وسواس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أشكركم كثيرا على هذا المجهود المبذول في خدمة الناس ومحاولاتكم الجديرة بالاحترام لحل مشاكلهم، وأدعو الله أن يوفقكم ويعينكم.
أنا فتاة في 24 من عمري على قدر من الجمال والجاذبية الحمد لله ولكنها أحيانا تسبب لي مشاكل، وهذا حدث فعلا فمنذ صغري وأنا أتعرض لتحرشات جنسية، وأتذكر وأنا في السابعة تقريبا من عمري فقد حاول شخص كان دائما ما يلاعبني ويضحكني ولكنه ذات مرة قبلني في فمي بطريقة غريبة لم أستطع نسيانها حتى الآن وحضنني بشدة وهذه على ما أتذكر كانت البداية ثم توالت الأحداث بعد ذلك.
ولكنني كنت أخذ الموضوع بلا مبالاة شديدة، فلا أقول أي شيء عن ما يحدث معي وكأن شيئا لم يكن، والكثير من المواقف والتحرشات الجنسية تحدث معي حتى التحقت بعمل ولم أكن قد تخرجت من الجامعة بعد، وعملت في مكتب صغير فحاول صاحب المكتب أن يتحرش بي فتركت العمل ومشيت ولكنني عدت بعدها بعد ما اتصل بي واعتذر عن هذا الموقف ولم يكرره حيث أنني تركت العمل سريعا، وعملت في مكان آخر وأيضا تكرر الحادث المخجل وتركت العمل نهائي في هذا المكان.
وبعدها التحقت بعمل وأنا في سن العشرين بشركة وعملت مديرة مكتب ولهذا الوقت لم يخطر ببالي أي شيء ولم أتأثر بأي من المواقف سوى أنني أصبحت حادة بعض الشيء في تعاملاتي ليس أكثر، وفي هذه الشركة كان صاحب العمل في الأربعين من عمره وكانت طريقته في الكلام مريحة وكنت أتكلم معه كثيرا في كل أموري واعتبرته أخي الكبير أو كصديق ولكن أعامله باحترام طبعا لحكم السن ومكانه في العمل حتى جاء يوم وحاول أن يقبلني في فمي ويحضنني وكنت أحاول أن أبعده ولكنني لم أعرف لأنني صغيرة وهو كان أقوى مني كثيرا ولم أعرف أن أفلت غير بعد فترة وبصعوبة بالغة فأخذت حقيبتي ومشيت مسرعة وذهبت للبيت وهو اتصل بي أكثر من مرة يتأسف ويعتذر وأنا صممت أني لن أذهب للعمل مرة أخرى واعتذر كثيرا عن هذا حتى وافقت أن أعود بعد أن وعدني أنه لن يكرر هذا الفعل مرة أخرى.
وبعدها بفترة سارت الأمور كالأول أحكي له وأشكو همومي ومشاكلي وهو يحاول أن يحلها لي والعكس أيضا فكان يحكي لي وأنا أحاول أن أخفف عنه حتى جاء يوم حدثت مشكلة كبيرة جدا بيني وبين والدي وأخوتي في البيت كنت أبكي كثيرا وعندها استغل ظروفي النفسية وقرب مني وقبلني وأنا استسلمت له واخذ يقبلني ويحضنني ويتحسس جسدي كله ولم أمنعه وظل هذا يحدث كل ما تتاح الفرصة لذلك لعدم وجود أشخاص بالشركة أو عمل يتطلب منا القيام به وقد تعلمت على يديه العادة السرية وأصبحت أمارسها باستمرار وأشاهد المواقع القبيحة على النت وهو أيضا صاحب الفضل....
واستمر هذا الموضوع تقريبا لمدة سنة ونصف وبعدها منعته من أن يقترب لي ولكنني كنت أمارس العادة السرية دون أن أعرف أنها هي وأشاهد المواقع الفاضحة وأيضا أدخل مواقع الدردشة وأتكلم وأسمع كلام فاضح، ولم أكن أعرف أن هذا حرام حيث أن لم يلمسني أحد، إنها مجرد رؤية وأيضا لم أعرف أن العادة السرية حرام ولذا كنت أفعلهم دائما.
ولكنني ولله الحمد أفقت من هذا الذي أفعله في نفسي، وعرفت أنه حرام حيث أن كل أعضائنا ترتكب الفاحشة فالعين تزني وزناها النظر واللسان يزني وزناه الكلام الفاحش والأذن تزني وزناها السمع للفاحشة ولذلك أيقنت أنني أزني كل يوم دون أن أشعر.
وأيضا حدثت لي مشاكل كثيرة كلها كانت بسبب الذي أفعله باستنتاجي فكنت أنسى كثيرا ولا أتذكر شيء وأيضا واحدة من معارفي نصبت عليَّ في مبلغ نقدي كبير بالنسبة لي وكنت على وشك الارتباط بإنسان مهذب ولم يحدث وحدث كل هذا في وقت واحد وأدركت أن ما أفعله هو السبب في كل هذه المصائب واستغفرت ربي كثيرا ومنعت نفسي من كل هذا وأوقفته كله والحمد لله وكان هذا من سنة وشهرين تقريبا، ولكنني حتى الآن أتذكر هذه المناظر وأصبحت أخاف من كل من يعاملني فأشعر أنه ينظر لي نظرة جنسية وإذا لم يكن هكذا أخاف أن يظن أنني أنظر إليه هكذا.
