فاقد للنوم بسبب كثرة التفكير والأفكار..!
الأساتذة الأفاضل....
تحية من قلبي على هذا الموقع الإنساني بالمقام الأول لأنه يخدم شريحة من المرضى تعاني من صعوبة البوح في مجتمعات عربية أنتم العالمون بحالتها الحضارية والإنسانية...
أنا شاب عمري 27 سنة، أعاني من مشكلات كثيرة منذ فترة والحمد لله، على قدر من الثقافة ما شكل عندي وعياً لعبور المحن بأكبر قدر من الحكمة، لكني في هذه اللحظة أريد مساعدة حقيقية من مختصين لأني على شفا الانهيار الحقيقي.. برغم أني أحيا بأمل ولو فقدته لحظة فسأموت. قررت تقسيم مشكلاتي وحلها واحدة بواحدة، والآن أتقدم للأطباء الأفاضل لمساعدتي في حل واحدة منها، وأظن أنها قد تساعد كثيراً في تجاوز محنتي ومشكلاتي..
اضطراب شديد في النوم أدى بي لبعض الأعراض النفسية والبدنية كارتفاع ضغط الدم160/100 وزيادة في ضربات القلب تصل إلى 135 وأنا ساكن لا أتحرك.. باختصار، أنا أجد صعوبة شديدة في الدخول في النوم بسبب أن ذهني لا يتوقف عن التفكير, سواء كان في أمور شخصية أو مشكلات خاصة أعاني منها، أو خيالات لوضعي حين أصبح في المستقبل، أو ما أحلم أن أكون عليه، بالإضافة إلى أني أتحدث وأشرح أفكاري وأحلامي ومشكلاتي لشخص ما سواء أعرفه أو لا أعرفه. هذا المجهود الذهني الذي أقوم به رغماً عني أقوى بكثير مني ومن حاجة جسدي للنوم، أصبحت كالممسوس أو المومياء؛ جسدي ملقً على السرير مثل المغمى عليه، والألم في جسدي كله ونبضات قلب مرتفعة جداً 130 تقريباً، لكني في حالة نشاط ذهني كما شرحت لسيادتكم..
هذا الاضطراب في النوم أدّى بي لحالة إجهاد مزمن فأنا لا أستيقظ من النوم في حالة نشاط كما هو مفترض، وحتى إن نمت لفترة طويلة، فمن المفترض أن النوم يقدم حالة من الاستشفاء العضلي والبدني والنفسي للإنسان، للأسف هذا لا يتم معي وإن نمت لمدة طويلة! مما يجعلني متعباً جداً طوال اليوم لدرجة أني منذ ما يقرب سنة ونصف لا أستطيع حتى النزول إلى الشارع لشعوري بالتعب والإرهاق الحاد. بالرغم من إصراري ومحاولاتي الكثيرة لتجاوز هذه الحالة إلا أنني اليوم أعترف بأني فشلت وأحتاج لنصائح وتوجيهات متخصص. أعرف أني ربما أطلت لكني لا أجد من أحدّثه لا من أجل الشكوى لكن من أجل الوصول لحل حقيقي..
ولن أطيل أكثر، لكني يا أساتذتي الأفاضل أريد أن أذكر بعض الأمور الجانبية قد تكون دليلاً وعوناً لكم في تحليل هذه المشكلة..أعيش بمفردي منذ عام 2000 في مدينة نائية وبعيدة مدينة أكتوبر، حيث أتيت من الخليج لألتحق بالجامعة هنا، علماً بأني أقسمت على أهلي مراراً ألا يتركوني في أكتوبر بمفردي لأني إلى الآن ليس لي بها أصدقاء أو معارف أو أقارب، كما أني مررت بمشكلات أسرية عديدة كان أفراد أسرتي هم أبطالها، لكن عندي إرادة التغيير وعبور صدمة جفاء وجبروت أهلي وخاصة أمي، لأني لا أريد التوقف عند هذه التجربة المريرة بحق، كما أني لا أريد أن أتألم أكثر من ذلك بسبب هذا الوضع الأسري المخزي، والذي أعتقد أنه لا يوجد من تألّم بسبب أسرته مثلي في هذا الوجود..
نقطة أخيرة يا أطباءنا الأفاضل؛ أنا عاطل منذ تخرجي في 2004 بسبب أشياء كثيرة منها مشكلاتي الأسرية التي تحدثت عنها، حيث أني كنت أمرّ بحالة ضيق نفسي شديد، لا أريد أن أسميه اكتئاباً لأني إن شاء الله أقوى من هذا بكثير، بالإضافة إلى أمور مادية والتزامات مادية كانت تستهلك تفكيري، لكن في المقام الأول هو صحتي وإجهادي وتعبي بسبب مشكلة اضطراب النوم وتوابعها التي شرحتها لسيادتكم..
