أوهام عربية .... مشاركات
غير موافقة على العنوان: أوهام عربية يحبني ويتزوجني ويحب أطفالي
شكراً على رد الدكتور، الدكتور العزيز وائل،
مهم عندي جداً أن أسمع رأيك بصراحة، كنت طوال الرسالة وأنا أخاطبك ولكن لا أعرف كيف نسيت أن أخاطبك باسمك؟ كنت أقول يا دكتور!.
بصراحة منذ ثلاث سنوات وأنا أستشيرك في كل مشاكلي وأستفيد منك، وما من مرة سألتك سؤالاً إلا كانت إجابتك شافية، ومهم جداً جداً أن أسمع رأيك في مشكلتي هذه خاصة أنك إنسان بكل معنى الكلمة، وأهم شيء أنك رجل شرقي ولكن بين سطورك أرى أنك تحترم كيان المرأة وتشعر معها وبها، ومهما كان ردك على رسالتي فسأتبع نصائحك فوراً، لأني أثق بك وجربت من قبل نصائحك وعقليتك الممتازة.
أرجوك أن تعطي رسالتي فرصة أخرى وتطرحها بين المشاكل التي ترد عليها بنفسك، ولكن اسمح لي أن أوضح بعض النقاط:
أنا لا أريد رجلاً يعيش في منزلي أنا وأطفالي لأني عندي المال والمنزل ومرتاحة، فيأتي هو ليستمتع بهذا أو لأهداف الجنسية الأوروبية، لأني لو كان هذا غرضي لتزوجت منذ قدومي لهذه البلد التي أحمل جنسيتها الآن، فما أكثر العروض التي جاءتني ورفضتها لشعوري أن الموضوع مصلحة مادية وموضوع أوراق.
الشيء الآخر، قلت أني لست جميلة ولكني لست بشعة أيضاً! مر في حياتي كثير من المعجبين بي- يعني وجهي لا يقطع الخميرة من البيت!- لكن هذه أيام الجمال الخارق وأنا لست من هذا النوع.
أيضاً، أنا لست إنسانة غبية أو كسولة، أنا متعلمة وأسمّي نفسي مثقفة وأحمل مسؤولية أولادي وحدي من أكثر من سنة في بلاد الغربة، وأرى بعيني رجالاً قدموا هنا ليعيشوا ولكن لم يحتملوا صعوبة الحياة في أوروبا -خاصة أول سنة- فرجعوا، أما أنا فما زلت أكافح للحياة وأتعلم من جديد وأعلم أولادي اللغة العربية لئلا ينسوها كتابة وقراءة وأقوم بواجبات الرجل والمرأة في البيت... وطبعاً من العرب لا أجد غير الكلام السيئ والانتقاد (تعيش وحدها.. لماذا مطلقة؟ أين أهلها... إلخ)، أما الأوروبيون فلا أسمع منهم إلا الإطراء (أنت إنسانة مميزة وما تعملينه لأولادك شيء عظيم... أنت تقومين بمجهود كبير... أنت تستحقين الاحترام.. وأنت تستحقين الدعم من الحكومة لأنك أم وحيدة... إلخ) أترى الفرق؟ أقسم أنها الحقيقة.
أيضاً أريد أن أقول أنني لا أريد رجلاً يتنازل لكي يقبل بي، بل أريد رجلاً يشعر بسعادة الدنيا عندما أقبل أنا به، لأني لست عاهة! وكون غير محظوظة في حياتي السابقة فهذا لم يكن بسببي، عشت سنوات طويلة أحاول وأحاول أن أنقذ بيتي من الهدم لكن أبى زوجي إلا أن يهدمه، ومع ذلك بعد الطلاق حاولت عكس كثير من الأزواج أن أحافظ على صداقتنا بعد الطلاق لكي يعيش أولادي بيئة صحية، وأحاول كل جهدي ألا أحمل في قلبي أي أحقاد عليه رغم فداحة الجرائم التي قام بها في حقي، لكنه أبو أولادي يعني يجب أن يكون في عيون أولادي أعظم رجل في العالم وهذا دائماً ما أقوله لهم.
دكتور وائل، سوف تسألني: ما مشكلتك بالضبط؟ أريد أن أشعر بالسلام في داخلي، أريد أن أرتاح في أعماقي، أريد أن أتوقف عن البكاء والشعور بالحزن، أنا الآن أعيش لا أحتاج إنساناً من ناحية مادية وأحمل جنسية أوروبية وأنت تعرف كم هذه نعمة كبيرة من الله تسهل الكثير عليّ، أحب أطفالي ويحبونني، كل هذه السعادة ولكن شيء داخلي ناقص، فقط علّمني كيف أضبط نفسيتي وأرتاح؟ كيف أنسى الماضي بهمومه؟ وكيف أنسى أن شبابي كله ضاع ولا أحاول تعويضه؟.
