مش عارفة..!؟
عمري 22 سنة، خطبت في السنة الثانية من الجامعة. بدأت الخطوبة طبعاً بكل حب من حماتي وبناتها، وشاء القدر أن يسافر خطيبي -عُقِد القران وبعدها بيومين حصل خطيبي على فرصة عمل بالإمارات-، بعدها بدأت المشاكل من حماتي وبناتها. هو ينفق على أهله، وهو الذي جهز أخواته، وكانوا يستغلون هذا بالمغالاة في كل شيء. للأسف اكتشفت عدم وجود تكافؤ اجتماعي بين العائلتين، في كل مرة تحصل مشكلة أفكر في الانفصال ولكن لو انفصلت سأصبح مطلقة!.
مرّ من المشاكل الكثير، وتزوجنا بعد سنتين خطوبة، ومازالت المشاكل مستمرة وتعرضت لإهانات كثيرة من حماتي وبناتها وتطاولن عليّ وعلى أهلي بالإهانة والشتيمة الفظيعة. سافرت لزوجي في الإمارات، وكانت المشاكل مستمرة وحماتي تدعو عليّ، وصل الدعاء بأن تقول بهذا اللفظ: "يارب الطيارة تقع بيكي" وحتى لا أطيل عليك، حصل صلح ولكن لا أحد اعتذر لي بل عن طريق زوجي، لكني أتضايق جداً كلما اتصل بهم. تزوجت من سنة ولم أحمل بعد وهم يحاولون مضايقتي بسبب ذلك، أنا دائمة التفكير فيه وهذا والموضوع يوترني جداً، عندي إحساس أني لن أنجب أبداً. طلبت من زوجى كثيراً أن أعمل في أي وظيفة وهو يرفض، حياتي كلها ملل والحياة في الغربة صعبة، أشعر دائماً بالاختناق وعندي ملل وفراغ، ودائماً مكتئبة.
بالله عليكم أفيدوني،
وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع.
30/6/2009
رد المستشار
أهلاً بك صديقتي في موقع الجميع –موقع مجانين-، وأشكر الله عزّ وجلّ أن هداك لطلب الاستشارة، وأدعوه أن يوفقنا فنقدم ما ينفعك.
في استشارتك المختصرة تحدثت كثيراً عن حماتك وبناتها ولم تذكري أي شيء عن زوجك وهو العنصر الأهم في الأمر، كما لم تذكري أي شيء عن موقف أهلك من الموضوع وهل لديهم أي علم؟.
أختي،
يبدو لي ألا مشاكل بينك وبين زوجك، وأنك تملئين وقتك وتفكيرك بمشاكلك مع حماتك التي لم توضحي سبب تغير معاملتها لك، كما لم توضحي كيف كنت تعاملينها أنت، وعلى كل حال فسأعتبرك بالفعل أختي الصغرى وأقدم لك بعض النصائح:
1- حماتك هي أم زوجك وهي الإنسانة الوحيدة في الدنيا التي قدمت لك أغلى ما لديها هدية: ابنها. رغم حبها الشديد له أهدتك إياه لتصبحي أنت محور حياته، فهل قابلت هديتها وحبها الذي وجهته لك في المرحلة الأولى بحب أيضاً؟ أم بارزتها على احتلال المكانة الأولى في قلب هذا الرجل الذي هو ابنها أولاً؟ اسألي نفسك هذا السؤال وأجيبي عنه بصراحة.
2- ألا يوجد في زوجك أي صفات إيجابية تجعلك ترغبين به وتستمرين معه فيما عدا أنه يكفيك وصف المطلقة؟ ألا يوجد في حياة الزوجية وفي زوجك ما يغريك لتتحملي عناء إصلاح الأمور؟ إن كان فيه ما يؤهله لأن يكون زوجك الذي تحترمينه وتحبينه، أحبي أمه من أجله وأكرميها وعامليها كما تعاملين أمك، وتذكري أن ثوابك في ذلك مضاعف فحسن معاملتك لأمك هي وفق هواك أما حسن معاملتك لحماتك فهي ضد هواك والأجر على قدر المشقة. في بلدنا مثل شعبي يقول: (كرمال عين تكرم مرج عيون) وأنا أقول كرامة لعين زوجك أكرمي جميع أهله، قدمي لها الهدايا كلما عدت إلى بلدك، بل وأرسلي لها هدايا كلما سافر إلى بلدك أحد من الإمارات، ولو قابلتك بداية بالصدود. استمري وتذكري أن الثواب لا ينقطع من الله تعالى وأن المعروف يصنع العجائب، وبرهان هذه النصيحة هو قول الله تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن السيئة فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم).
3- شجعي زوجك على نفقته على أهله، وذكري نفسك أن من ليس فيه خير لأهله الذين ربوه لن يكون فيه خير لزوجته وأولاده. شاركيه الأجر بتشجيعه وحثه على برهم ولا تتصرفي بعكس ذلك، فما تفعلينه اليوم دين يوفى إليك غداً عندما يصبح لديك أولاد ويكبرون.
4- أرى يا عزيزتي بوضوح أنك تفرضين على نفسك شعوراً سلبياً تجاههم وتفرضين عليهم أيضاً هذا الشعور، فلو طبقت ما قلته لك ستتمكنين من الحديث معهم بصدر أكثر اتساعاً وبإيجابية تغير موقفهم وموقفك معاً.
5- استغلي أول زيارة لك لبلدك وتقربي منها و توددي لها وحاولي فتح صفحة جديدة معها، لا تتعذري بكرامتك فالله لا يضيع عمل عامل.
6- بالنسبة لحملك، صبراً يا صديقتي فما زال الوقت مبكراً ولا حاجة للقلق، وسيأتي الأمر بإذن الله في الوقت المناسب عندما تستقر نفسيتك، وعلى كل حال يمكنك الذهاب لطبيب للاطمئنان على حالك بدل أن تستسلمي للهواجس.
7- إن السبب الرئيسي لما أنت فيه الآن هو الفراغ الذي تعيشينه، لماذا لا تملئين وقتك بما يفيد فالفراغ يميت القلب كما أنه يفتح باب الهواجس والأفكار السلبية. لا تحصري ذهنك بالوظيفة التي يرفضها زوجك فهناك مجالات كثيرة يمكنك تجربتها وملء وقتك بها: التزمي بالفرائض واقرئي القرآن وحاولي حفظه وتوجهي إلى مسبب الأسباب ومغير الأحوال وخالق الأمور من عدم بالدعاء، وسأقدم لك نصيحة لا تقدر بثمن: كلما انزعجت من إنسان جربي أن تدعي الله له، ستجدين حلاوة ذلك في قلبك وفي معاملته لك ولا شك أن ذلك ليس بالسهل ولكن يقول الله تعالى في تتمة الآية التي ذكرتها لك سابقاً (ادفع بالتي هي أحسن السيئة فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم). حاولي أيضاً أن تدرسي شيئاً ما على الإنترنت أو إن أمكن أن تتبعي بعض الدورات ففي الإمارات مجالات كثيرة جميلة يمكنك البحث فيها عما يناسب هواياتك.
8- تابعينا بأخبارك لو أحببت وستجدين في موقعنا دائماً أخاً أو أختاً صالحة تفرغين لديها همومك.
وفقك الله وأذهب عنك الهم والحزن وأرشدك لكل خير.
اقرئي أيضاً:
كيف أتعامل مع حماتي؟
أرفض التأقلم وأرفض الطلاق!
بين أهلي وزوجة أخي: حاجز
أعطوني حلا