامه إلا أنه لا يقتنع بسهولة، فوالدته تؤثر عليه بشكل كبير هو وإخوته. أنا هنا عند والدي وهو عند أهله ولا يمكنني المكوث وحدي في الشقة، لكني تعبت جداً ببعده عني، كما أتمنى أن أصبح أماً، فبعد إجهاض حصل منذ 2 شهرين مما أتعبني نفسياً جداً، ومما يزيد من متاعبي النفسية أنه لا يبدي اهتماماً بالأمر، ولا أدري كيف أقنعه بضرورة أن نكون معاً رغم أني حدثته في الأمر، ماذا أفعل؟.
المشكلة الأصعب أني وجودي عند والدي يتعبني أكثر؛ فأبي كان يسافر ولكنه استقر هنا، والمشكلة أنه لا يريد أن يعمل لنفسه أي مشروع، وهو قاعد في البيت منذ فترة يدخن سجائر وحشيش كل يوم وأحياناً يشرب خمراً، بل أن أصحابه أحياناً يأتون ليشربوا معه. لقد تعبت من الكلام معه لدرجة أني لم أعد قادرة على أن أدعو له، وأمي ليس لها دور وتسكت لأنها ترى أنه حر! أنا خائفة عليه من ربنا ولأجل صحته، لكنه لا يتعظ بأي شيء ولا حتى يصلي. تعبت ولا أستطيع أن أقول لزوجي على كل هذا، وأتمنى أن أدرس شيئاً بعد مجالي، في أي شيء آخر أشغل نفسي به، في مجال علم النفس، فأرجو النصيحة في هذا المجال.
أنا في إسكندرية وأتمنى أن تردّوا عليّ في هذه المشاكل.
جزاكم الله خير الجزاء، أنا أحس أني أغرق وأعيش في جو ملوث وأقل في الطاعة.
أرجوكم ردّوا عليّ.
21/06/2009
رد المستشار
وعليك السلام أختي "ياسمين"، أهلاً بك ومرحباً في موقعنا، وأشكر ثقتك وإعجابك وأتمنى أن نبقى دائماً عند حسن ظنكم.
صديقتي، آلمني حالك ووحدتك، ولكني أحترم فيك إيمانك ووعيك.
أبدأ معك بموضوع زواجك: لا شك أن حالك صعب، فليس من السهل على الزوجة أن تترك وحدها خصوصاً أنها غير مقتنعة بذلك، وأرى يا عزيزتي أنه يتوجب عليك أن تصري على زوجك من خلال حوار هادئ أتمنى لو يكون وجهاً لوجه إن أمكن.|
ولا تيأسي حتى لو رفض في البداية، استخدمي قوتك كأنثى، أخبريه عن مشاعرك وعن شوقك وعن وحدتك وأنك بحاجة له وكرري في ذلك ونوعي في الأسلوب، ولا بد أنه سيستسلم في النهاية خصوصاً إن كنت حكيمة في اختيار الأوقات لهذه الأحاديث. أخبريه أن قلة المورد هي قدر من الله لا نملك له دفعاً ولكن العيش منفصلين كما أنتما الآن هو أمر تختارانه بأنفسكما فاختاروا ما لا تندمون عليه. قولي له لو مرت السنوات ونظرت إلى الوراء لتقيم سنواتك الماضية فإنك لن تندم على إحضاري للعيش معك ولكنك حتماً ستندم على سنوات ضاعت وكل منا يعيش بعيداً عن الآخر.
إلى أن يوافق على وجودك معه اشغلي نفسك بالمفيد من الهوايات بعد قراءة القرآن وحفظه إن أمكنك ذلك ففيه تسلية للروح وإنعاش للقلب. وليتني يا عزيزتي أعلم تفاصيل الجامعات في منطقتك حتى أساعدك في اختيار دراسة ما لكن ما أعلمه أنك تستطيعين السؤال والبحث عن طريق الانترنت لإيجاد ما يناسبك من ذلك وهذه أفضل خطوة تقومين بها في هذه المرحلة.
بالنسبة لإجهاضك وتأثرك بذلك وإحساسك أنه لا يبدي اهتماماً، فالأمر كذلك يا عزيزتي فشعور الأم تجاه الجنين يبدأ منذ معرفتها بوجوده في أحشائها إلا أن إحساس الأب به لا يبدأ إلا حين يحمله بين يديه، والبعض منهم لا يشعر تجاهه بشيء إلا عندما يبدأ وعي الطفل وإحساسه بمن حوله. احتسبي عند الله هذا الأمر وسيعوضك الله بذرية صالحة بإذن الله وما هي إلا فترة ويصبح ذلك من الذكريات وأنا أشعر بشعورك تماماً فهذه تجربة مررت بها في بداية زواجي والحمدلله رزقني الله بعدها ببنت وولد وهما مشروعي في هذه الحياة ولم أعد أتذكر مرارة تلك التجربة.
أما بالنسبة لأبيك فأولاً، إياك ثم إياك أن تتوقفي عن الدعاء له فهذا ما حذرنا منه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قوله: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي" وتيقني أن الله مجيب دعاءك لا محالة فهذا نص قرآني لا مجال للشك به، ولكن الله ينظر من منظار السماء ويعلم الوقت المناسب والطريقة المناسبة لإجابة الدعاء.
ثانياً، ليس عليك سوى دعوة أبيك بالحسنى والدعاء له ولا تحملي نفسك أكثر من طاقتها (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) وتذكري أن نبي الله إبراهيم عليه السلام لم يملك أن يهدي أباه. ولكن زادك في هذه المحنة هو العبادة فلا تجعلي الشيطان يثنيك عن الالتجاء إلى الله وتذكري (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً) فقيام الليل ومثله من العبادات هو المعين على صعوبات الدعوة ومعاشرة الناس.
أبقي الأمر بعيداً عن زوجك فلست مضطرة لإطلاعه على كل ذلك إن لم يكن في ذلك خطورة على دينك. أما بالنسبة لأمك حاوريها وأقنعيها بأن دعوة أبيك إلى الخير والصلاح واجب عليها بموجب الآية القرآنية (يا أيها الناس قو أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة).
وأنا سأدعو الله لك أن يرزقك الذرية الصالحة ويجمعك بزوجك قريباً وأنتما في أحسن حال.