أوهام عربية: يحبني ويتزوجني ويحب أطفالي!!
السلام عليكم ورحمة الله،
1- حفظك الله يا دكتور أحمد وكثّر من أمثالك، أتمنى أن أكون مثلك في ثقافتك وحكمتك، وجزاك الله كل خير وأكثر مما تتمنى، فأنا أستفيد كثيراً من ردودك ومقالاتك.. شكراً جزيلاً.
2- كنت قد أرسلت مشاركة حول مشكلة سيدة تعاني من زوجها لكنكم لم تنشروها، لا أدري لماذا؟ كنت أود أن تنصحوني إن كنت مخطئة في ذلك الرد... المهم لا مشكلة.
3- أريد أن أقول لأختي السائلة أنه لا توجد مشكلة في حلمها في السعادة وكل شيء بيد الله، فالله سبحانه وتعالى يقول للشيء كن فيكون، ممكن أن تلتقي بإنسان أوروبي مسلم فيزرع الله في قلبه حبها ويتزوجها ويحب اطفالها أيضاً.. لا شيء مستحيل.
لكن يا أختي أظنك انبهرت بالمظاهر الأوروبية الخادعة، فأنت لم تعيشي هناك إلا 3 أشهر فقط، يعني أن الزمن كفيل بإظهار الحقيقة، حقيقة فساد ذلك المجتمع.
أنت يا أختي عربية مسلمة، ونعمة الإسلام أكبر وأعظم من أية نعمة أخرى، لكنك لم تعرفي قدرها، لذا أنصحك بالتقرب من لله عزّ وجلّ، اقرئي القرآن كثيراً فإنه خير شفاء، وحاولي أن تلاحظي نعم الله عليك فذلك كفيل بإحساسك بالرضى وتجدي نفسك تحمدين الله على النعم التي حباك بها، ولا تنسي ملء وقتك بنشاطات متعددة (رياضة، تعلم لغة...) إلى أن تندمجي شيئاً فشيئاً في المجتمع. ما أتمناه فعلاً لو حاولت إيصال بعض المبادئ الإسلامية بحسن خلقك وبجدك واجتهادك بالحديث عن هذا الدين العظيم، وستجدين نفسك تعيشين السعادة الحقيقية.
أتمنى أن أكون قد أفدتك ولو بالشيء اليسير، وفقك الله وآنس وحشتك.. آمين.
أشكركم جزيل الشكر على هذا الموقع البديع بمستشاريه المبدعين.. وفقكم الله.
أختكم من المغرب.
6/6/2009
أرسلت قمر إيلياء (24 سنة، فلسطين، طالبة) تقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أستاذي الفاضل الدكتور أحمد عبد الله،
فجّرت قنبلة بكلامك هذا! فالمعتاد وما نسمعه كثيراً أن الرجل هو الحضن الدافئ للزوجة، وأنه يجب أن يحقق لها ما تشاء؛ فهو ذلك "السوبر مان" الذي يجب عليه أن يعمل ويصرف ويحب ويعشق ويرفه في نفس الوقت! إن تجاهلها فهو لا يحبها، وإن أغضبها فهو لا يحبها، وإن أراد أن يرتاح فهو لا يحبها، وإن كلّم غيرها فهو حتماً حتماً يحب من كلّمها! حتى إن نظر إلى أخرى فهي تتهمه بأنه يتجاهلها وأنه لا يقدر النعمة التي هو فيها!!! فإما أن يعبدها ليل نهار ويتغنى بجمالها وذكائها وأكلها وكل شيء، وإما أن يعتبر خائنأَ للحياة الزوجية!.
لا يجوز أن تكون له حياة خصوصية، ولا يجوز أن يخرج مع أصحابه، وإن خرج معهم فإنه يفضلهم عليها، ولا مكان لاستراحة "زوجية". حتى الناس من حولهم لا ترحم، سأذكر مثلاً صغيراً؛ كنا أنا وزوجي نتفق إن أصابنا الفتور والملل أن نبتعد عن بعضنا لمدة يومين أو ثلاثة وقد تمتد إلى أسبوع، أذهب فيها إلى بيت أهلي، لكن لم أسلم من كلام الناس، فكانوا يقسمون أننا في مشاكل، وأننا لا نعيش كالأزواج الطبيعيين، وأننا.. وأننا.. في حين نكون مرتاحين فنعود بكل نشاط وكل حيوية.
وهذا إذن فكرنا العقيم وما نشِّئنا عليه؛ فالرجل يجب أن يكون بنكاً لزوجته حين أرادت حتى تصرف هي تلك النقود في لمح البصر وتشتري بها "غير الضروريات" لا لشيء ولكن حتى تفرغ جيوبه "أولاً بأول" ولا يبقى معه نقود لكي لا يتزوج عليها!!!... يا للبؤس!.
