الجانب الديني والجانب ال..؟؟ ونطاق الوسواس
السلام عليكم،
أنا فتاة أعاني من عدة مشاكل.
لدي شحنات كهربائية منذ 10 سنوات، وآخذ لها "تجريتول" ولكن للأسف دون فائدة، وهذه الحالة تأتي حول موعد الدورة الشهرية، فمثلاً أكون جالسة مع أهلي وفجأة أصرخ لأي شخص قريب مني وأفقد النطق للحظات وأشعر وكأن هذا الموقف مررت به، أحياناً تأتي خفيفة فتكون بيني وبين نفسي.
والجانب الديني يقولون لي أنه مس أو سحر أوعين! وفي فترة دراستي وقبل التخرج كنت أرسب وأنسى الذي درسته، مع العلم أني كنت من الطلبة الأوائل -تخصصي بكالوريوس كمبيوتر- والطبيبة التي أراجع عندها قالت لي: "لمَ تخصصتِ هذا التخصص؟" فبصراحة أحبطتني. لدي صداع باستمرار بالإضافة إلى الحالة النفسية فقد أصبحت عصبية جداً، وأقطع شعر رأسي بيدي وآكل أظافر يدي بفمي، ولا أتحمل أي موقف فيه صراخ، وحتى ذبح الشاه أخاف منه.
والحالة الصعبة الأخرى التي أعاني منها وهي الوسواس القهري والشك في الصلاة والوضوء وعدم التركيز، أكرر الصلاة عدة مرات وأشعر وكأن شيئاً بداخلي يسبّ الله -أستغفر الله- ويستهزئ على صلاتي لدرجة فكرت أن أقطع الصلاة، وأحياناً أجعل أختي تراقبني أثناء الصلاة!.
أعاني من الإفرازات فأشعر أنها تنقض وضوئي، أنا مخطوبة وأحياناً خطيبي يحكي لي في أمور خاصة -وأنت تفهم قصدي- فعندما أنهي المكالمة أذهب وأغتسل.
مع العلم أن الطبيب النفسي صرف لي "بروتكس" لكن دون جدوى!
أرجوكم قولوا لي ماذا أفعل وكيف أتصرف؟ أنا مقبلة على الزواج فكيف أُري خطيبي شعري؟ وماذا أفعل؟ أرجوكم إن كان لديكم حلاً فأرسلوه لي.
وشكراً
25/6/2009
رد المستشار
السلام عليكم، الأخت الكريمة،
إن الناس عادة عندما يعجزون عن حل سحري يعافي الأمراض ويحل المشكلات بطرفة عين، فإنهم يعللون ما أصابهم بالعين والسحر والمس، ويبدؤون بالعيش في خرافات المشعوذين!
أختي الفاضلة، إن السحر موجود ونؤمن بوجوده، لكن ما تشتكين منه هو من أمراض الجسد والتي لها أصولها الحديثة في التشخيص والعلاج.
أما بالنسبة لوساوسك الدينية، فلا تأبهي بها وإن كنت أعلم أنها في غاية الإزعاج بالنسبة لك، ولكن عليك أن تهمليها جميعاً وتمضي في صلاتك وإن شككت في عدد الركعات أو غسل أعضاء الوضوء، فتصرفي على أنك فعلت ما شككت به، وكذلك لا تهتمي لما تسمعيه في داخلك من سباب، فأنت مؤمنة بإذن الله تعالى وهذه الوساوس لا تؤثر عليك وإن كانت مزعجة. وبالنسبة للإفرازات فهي تختلف من امرأة لأخرى في كثرتها وقلتها، ومعلوم أن الوضوء لا ينتقض إلا إذا خرج شيء فعلاً، وليس بمجرد الإحساس.