أنا لا أعرف كيف أصنف حالتي وفق جدول الأمراض النفسية: هل هو أرق أم اكتئاب أم فصام؟ بسبب المجهود الذهني الذي تحدثت عنه وهو ليس بيدي بالطبع... حقيقة لا أعرف، لكن ما أعرفه أني متعب جداً وقلبي بارتفاع ضغطه ونبضاته بسبب اضطراب النوم لا ينبئ بالخير (قمت بعمل بعض التحاليل ولا يوجد شيء عضوي لارتفاع الضغط والنبض)، فهل هناك يا أساتذتي الأفاضل تمرينات ذهنية معينة تغلق ذهني وتجعلني أنغمس في النوم لأصحو منه وقد حصلت على استشفاء نفسي وعضلي وبدني يجعلني أستعيد نشاطي لمزاولة يومي بشكل طبيعي إلى أن يحلّ موعد النوم من جديد لأدخل فيه مثل خلق الله؟.
وهل يوجد في علم النفس ما اصطلحت عليه أنا وهو أن ذهني أقوى مني بكثير وأقوى من حاجة جسدي الشديدة للنوم؟ آسف على الإطالة مرة أخرى، لكن هذا جزء من مشكلاتي وأنا لا أجد من أحاوره وأكلمه في وحدتي هذه ومنفاي الذي أعيش به رغماً عني..
أشكركم شكراً جزيلاً.
5/7/2009
رد المستشار
الأخ الكريم "علي يوسف"..
شكراً على ثقتك في مجانين وتحيتك له، ونسأل الله أن يكون الموقع سبباً في تحسن صحتك النفسية.
تكمن مشكلتك في أنك ترهق ذهنك ومن هنا جاء اضطرابك في النوم. علاجك يكمن في قربك من الله والبكاء بين يديه والدعاء والرضى بما قسمه لك، وبعد ذلك يمكن حلها من خلال الأدوية، لذا عليك بزيارة طبيب نفسي لوصف الدواء المناسب.
والحل الآخر يكمن في أن تتدرب على الاسترخاء بشكل عام، وبشكل خاص قبل الذهاب إلى النوم، ويمكنك التدرب على ذلك لدى الطبيب النفسي أو أي أخصائي نفسي قدير.
والاسترخاء خبرة نكتسبها كما اكتسبت أنت التوتر كاستجابة لمشكلاتك، أو كما نتعلم قيادة سيارة... إلخ. ويحتاج الأمر للتدريب الدافعية والتدريب المستمر، ويمكنك إتباع هذه الخطوات أو استخدام أحد شرائط الكاسيت المخصصة للاسترخاء وهي تباع في الأسواق، وبعضها متاح على شبكة الانترنت.
وخطوات التدريب كالآتي:
1. اختر حجرة هادئة، أو مكاناً مريحاً يمكن أن تمدد جسمك عليه، كما يمكنك ممارسة الاسترخاء وأنت جالس أيضاً. أغمض عينيك وأنت مستلقٍ في ذلك الوضع المريح.. وجسمك في حالة ارتخاء.
2. ابدأ بالتركيز على عضو واحد، وليكن ذراعك الأيسر، ثم أغلق راحة يدك اليسرى بمنتهى القوة وردد لنفسك بصوت غير مسموع وبذهن صافٍ غير مشتت العبارات الآتية:
"إنني أقبض راحة يدي اليسرى الآن بقوة.. وكل انتباهي وتفكيري وتركيزي في عضلات قبضة يدي وهي تتوتر وتشتد بقوة".
3. لاحظ أن عضلات اليد وعضلات مقدمة الذراع الأيسر تتوتر وتنقبض بشدة، يجب أن تلاحظ هذا التوتر وأن تشعر به وتحسه جيداً وأن يستغرق ذلك ما بين 5-10 ثوان تقريباً.
ثم توقف عن هذا وأرخ يدك اليسرى تماماً، ثم ضعها على مكان مريح أو على وسادة قريبة أو امددها بجوار جسمك. اشعر بالفرق بين حالة التوتر وحالة الاسترخاء في عضلات الذراع مردداً لنفسك بصوت داخلي:"أنا أشعر الآن بالاسترخاء الشديد في عضلات يدي اليسرى.. وأستمتع بهذا". استمر في هذا مدة حوالي 10 ثوان تقريباً ثم كرر الخطوتين 3،2 بنفس الطريقة تماماً.
4. الآن ستنتقل إلى اليد اليمنى، كرر ما قمت به بخصوص اليد اليسرى في اليد اليمنى تماماً.
5. لاحظ الآن الاسترخاء التام والشعور بالتنميل في كلتا الذراعين.