الشخص المعاق الذي ينقصه جزء من جسده، هل ممكن أن يعيش ويقنع نفسه أنه كامل ولا شيء ينقصه؟ أنا ينقصني فترة من عمري طويلة لم أعشها ولم أشعر بها!.
صرت إنسانة مريضة نفسياً وأحتاج لعلاجك يا عزيزي الدكتور وائل.
ولك كل الاحترام والتقدير وكثّر الله من الرجال أمثالك في عالمنا العربي القاسي.
6/6/2009
رد المستشار
الأخت الفاضلة "صوفيا"،
أهلاً وسهلاً بك على مجانين، وشكراً جزيلاً على ثقتك وإطرائك... واضح جداً أنك يا صديقتي لم يصلك مقصد د.أحمد عبد الله، فلم يكن غير واقعي معك مثلما رآك مع نفسك حيث شجعته سطورك وقوتك وصراحتك التي لمسها في كثير من التفاصيل، واعتبر أن العلة معرفية فقط فأراد مباغتة المفهوم المعوج لديك ولكن يبدو أنه أغضبك... وعلى كل أحسب أن في تعليقه على المشاركات في مشكلتك ما يبين لك كيف أنه متأثر بالهم العام والشأن العام حتى وهو يرد على مشكلة خاصة بسائلة بعينها فهو يرى فيها الأنثى العربية المعاصرة بكل مشكلاتها ولهذه الأنثى بعيوبها توجه بردّه.
معك الحق في المقابلة التي تعقدينها بين تعليقات العرب وتعليقات الأوربيين عليك "... من العرب لا أجد غير الكلام السيئ والانتقاد (تعيش وحدها! لماذا مطلقة؟ أين أهلها... إلخ) أما الأوروبيين فلا أسمع منهم إلا الإطراء (أنت إنسانة مميزة وما تعملينه لأولادك شيء عظيم... أنت تقومين مجهود كبير... أنت تستحقين الاحترام.. وأنت تستحقين الدعم من الحكومة لأنك أم وحيدة....إلخ)" للأسف هذا صحيح ولا يذكرني حالهم إلا بحال آباء وأمهات كثر من أولادي وبناتي المراهقين عندما يعجزون عن فهم أولادهم وينتقدونهم بالضبط على كل ما يمتدحه الآخرون فيهم!... والمسألة هنا ليست أكثر من فارق هائل في الوعي بقيمة الإنسان في ذاته وهي فريضة غائبة عند جلّ مسلمي اليوم وموجودة عند جلّ الغربيين!.. كذلك الوعي بقدر الأنثى وكونها ممكنة الاستقلال والحياة بغير رجل لفترة من حياتها على الأقل هو افتراض غائب أو قولي مستحيل الوجود عند معظم الناس من ذوي الخلفية الثقافية المستمدة من بلداننا العربية الفاشلة، وكلهم ذلك الرجل يا أختي.
وقد يرى البعض أن الزواج بصيغته التقليدية -في منزل زوجية- لن يكون مناسباً لا لك ولا لأطفالك ولذلك تجدين الحلم به مشكلاً، وبالتالي فقد تكون أمامك عدة اختيارات من بينها مثلاً أن الزوج المنتظر لا يشترط أن ينتقل للحياة في منزلك أنت وأطفالك بل يمكن أن تجدا حلولاً كثيرة لمشكلة المكان على الأقل في المرحلة الأولى للزواج، وبالتالي ليس هناك ما يبرر شعورك بأن العمر قد ضاع وأن شبابك قد فقد لا سمح الله.
وأما ما أحب أن أؤكد عليه فهو أن المشكلة أهون بكثير مما تحسبين، وجوعك الطويل للحنان والحب هذا أراه من النوع الذي سريعاً ما يشبع وتنعم صاحبته بالرضى رغم أنه يبدو لك الآن جوعاً لا يسكت ولا ينتهي.
كثيراً ما يشعر الإنسان عند مروره بخبرة حب مثلاً وهو في الثلاثين من عمره مثلاً أنه لم يحب من قبل ولم يسعد تلك السعادة من قبل إلى حد أنه ينسى كل ما ذاق من جفاء وحرمان، بل ويشعر بعضهم أنه يكاد يكتفي بما يعيش وأنه لا يطمع في قبل ولا بعد!
أسأل الله أن ييسر لك من حلاله ما ينسيك كل ما كان ويعطيك الشعور الدائم بالرضى، ومرة أخرى أدعوك إلى قراءة رد د. أحمد عبد الله عليك وتعليقه على ما ورد من مشاركات.
ويتبع: >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> أوهام عربية:دورة حياة الصراصير (مشاركة)