بعد السلام،
أريد أن أشكركم على هذا الموقع. أما بعد،
أنا فتاة في ال 16 من عمري وأحب علم النفس كثيراً خاصة منها لغة الجسد أي حركة العينين والأيدي وإلامَ ترمز، لذلك أريد مزيداً المعلومات في هذا المجال بعد إذنكم. كما أريد أن أتلقى نصائح حول كيفية الاندماج في المجتمع؛ فأنا خجولة جداً، حتى الذهاب لشراء شيء أرهبه، أو التعامل مع الناس، ودائماً صامتة حتى في العائلة غير أمي وأبي، كذلك في القسم رغم أني تلميذة مجتهدة لا أتجرأ على الحديث مع الأساتذة
علماً بأني مع أصدقائي أكون طبيعية جداً.
عفواً على الإزعاج، وشكراً لكم.
05/07/2009
رد المستشار
صديقتي،
الخجل أو الخوف من الاندماج مع الآخرين والتعبير عن رأيك أو عن نفسك أمام من لا تعرفينهم جيداً يرجع إلى خوفك من الحكم السلبي أو الانطباع السلبي من الآخرين تجاهك، ولكن هذا معناه أنك قد افترضت أن الآخرين سيرون كل عيوبك، بل وقد يخترعون لك العيوب والاتهامات والانطباعات السلبية، وبما أن هذا غير منطقي، فإن الرهاب الاجتماعي ما هو إلا خوفك من رأيك -أنت- السلبي في نفسك والذي تحتفظين به سراً (وأحياناً تخفينه عن نفسك) وتحسين بأن الآخرين سيكتشفونه ويشاركون فيه ويتعاملون معك على أساسه. الرأي السلبي في النفس أو التقدير الذاتي السيئ نادراً ما يكون صحيحاً أو دقيقاً، وغالباً ما يحوي الكثير من المعلومات المغلوطة والأدلة الواهية اللامنطقية وتشويه أو انتقاص من الحقيقة. هذا يحدث عن طريق التعميم والحتمية بلا دليل والحكم على الأشياء بطريقة أبيض وأسود فقط... مثلاً، قد يرتكب المرء معصية واحدة ثم يقول "أنا مذنب لأنني لا أطيع الله (تعميم) وأنا فاسد بالتالي (أبيض وأسود) وعليه فلا أمل من أن يغفر الله لي (حتمية بلا دليل)".
من ناحية أخرى يبدو أن جزءاً من خوفك الاجتماعي يكمن في رغبتك في أن تظهري في أفضل وأكمل مظهر لمن لا يعرفونك ولكن يهمك رأيهم فيك وتخافين من أن يكوّنوا رأياً سلبياً فيك، لكن ما سيضمن الرأي الإيجابي أو يزيد من احتمالاته هو عدم الاهتمام الزائد به... أيّ أداء بشري سيتأثر سلبياً بزيادة الضغط النفسي الناتج عن الرغبة الزائدة عن اللازم في الإتقان والخوف من الفشل، وأفضل الأداءات تنتج من تدريب وتمرّس يتيح للعقل أن يتحرر من الرغبة والخوف.
الاندماج مع الآخرين يبدأ بالفضول، أو بمعنى أصح بالاهتمام بالآخرين ومحاولة فهمهم والتعلم منهم. أثناء انشغالك بمحاولة ملاحظة وفهم الآخرين في ما وراء ما يقولون، سينشغل عقلك بهذا وينصرف عن شيطاني الرغبة والخوف. أساتذتك وكل من تهتمين برأيهم هم مجرد بشر معرضون للصواب والخطأ ولن يوجد في الكون من يعرفك حقيقة إلا الله وأنت. احرصي على أن يكون ضميرك مرتاحاً بمحاولة التقدم والتحسن في كل مجالات حياتك بصفة مستمرة ودائمة وفي خطوات صغيرة نحو أهدافك.. فمثلاً يمكنك الذهاب إلى أي متجر وسؤال البائع سؤالاً عادياً مثل "بكم هذا؟" ومع التمرّس في هذا يختفي توترك. الخطوة التالية هي سؤال بائع آخر عن مميزات السلعة التي تفرقها عن السلع المماثلة.. وهكذا.
عندما يكون لديك ما تؤمنين به حقيقة وتريدين توصيله للآخرين فلن يهمك رأيهم إذا ما كان تركيزك على التواصل وتوصيل المعلومة مثلما تفعلين مع أصدقائك.. تصرفي بطبيعية مع الجميع مع مراعاة مشاعر الآخرين وأن لكل مقام مقال. أساتذتك هم أصدقاؤك إن كانوا أسوياء ولكنهم أصدقاء من نوع خاص ولهم احترام ومراعاة أكثر من الأصدقاء من مثل سنك.
وفقك الله وإيّانا لما فيه الخير والصواب.