6. اثنِ راحتي اليدين إلى الخلف واستشعر التوتر في المعصم وظهر اليد، ثم عد بمعصميك مرة أخرى للوضع الطبيعي في استرخاء تام ولاحظ الفرق بين الشد والاسترخاء. كرر لنفسك القول بأنك تشعر بانقباض العضلات ثم بالاسترخاء كما حدث في 3،2 وذلك لمدة 10 ثوانٍ تقريباً ثم كرره مرة أخرى.
7. أغلق كفيك بإحكام مرة أخرى، واثنهما في عكس الاتجاه السابق حتى تشعر بتوتر عضلات الجزء العلوي من الذراعين حتى مفصل الكوع، ركّز انتباهك ولاحظ التوتر ثم الاسترخاء كما فعلت من قبل (5-10 ثوان تقريباً).
8. اثنِ مفصلي الكوعين وكفّاك مغلقتان بشدة محاولاً لمس كل كتف بقبضة اليد المغلقة ثم عد إلى الاسترخاء مع وضع ذراعيك إلى جانبك كما فعلت من قبل، ثم كرر التمرين كما تفعل في كل خطوة.
9. الآن نصل إلى عضلات الكتفين، ارفع كتفيك بقوة حتى تلامس أذنيك تقريباً ولاحظ التوتر والانقباض ثم لاحظ الاسترخاء، وكرر التمرين كما سبق.
10. والآن نصل إلى عضلات الوجه وسوف تتبع نفس الأسلوب، انقباض وتوتر العضلات بشدة ثم إرخاؤها تماماً، مع تركيز الانتباه على ملاحظة الفرق بين حالتي التوتر والاسترخاء.
11. وستبدأ بأن تجعد جبهتك وترفع حاجبيك إلى أقصى ما يمكن ثم الارتخاء، ثم إغلاق العينين وزرّهما بشدة ثم الارتخاء، يلي ذلك إطباق الفكين والأسنان بقوة ثم الارتخاء، بعد ذلك زمّ شفتيك وأغلق فمك بشدة ثم افتحهما -كما لو كنت تبتسم- إلى أقصى ما يمكن ثم الارتخاء، ويتكرر التمرين كما سبق.
12. ونصل الآن إلى عضلات الرقبة الأمامية، انقباض ثم ارتخاء مع التكرار. ثم عضلات خلف الرقبة، ثم ثني الرقبة للأمام، الخلف.. ويتكرر.
13. اقبض عضلات البطن بشدة ثم ارخها.. والتكرار.
14. اثنِ العمود الفقري بأن تقوِّس ظهرك مرة للأمام وأخرى للخلف ثم الاسترخاء.. مع التكرار.
15. مدد ساقيك واقبض عضلات الفخذين بشدة ثم الاسترخاء.. مع التكرار.
16. قرّب الركبتين والفخذين بشدة ثم ارخهما.. وكرر.
17. اثنِ الركبتين إلى أقصى ما تستطيع وبمنتهى القوة، ثم استرخ.
18. شد عضلات بطن الساق واجعلها مشدودة الأصابع وحركها للأمام وللخلف، لاحظ الفرق بين التوتر والاسترخاء وكرر التمرين كما سبق ذكره.
عند الانتهاء من التمرين ستشعر بالاسترخاء في جسمك بأكمله مع الشعور بالهدوء الشديد والسكينة.
وفي النهاية، يمكنك أن تفتح عينيك الآن وأن تنهض لتمارس حياتك بصورة طبيعية بعد أن تكون قد تخلصت من توترك بدرجة كبيرة.
كما يمكنك بعد إجادة التدريب، أن تؤدي جزءاً واحداً من التمرين أو أكثر، فيمكنك مثلاً إرخاء عضلات مؤخرة الرقبة والجبهة إذا كنت من أولئك الذين يعانون من الصداع النصفي، أو إرخاء عضلات الرقبة والصدر فقط إذا كنت تعاني من الشعور بضيق التنفس.. وهكذا.
وتستطيع أن تقوم بإرخاء عضلات من جسمك وأنت منتبه ومتيقظ تماماً..
ولا بد من ملاحظة هذه التوجيهات الهامة.
- تجنب الأنشطة غير المتوافقة مع النوم مثل سماع الراديو أو الأكل في الفراش.
- يجب استخدام حجرة النوم للنوم فقط.
- عدم الدخول للسرير ما لم تشعر بالنوم، مع الحرص عند الذهاب للسرير ألا يتضمن أنشطة منبهة مثل صعود السلم جرياً أو تغيير الملابس في حجرة شديدة البرودة.
- إذا لم تتمكن من النوم خلال عشر دقائق فيتعين عليك ترك السرير والانتقال إلى حجرة أخرى، وأن تعود للسرير عندما تكون مستعداً للنوم فقط.
- كرر النقطة السابقة إذا لم يحدث النوم.
- يجب الاستيقاظ بمنبه، مع الاستيقاظ في الوقت نفسه كل يوم.
- لا تنم فترات قصيرة خلال النهار.
وتابعنا بأخبارك.