والدي يتهم كل من تعامل معه مادياً "بالحرامي"..!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أتمنى أن أجد عندكم الحل لمشكلتي أو حتى التخفيف عني.
المشكلة هي: عقد قراني بعد أيام قليلة، المفروض أن أكون فرحة كباقي البنات، تحب خطيبها وتتمنى اليوم الذي تكون فيه زوجته، للأسف والدي -سامحه الله- ما جعلنا نحس بفرحة أي مناسبة قط، سواء أكان عيد أو فرح أختي أو فرحي! مشكلته أنه يتهم كل من تعامل معه مادياً في حياته أنه حرامي! ومن بينهم كان جدي وأخوالي، ومنعنا من زيارتهم ومنعهم من زيارتنا، لكن مع ذلك نراهم من ورائه لأنهم طيبون وليسوا كما يقول.
يمر كل عيد علينا ونحن محبوسون في البيت لا يزورنا أحد ولا نزور أحداً، كما لو أن لا أهل لنا! في فرح أختي منعنا من دعوتهم وعلى الرغم من ذلك لم يرضَ بذلك زوج أختي ودعاهم، وكانت النتيجه أنه طردهم من الفرح أمام المدعوين وامتدت يداه لتضرب جدي، وكرد فعل طبيعي أخوالي كان موقفهم أنهم ثاروا لوالدهم ودافعوا عنه (رجل كبير في السن يهان بهذا الشكل)، وطبعاً كانت فضيحة وانكسرت فرحة أمي بابنتها الكبيرة. وعلى الرغم من الإهانة تخطاها جدي وأخوالي، فحين تعرض أبي لحادث زارواه كلهم في المستشفى ووقفوا إلى جانبه طوال العملية، وتفاءلنا -أنا وأمي- أن رب ضارة نافعة فينشرح صدره لهم، لكن لا فائدة! فهو لا يريدهم -جدي وأخوالي- أن يحضروا عقد قراني.
أمي تبكي وأنا أبكي على فرحتي الناقصة ولا أدري ما العمل! حاولت معه كثيراً لكن في كل مرة يهددني بأنه سيكرر ما فعله في فرح أختي، طيب وإن لم يحضروا ماذا ستقول أمي لحماتي: ليس لي أهل يحضرون الفرح! وماذا أقول لخطيبي؟ أخفي الحقيقة وأختلق الأعذار؟ أم أكشف صورة أبي الدميمة؟
ما العمل؟
سامحك الله وهداك يا أبي.
05/07/2009
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بداية يا وردة أهنؤك على زواجك وأتمنى لك التيسير والتوفيق والرضى.
عزيزتي،
لا شك أن موقفك صعب وأن الإنسان يتمنى لو يشاركه جميع من يحب في أفراحه، ولكن هذه هي سنة الحياة فالأفراح يكدر صفوها بعض المشاكل ولا يوجد فرحة كاملة إلا في الجنة، رزقنا الله وإياك حسن العمل لنحظى بها.
لا شك أن رغبتك في حضور أهل أمك مشروعة بل مطلوبة، لكن رضى والدك هو الأولى خصوصاً في هذه المرحلة حيث يفارق إحدى بناته التي تربت في كنفه وعاشت عنده طيلة طفولتها وصباها ورآها تكبر حتى جاء اليوم الذي تصبح في عهدة رجل آخر، فالأمر صعب عليه، ولذلك أنصحك يا أختي ألا تزيدي الأمر صعوبة بإصرارك على حضور أخوالك إلى زفافك لأنه على ما يبدو لن يكون الأمر بصالحك، فدعوتهم دون موافقة أبيك ستجر عليك مشاكل أكبر من الإحراج أمام حماتك لو أنهم لم يحضروا، ولا شك أن دعوتهم في زفاف أختك دون علم الوالد كان تصرفاً خاطئاً من طرف زوج أختك وكان من المفترض إقناعه بالتراجع عن ذلك.
دورك الآن يا وردة أن تخففي عن أمك وأن تتحدثي وإياها مع أخوالك وجدك بصراحة فتخبرينهم برغبتك في حضورهم ولكنك تخشين من رد فعل مماثل لما حصل في زفاف أختك، وأنا متأكدة أنهم سيتفهمون الموقف وسيكون أكرم لهم ولك ألا يحضروا. وبالنسبة لحماتك فمن الممكن التعذر أمامها بانشغالهم في أعمال وأسفار وسترى أنهم سيحضرون إلى منزلك فيباركون لك ويتبين لها أنه لا يوجد قطيعة وأن لديك أهل كرام يكرمونك، وستنسى عدم حضورهم للزفاف في مدة بسيطة وسيكون ذلك أفضل من مشكلة كبيرة تفسد عليك حفل زفافك وتبقى في ذاكرة الجميع فيما لو دعوتهم دون موافقة أبيك.
وننتقل الآن إلى أبيك؛ فما عليك الآن هو بداية ألا تتركي فرصة في الدعاء له بالهداية وحسن التصرف. وثانياً، أشعريه أنك بقربه وأنك متأثرة بفراقك عنه ولو تظاهرت بذلك تظاهراً، فأنت بذلك تتقربين منه وله حق عليك في ذلك، ومن جهة أخرى أشعريه أنك بصفه ولا تستمري فيما تقومون به من تركه وحيداً دائماً حيث يشعر أنكم جميعاً في صف وأنه في الصف الآخر...
أدعو الله أن يتمم لك فرحتك وأن يسهل أمورك ويهدي أباك...
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بخير...