السلام عليكم،
مشكلتي أني أعاني من القلق والخوف غير الطبيعيين، وعدم الثقة بالنفس. عشت في أسرة من خمسة أفراد؛ والداي وأخ وأخت، وانتقلنا من القرية إلى المدينة للدراسة، وكان والدي يعمل هناك أيضاً. والدي صعب الكلام معه فهو لا يتفاهم معنا أبداً، وعندما يكون في البيت يمنعنا من اللعب أو الإزعاج بحيث صرنا نهابه كثيراً، ومضت السنين على تلك الحال، وعندما كبرت صرت أهاب والدي أكثر وصارت عندي عقدة من الناس، كنت خجولاً جداً وصرت لا أدري كيف أتصرف، ولم تكن عندي الثقة بالنفس، والآن أنا في حالة صعبة؛ أنا يائس من الحياة ولا أستطيع التفاهم مع المجتمع، بل حتى مع أقرب الناس، أنا أعيش في عزلة والأوهام ترهقني والقلق مسيطر عليّ، ومن شدة الخوف لا أستطيع التحدث في مجموعة من الناس.
هذه مشكلتي، وأرجو أني قد وضحت لكم، أنا أنتظر الرد بفارغ الصبر.
وجزاكم الله خيراً.
05/07/2009
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
آسف للتأخير، فلم أطلع على استشارتك إلا مؤخراً.
الأخ الفاضل، لك أطيب تحية،
يبدو أنك تعاني من مشكلة الخجل الاجتماعي؛ إذ أنك تخاف المجتمع وتخاف الكلام أمام الآخرين، ويكون الخوف من الانتقاد هو أحد أسباب الابتعاد وتجنب الكلام مع الآخرين. ويعزز ذلك سلبياً الأعراض الجسدية المصاحبة للقلق ومنها الارتباك وارتعاش اليدين وجفاف الفم واحمرار الوجه، وظن الشخص أن الآخرين لاحظوا ذلك عليه وغير ذلك، مما يزيد من ظن الشخص أنه محط أنظار الآخرين، لذلك يغادر المكان متى ما أحس بالأعراض.
عادة تبدأ المشكلة من أيام الدراسة؛ فخوف الطالب من الكلام أو تقديم أي شيء أمام بقية الطلاب مخافة الخطأ وسخرية الآخرين منه. قد يكون لانتقاد الوالد أمام الآخرين والتقييم السلبي لإنجازات الطفل من الأسباب التي تؤدي إلى الخجل الاجتماعي. كما أن الشخصية الانطوائية والتجنبية قد تؤدي إلى الإصابة بالخجل الاجتماعي.
أشكال أخرى من الخجل الاجتماعي هي: الخوف من الأكل أمام الآخرين، أو استخدام الحمامات العامة، وفي مجتمعنا نجد تجنب صلاة الجماعة وخصوصاً الجمعة ونجد أن المصابين بالخجل الاجتماعي يصل المسجد متأخراً ويجلس قرب الباب حتى يخرج أول الخارجين.
يمكن التخلص من الخجل الاجتماعي بعدة طرق منها:
يحتاج الفرد مراجعة الطبيب النفسي ليقوده لأفضل السبل المناسبة لتخلصه من حالته، منها العلاج السلوكي وله عدة طرق: أولها الإغراق؛ وهو مواجهة المخاوف وعدم تجنبها حتى تخف الأعراض هنا مواجهة القلق في أعلى مستوياته.
وتقليل التحسس يكون بمواجهة القلق بصورة تصاعدية من أدنى مستويات القلق إلى أعلاه، ويكون للاسترخاء أثناء العلاج دور مهم. كما أن للعلاج السلوكي المعرفي دور كبير في معالجة الخجل الاجتماعي. ويمكن للعلاجات المطمئنة ومضادات الاكتئاب ومنها مثبطات استرجاع السيروتونين دوراً في العلاج.
متمنياً الصحة والسلامة للجميع.
اقرأ أيضاً:
رهاب اجتماعي منذ الطفولة
الرهاب الاجتماعي وعواقب عدم العلاج
الرهاب الاجتماعي ونقص تقدير الذات
عبادي والرهاب (الخوف) الاجتماعي
أقول أو لا أقول: علاج الرهاب لا يطول
الرهاب الاجتماعي: آخر مرة
الرهاب الاجتماعي: الاسترخاء ثم المواجهة
الرهاب الاجتماعي: ما قل ودل!