السلام عليكم،
جزاكم الله خيراً على ما تقدمونه.
دون مقدمات، أرى ويقال لي أني غليظ -عِفِش- في معاملاتي مع الناس، وأنا هكذا دون إخوتي، فهل الغلظة في معاملتي مع الناس لها علاقة في نشأتي وأنا صغير (هل لأني لم ألقَ الحنان -الدلع- من والديّ لمجيء أخ لي بعد ولادتي بسنة و5 أشهر؟ كنت كما قيل لي مزعجاً ومؤذياً بشدة لأخي الذي يصغرني مباشرة. علماً بأن إخوتي كانت تفصلهم عن بعضهم سنتان فأكثر مثلاً؟) إن صحت الفرضية؟.
أم اكتسبت الغلظة من معاملة أبي لي ولإخوتي وأمي فاكتسبت الغلظة، وكانت عوامل أبعدت إخوتي عن الغلظة؟. أنا أحاول أن أحلل لنفسي، حاولت التخلّص من الغلظة ولكن لم أعرف أأنا عصبيٌّ كأبي أعتقد؟
السؤال: كيف أتخلص من الغلظة في معاملتي مع الآخرين -سوء المعاملة مع الآخرين- ومن عصبيتي؟.
وجزاكم الله خير الجزاء.
19/07/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ولدي "خالد"؛
اسمح لي أن أخالفك ومن يرى أنك غليظ؛ فالشخص القاسي والغليظ لا يأبه بتأثيره على الآخرين ولا يهتم سوى برغباته، كل ما في الأمر أنك تجهل كيفية التصرف المناسب وكيفية التعبير عن غضبك، والذي هو انفعال طبيعي، وجميعها تقع في مجال المهارات الاجتماعية والتي يمكنك أن تكتسبها.
يمكن للأولاد أن يقلّدوا سلوك والديهم ولكن فقط تلك التي تعجبهم، فهل تراك معجب بشدة وعصبية والدك؟ إن لم تفعل عليك إذن تعلّم طرق جديدة في التعامل مع الناس، ولك في رسول الله عليه الصلاة والسلام قدوة في حسن خلقه، فاقرأ سيرته واقتدِ بحسن خلقه.
بعض الوصايا المباشرة:
- لا تتحدث وأنت غاضب، بل انتظر حتى تهدأ، جرّب أن تعدّ للعشرة.
- تعلّم أن تخفض صوتك؛ فالصوت العالي يقلل من قدرتك على التفكير في أثر كلامك.
- اكتب كلماتك على ورقة وانظر إليها قبل أن تنطقها، فإن أعجبتك استعملها، وإن لم تعجبك ابحث عن بديل آخر يعبر عنك.
- ذكّر نفسك بفضل الناس عليك مثل والديك وأخوتك ومدرسيك وما جزاء الإحسان إلا الإحسان.
- راجع نفسك وعندما تشعر بأنك أخطأت سارع بالاعتذار على غرار اتبع السيئة الحسنة تمحها.
- تعلم من أخطائك فلا تكررها كي لا يفقد اعتذارك معناه.
- تذكر أمر الله "..... ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ" (فصلت:34)، لاحظ أن اللطف يكسبنا حتى صداقة الأعداء.
- مارس شيئاً من الرياضة فهي تخفف الانفعالات وتصفي الذهن.
- عليك بالقراءة فهي تكسبك ثقافة وأساليب متعددة في التعبير عن نفسك.
- تذكّر أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن يمزح إلا بحق، فلا تقسُ على أحد ولو على سبيل المزاح.
- تذكّر لا يجوز أن تمزح مع منهم أكبر منك سناً ولا مع من معرفتك بهم قليلة.
- عندما تنتقد اجعل كلماتك طيبة ولطيفة كي تخفف من أثر انتقادك للآخرين.
ما سبق أمور بسيطة كتبتها في سطور منفصلة لأعطيك فرصة لتفكر بها أثناء قراءتها، وسأنتظر منك تزويدي بما نجحت به وما تعلمته من أساليب من غيري.