تحياتي.
قمر إيلياء
7/6/2009
رد المستشار
الأخت من المغرب لا ترى مشكلة في حلم السائلة الأصلية!! وذلك استناداً إلى أن كل شيء بيد الله، ولا شيء مستحيل، ويمكن أن تقابل السائلة أوروبياً مسلماً يزرع الله في قلبه حبها، ويتزوجها، ويحب أطفالها أيضاً!.
ومن حيث المبدأ فإن هذا الاحتمال قائم فلسفياً ومنطقياً وإيمانياً، لكن للأمور أسباب ومقدمات، وإذا لم تتوافر هذه الأسباب والمقدمات فلا نتائج -غالباً- تحدث، وطبعاً قد تتوافر الأسباب والمقدمات ولا تحصل النتائج رغم هذا، لأن الله سبحانه لم يشأ، ولكن أخطر شيء هنا هو هذه التركيبة العقلية المدمرة!!
التركيبة العوراء التي ترى وتوقن أن الله على كل شيء قدير، وهذا حق، ولكن في نفس الوقت لا ترى واجبها، وتالياً لا تقوم به، والنتيجة ألا ترى قصورها ولا تعالج أمراضها!!
لم أتطرق في جوابي على السائلة لمساحة بديهية أن الله على كل شيء قدير، ولا أعتقد أن السائلة تحتاج إلى تذكيرها بتلك البديهية مطلقاً، وذلك لأنها مثل أغلبنا تحمل عقلية تواكلية تنتظر أن يرزقها الله ذلك الزوج المنتظر، ويعوضها عن الحرمان، ولا مانع من قفزة بهلوانية لا منطقية تتحسر فيها على حالها مقارنة بالمرأة الأوروبية التي ترفل في "نعيم الحرية والمساواة"، بينما هي، ويا حسرة القلب، عربية مسلمة تعاني من التمييز في مجتمع ذكوري!!!
هذه النظرة العوراء، والعقلية المختلة والشائعة جداً للأسف تحتاج إلى علاج حاسم، ونقد عميق ينقصنا جداً، ولا يقوم به أحد على أرضية الدين، بل يقوم به بعضنا فيظهرون بسبب أسلوبهم أو مصطلحات خطابهم، أو حتى موقفهم المبدئي، فإنهم يظهرون على يأس من الدين وأهله، ومن ألا يجلب الدين والتدين لهذه الأمة إلا المزيد من التخلف، والحقيقة أن هذا النمط من التدين، وهذه القراءة للدين، وهذه الممارسة لإيمان معيوب منقوص بمنطق مشوه مقلوب يبدو من أهم أسباب تخلفنا، وقصف التخلف المستتر بأقنعة الدين، والملتبس بألفاظه وديباجاته، وما يلوي ألسنة الناس باستشهادات في غير موضعها، هذا القصف صار فرض عين على كل مسلم ومسلمة لأننا نواجه علة صارت من عموم البلوى، والساكت عن تبيان هذه العلة شيطان أخرس، وكل على قدر علمه ومكانه ومكانته، ولا أعفي نفسي، ولا أحداً من هذه المسؤولية!!.
بأي منطق نفكر ونتحاور؟!
إذا توجهت لأحد الطلاب بتحذير مفاده أنه لم يقم بواجبه للإعداد والمراجعة والتدريب اللازم لخوض الامتحان، فأي موضع هنا يكون للقول بأن الله على كل شيء قدير، ويمكن بالتالي أن يحشد المعلومات في رأسه، ويذكره بها رغم أنه لم يدرسها جيداً، ولا راجعها أكثر من مرة!!! أليس في هذا الكلام فساد واضح في الاستدلال وموضعه؟!!!
السائلة امرأة عربية عادية، متواضعة الجمال، كثيرة العيال والأعباء، وأدعو الله أن يعينها ويدعمها لتضع نفسها في المكان الأفضل، والمكانة التي تطمح إليها، فهل هذا الجهد المنتظر منها هو ما ينبغي أن نذكرها به، وندعمها فيه، وندعو لها، ونلفت نظرها له، أم نحن بصدد تطييب الخواطر ونثر المجاملات، وتلطيف المشاعر، هي تطلب استشارة فنهديها وردة، والكلام الطيب مجاني، والله على كل شيء قدير فعلاً!!!
هل هكذا نبني عقولنا فنتوه في المساحات الفاصلة بين الأماني والأغاني والمشاعر اللطيفة، وبين الحقائق والخطط والإعداد العملي، وخبرات خوض الحياة؟!!