ثم بالنسبة لاغتسالك بعد الكلام مع خطيبك، فهو أمر يتوه فيه كثير من الخاطبين، فمنهم من يغتسل باستمرار، ومنهم من لا ينتبه لشيء وإن احتاج الأمر لغسل فعلاً...، والأمر فيه تفصيل، فإن الخارج في هذه الحال إما أن يكون مذياً، وإما أن يكون منياً، فإن حصلت الرعشة أثناء الكلام، وتم قضاء الشهوة فهذه الإفرازات مني تستوجب الغسل، أما إذا حصل مجرد شهوة خفيفة ونزل بسببها ماء شفاف أبيض فهذا مذي نجس فاغسلي ما تلوث به، وتوضئي فقط ولا حاجة للغسل.
وارجعي لهذه الروابط ففيها تفصيل مفيد لك من أجل ما تعانين منه:
العادة السرية والإفرازات الموجبة للغسل مشاركة2
وسواس قهري في الوضوء والصوم والصلاة
موسوس من العيار الثقيل م1
نفسي والناس والوسواس يقتلني
ماذا أفعل لأتخلص من الوسواس
وسائر مقالات منهج الفقهاء...
* ويضيف د. وائل أبو هندي الابنة العزيزة "خولة" أو "khaula" كما سميت نفسك أهلاً وسهلاً بك على مجانين وشكراً على ثقتك، أحسب أن من الممكن إذا لم تكن هناك أي استجابة لعقَّار الكاربامازيبين Carbamazepine أو التجريتول في مثل حالتك فإن استخدام عقار حمض الفالبرويك Valproic Acid قد يفيد، خاصة في ذلك النوع من الخلل في نشاط المخ الكهربي الذي تزيد احتمالات حدوثه في الأيام السابقة للدورة الشهرية في الإناث، وعليك أن تفاتحي معالجتك في إمكانية استبدال بالعقار الحالي آخر أو إضافة الآخر إلى العقار الحالي.... وأخمن أن لنشاط الفص الصدغي تدخل ما في حالتك نظراً لشكواك مما يشبه ظاهرة الألفة Deja Vu مع الحالة أو قبلها أو بعدها لم توضحي؟؟؟....
ليس صحيحاً أن تسمي الرأي القائل بأن ما أصابك هو مس أو سحر أوعين بتعبير الجانب الديني في مقابل الجانب العلمي أو الجانب الطبي، فهذا التصنيف خاطئ أصلاً فضلاً عن خطأ قصرك للجانب الديني على من يقرؤون من كتب التراث أو يقولون لك ما كان سيقال في قديم الزمان، بل هو رأي المعالجين التقليدين بغض النظر عن صحته أو خطئه، بينما هناك رأي الأطباء في المقابل. وأما ديننا الحنيف فلا ينحاز إلا للحق في أيهما يكون، وهو دائماً أقرب للرأي الذي يمكن باستخدام العقل والمنهج التجريبي أن نصل إليه، فإذا وصفت يا ابنتي العاملين في المجالات الغيبية أو المعالجين التفليديين بأنهم يقدمون رأي الدين فقد ظلمت ديننا الحنيف أيما ظلم بينما أكسبت رأي القدماء شرفاً ليسوا دائماً يستحقونه.
من المصابين بمثل حالتك هذه عباقرة مبدعون ومنهم من يصيبهم تدهور معرفي، وليس هناك ما يستدعي استغراب تخصصك من قبل المعالجة إلا أن يكون للجلوس أمام الشاشات والنظر المباشر فيها أثراً على تكرار حالة الاضطراب الكهربي في المخ، أي أنها تزيد من معدلات حدوث الحالة وبالتالي يفضل اختيار تخصص تبتعدين فيه عن الشاشات.
في قولك (أصبحت عصبية جداً وأقطع شعر رأسي بيدي وآكل أظافر يدي بفمي ولا أتحمل أي موقف فيه صراخ، وحتى ذبح الشاه أخاف منه)... في هذا كثير مما يحتاج إلى تفاصيل أكثر نعرفها لنقرر نوعية وتفاصيل العلاج.. كما نحتاج إلى معرفة المدى الذي وصل إليه كل من نتف الشعر وقضم الأظافر يا ابنتي، وكلاهما يمكن أن يكون من اضطرابات نطاق الوسواس القهري.
واقرئي على مجانين:
صرع الفص الصدغي