وأصبحت أتوتر كثيرا وأيضا أشعر هذا مع النساء ولا أعرف لماذا؟ وأظن أن السبب هو أنني أصبحت أرى كل الناس همهم الشاغل والرئيسي هو الجنس وإشباع رغباتهم على حساب أي شخص، أرجو أن تدلوني للعلاج إذا كان هذا مرض. وأعتذر للإطالة.
أرجو أن البيانات تكون سرية
04/01/2004
رد المستشار
بنيتي الحبيبة: أهلا وسهلا بك صديقة لموقعكم هذا مجانين نقطة كوم، ونحن إذ نرحب بك ونشكرك على حسن ظنك بنا ندعو الله أن يجعلنا ممن يقدمون العون لعباده، وممن يعملون على تفريغ كرب المكروبين، وأن يتقبل عملنا خالصا لوجهه الكريم.
والحقيقة أن رسالتك قد أثارت في نفسي مزيجا من المشاعر المختلفة، فمع خوفي وقلقي عليك ورغبتي في مساعدتك وجدتني اشعر بالاشمئزاز والنفور والبغض الشديد لكل من تسول له نفسه المريضة أن يعبث بجسد زهرة بريئة وأن يمتص من رحيقها بدون وجه حق، فهل يمكن أن توقظ صرختك وصرخات الأبرياء من أمثالك ضمير من استغلوا الظروف فاعتدوا على البراءة في لحظة طغت فيها الشهوة والحيوانية على كل اعتبارات العقل والدين والخلق القويم.
فقصتك مثال واضح لنتاج عملهم الدنيء وما اقترفت أيديهم من الآثام، حيث نجد هذا واضحا وضوح في الشمس فيما تصفينه من أعراض تشتكين منها، ومن ذلك أنك أصبحت تتصورين أن كل البشر لا هم لهم إلا المتعة الجنسية، ومن ذلك أيضا انحراف مسار الشهوة عندك وتعودك على الإثارة الجنسية وإشباع الشهوة بطرق غير طبيعية، حتى وصلت إلى المرحلة التي تصفينها حيث تشعرين أنك تحلمين بالفتيات، والمهم أن إدراكنا لعمق وخطورة هذه القضية التي تثيرها مشكلتك جعلنا نفرد لها ملفا خاصا بعنوان: التحرش كابوس الماضي وقلق المستقبل معروض على صفحة حواء وآدم بموقع إسلام أون لاين. نت.
وفي موضوعك ومن قصتك لا يفوتنا أن ننوه إلى أهمية التثقيف الجنسي أو التربية الجنسية المتدرجة لأطفالنا، والتي لابد أن تبدأ في سن مبكرة بحيث يدرك الطفل والطفلة ما يمكن أن يحدث لهما وكيفية التعامل مع هذا الاعتداء، لأن المُعْتدَى عليه يسكت في البداية خوفا أو خجلا ثم يجد نفسه ومع مرور الوقت يشعر أنه مذنب أو آثم أو أنه كان متواطئا في الجريمة لأنه سكت رغم أنه هو الضحية.
والمهم أنك يا بنيتي تحتاجين لعلاج نفسي فابحثي حولك عن أخصائي نفسي ثقة، وابدئي رحلة العلاج حتى تداوي آثار ما تعرضت له من اعتداءات، ولا تتركي نفسك نهبا للفراغ بحيث تكون مرتعا لكل أهواء النفس المفسدة، فابحثي لنفسك عن غاية أو هدف تعملين على تحقيقه وتبذلين في سبيل هذه الغاية من طاقتك ووقتك وجهدك، وابحثي لك عن صحبة صالحة تعينك على فعل الخير بمعناه الواسع (لا بالمعنى الضيق الذي يعتبر فعل الخير مقصورا على العبادات وتقديم الهبات والصدقات)، حيث أن قناعتنا تؤكد على أن فعل الخير يشمل كل فعل نافع لمجتمعاتنا، ولا تسمحي لضعاف النفوس أن يفسدوا عليك توبتك، واستعيني بالمولى عز وجل واسأليه أن يغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، واسأليه أيضا أن ينعم عليك بالزوج الصالح.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخت السائلة أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات مجانين، ونأسف لتأخرنا في الرد عليك فقد كان لظروف خارجة عن إرادتنا، والحقيقة أن الأخت الزميلة د.سحر طلعت قد أحاطت في تعليقها على مشكلتك بمعظم جوانب المشكلة، لكنني أود فقط أولا أن أسألك أين الوسواس فيما حكيت؟ أم أنك تقصدين الوسواس الخناس؟ إذن فاقرئي ما يرد تحت باب الوسواس القهري لتعرفي معنى كلمة وسواس، كما أن أحيلك إلى عدة ردود سابقة على صفحتنا استشارات مجانين عن التحرشات الجنسية بالبنات في الطفولة والمراهقة وتداعياتها، لعل فيها ما يفيدك ويسليك إن شاء الله:
تحرشات جنسية كيف؟
تحرشات جنسية كيف؟ متابعة
تحرشات جنسية كيف؟ متابعة ثانية
الضرار الجنسي ليس دائما ضرارا!
الوالد استعرائي والأم متواطئة.. يحدث يوميا
ومن على صفحتنا يمكنك أن تقرئي أيضًا: التحرش بالمحارم.. السكوت أخطر من الفعل وأهلا وسهلا بك دائما على صفحتنا استشارات مجانين، فتابعينا بالتطورات.