تتأخر في مجتمعاتنا كل الخطط والمرافق والأبحاث والإنجازات، ويتأخر المجتمع نفسه: مؤسسة الزواج تتأخر وتفشل، وتتراجع فاعليتها في تلبية احتياجات أطرافها، وبدلاً من أن نتصارح ونتكاشف، ونفزع لرصد الواقع، وتشخيص مشكلاته، وتصور حلولها إذا بالخطاب الجهبذ ينطلق هادئاً في مواجهة كل استفسار أو استنكار أو وجع لوعة إحداهن ممن تأخر زواجهن، ينطلق الخطاب الجهبذ قائلاً: الزواج رزق، وقسمة ونصيب، ومن يدري فالله قادر وكريم يرزقك بمن يعوض صبرك خيراً، كما هو قادر على أن يرزق تلك السائلة بمسلم أوروبي يعشقها ويحملها من فوق الأرض على رأسه هي وأولادها!! متشكرين خالص، نورتونا ونورتم عقولنا!!
ما هذا الخلط والتلبيس والهروب من القيام بما ينبغي القيام به، والإحالة إلى المولى سبحانه الذي يبدو أننا نطالبه سبحانه بأن يحرر لنا فلسطين، ويهلك الظالمين بالظالمين، ويفك كرب المكروبين، بينما يقتصر إيماننا ودورنا على الصراخ والنهنهة والشحتفة في البكاء، والدعاء!!
نحن ندعو الله سبحانه وتعالى لأنه أمرنا بهذا، ولأن الدعاء مخ العبادة، ولأن من لا يدعو الله أو يرجوه ويبتهل إليه إنما هو محض مستكبر جاهل ومغرور، ولكن أن يتحول الإيمان ومقتضياته، والعبودية ومعالمها، والدين والتزاماته إلى مجرد الدعاء والابتهال، وحسن الظن بالله دون حسن العمل فهذا هو واقعنا الفعلي المتخلف الذي ينبغي أن نعالجه بعد أن ندركه!! لأنه بدلاً من اكتساب المهارات، وأداء الواجبات فردياً وجماعياً ترك المسلمون الجهاد بمستوياته وأعماقه وتفاصيله ومراتبه وعوالمه، واكتفوا من الإسلام بالدعاء، وجمع التبرعات!!!
وها هي الملايين تحتشد في صلاة القيام كما في المباريات والحفلات الغنائية مع اختلاف المناسبة والهتاف، ونفس الجماهير هي الخاملة المتواكلة التي تنتظر الفرج من السماء غافلة أو متغافلة أن الله علمنا، وأكد لنا مباشرة، أي منه إلينا، أي دون وسيط ولا غموض ولا تأويل ولا فذلكة، حين قال سبحانه وتعالى بوضوح:"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
بينما نحن نضيع الأعمار في انتظار تغيير لن يأتي إلا إذا منعناه بأنفسنا قبل أن نطلب من الله أن يغير ما بنا!!
والمضحك المبكي أن الجميع ينتظر: الناس تنتظر الحكام أو المسؤولين أو العلماء فهم أصحاب الفضيلة أو الجلالة أو القدرة على التغيير، ولا يتغير ولن يتغير شيء لأن هؤلاء وأولئك إنما ينتظرون بدورهم، منهم من ينتظر أو يحقق أوباما وعوده، ومنهم من ينتظر تدخل الأقدار إصلاح ما انكسر، ورتق ما انفتق، ولا أحد يقول أننا جميعاً أدوات وأجزاء من القدر نفسه، لأن قدر الله إنما يعمل عبر سنن الكون ومكوناته، ونحن منها!!
وبدلاً من الخلط والتخليط الذي أنتقده هنا، وأشرت إليه في "خلطة فوزية"، أقول للسائلة الأصلية أن عليها التحقق بالمهارات والإمكانيات والمواهب والسجايا التي تدعو فارسها المنتظر إلى الإعجاب بها، وأن يحبها، ويحب أولادها، ويتحملها ومسؤولياتهم!!
وأنا أرجو أن أكون عوناً على بناء وعي ناقد لما يجري في حياتنا، أما تطييب الخواطر فلا أجيده، وربما تتفق معي الأخت المغربية فيما أقوله هنا، وربما النساء أكثر مهارة في بذل المجاملات، ولا بأس من أن نتكامل ونتعلم من بعضنا بعضاً، والكلام الحسن الطيب له فضله وأثره.
وأوكد أيضاً أن الدفع بفساد المجتمعات الغربية يستدعي فوراً النظرة إلى أحوال مجتمعاتنا الفاسدة أيضاً، ومن قبيل نطح الصخر بالدماغ أن نقول أو نختصر المسألة إلى أن عندنا إيمان ومنهاج ليس لديهم وبالتالي يعيشون في جحيم، لأن الحقيقة أن تأسيس حياتهم على العقل والبحث والعلم والتخطيط قد أفادهم كثيراً بينما لم يدفعنا إيماننا -ربما لخموله أو نقص فيه- إلى مواصلة مقتضياته من أداء الصالحات التي تبدأ بالتفكر والتدبر، وتشمل كل ما من شأنه عمارة الأرض بمفهومها الواسع، والحصاد أن تخلفنا الحضاري يحتاج إلى دراسة واعتبار وتأمل أعمق من مجرد كليشيهات: "هم ونحن" التي نجيد ترديدها بينما لا تفيدنا، ولا تدل على شيء يفسر أو يعالج الواقع الذي نعيشه!!
ولن يعتريني الملل من نصح أولئك المرضى بوسواس الغرب من هؤلاء الذين يتخذونه مثالاً يتوهمونه كذلك، ويريدون استنساخه، أو الذين كلما انتقدنا واقعنا قفزوا ليؤكدوا على سلبيات الخبرة الغربية دون فهم من أين جاءت، وكيف نتلافى تكرارها؟! منطق"نحن أفضل منهم" أو "نحن أفضل من غيرنا" أوصلنا إلى ما نحن عليه، ويلزم أن نتخلص منه لا لمصلحة منطق آخر معوج وسقيم يقول: "لا يوجد أسوأ منا"، لأن هذه كلها أحكام سطحية متسرعة ولا تنفع بشيء!!
أما أختي من فلسطين فهي التي تفجر قنبلة بمشاركتها هذه التي تؤكد على ما سبق وذكرته في ردي على السائلة الأصلية من أوهام تعشعش في رأس حواء العربية غالباً، وشجاعة الاعتراف هذه تلزمنا بشدة، وينبغي أن تتجاوز بنا طفولية الشجار التافه، والصراع الأخرق والمستمر الذي يتحيز فيه كل جنس إلى أهله دفاعاً ولو بالباطل، وعن الخطأ!!
فإذا جاءت فرصة لنتناول أوهام النساء ترد النساء: طيب، وماذا عن أوهام الرجال؟! والعكس يحصل أيضاً!!
التعصب لجنس وترديد الهبل الشائع من قبيل: والله النساء مسكينات والرجال ظالمون، أو "فين نساء زمان"؟! من الطرف المقابل!!
هذه المناوشات والحوارات المبددة للطاقة هي من أكثر ما يحول بيننا وبين إدراك حقيقة أوضاعنا، وعلاج أمراضنا، وإذا كان مفهوماً ومتوقعاً أو مفترضاً من متخصص مثلي أن يتجاوز هذا إلى حياد موضوعي، وتحليل منصف، ومصارحات قاسية أحياناً فإن مشاركة مثل كلام هذه الأخت تعطيني وأمثالي الأمل أن هناك في واقعنا إرادة وقدرة واستعداد للمبادرة والمكاشفة والاعتراف بالمرض، وهي مقدمات لازمة لتجاوز السفه الذائع المنتشر تحيزاً للجنس، والاكتفاء بالدفاع الأجوف، أو الهجوم الأخرق على الجنس الآخر، فنتصور ونتورط في معارك فارغة بين جبهتين، وكأن الصراع الذي سيحررنا ويقدمنا ويرفعنا وينتشلنا هو صراع بين عموم الرجال وعموم النساء، هذا وهم كبير، وباطل ثقيل يغرق فيه الملايين منّا!!
آدم العربي لديه أمراض وأوهام وأساطير فادحة يحتاج إلى إدراكها، وأن يتعالج منها، وحواء العربية مكبلة بركام من الصغائر والتفاهات والتشوهات، والمجتمع كله بالتالي يختنق ويتخلف، ونقطة من نقاط البدء أن يتوكل البعض على الله، ويحتسب عمله عنده سبحانه، وينطق بالحق المر، وله حينئذ الأجر والثواب وحسن القدوة، والله أعلم.
ويتبع:>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> أوهام عربية يحبني ويتزوجني ويحب أطفالي م
التعليق: أنا آسفة أني كتبت الموضوع هنا بس أنا محتاجة مساعدة فعلا أرجوكم أنا حاولت أكتب مشكلتي بس كتبوا أنها بداية 9 فبراير أكتب بس أنا فعلا تعبانة
أنا حاولت أروح لدكتور نفساني وما ارتحت معه أرجوكم ساعدوني أنتم وقدموا ميعاد أني أكتب مشكلتي
أرجوكم أنا عمري 15 سنة وامتحاناتي قربت وممكن أسقط لو ما لقيت حل