صديقي لا يتغير..!؟
أحب رجلاً لكني أحس أنه غريب في بعض الأحيان، بل ربما أغلبها! بمعنى أنه يكون أحياناً كغيره؛ يحبني جداً ويخاف عليّ ونكون سعداء جداً معاً، ويشعرني بالأمان وأحس أنه يحبني لنفسي، وهو ما أريده... وفجأة ودون أي مقدمات أجده قد تغيّر تماماً وصار شخصاً آخر لا أعرفه؛ لا يكلمني ولو حتى كلمة، ولا يردّ عليّ، وأحس أنه يهرب مني، ولما أسأله يقول أنه يحب الوحدة ويحب أن يكون وحده، لأنه يجد فيها نفسه ويفعل كل ما يحلم به ولا يقدر على تحقيقه!.
أنا أعرفه مذ حوالي السنة أو أقل قليلاً وهذا ما يحدث معه منذ عرفته، كنت أستغرب جداً وأظن أن لديه مشاكل مادية أو أسرية، لكن إجابته كانت أن المشكلة فيه هو! كما أنه قال لي أن الله يميزه عن الناس بمسألة الوحدة تلك، وقال أنها رغبته وأنه يحبها جداً! يتركني فجأة دون أسباب، ويرجع ثانية فجأة أيضاً، وحده! حاولت أن أحل الموضوع بأسوب مختلف مرة: أغضب منه مثلاً، أو مرة أحاول تغيير أسلوبي معه وأحاول الاقتراب منه، لكنه لا يتغيّر!
أريد ان أعرف أهو مريض فعلاً؟.
أرجو الرد.
4/7/2009
رد المستشار
صديقتي السائلة التي تحب شخصاً غريباً،
لا أدري لماذا لم تكتبي عن عمر صديقك أو تعليمه أو أي شيء آخر؟! لكن سأجيبك بقدر ما لدي من معلومات قليلة كتبتها في رسالتك.
عزيزتي..
الارتباط بامرأة هو مسؤولية يحملها الشاب، ولهذه المسؤولية جمال يشعره بذكورته وقوامته، وفيها أيضاً واجبات عليه تحمّلها، ولأن الإنسان في بعض الأحيان قد يهرب من المسؤولية، جعل الإسلام الارتباط بين الذكر والآنثى عقد موثق فيه شهود ويترتب عليه حقوق وواجبات للطرفين، وجعل في الإخلال بالالتزام به عقوبات ومحاذير. المشكلة تكمن أن معظم شبابنا يستعجل الارتباط بسبب الفراغ العاطفي والمعنوي الذي يعيشه، إضافة إلى أن الالتزام الديني الضعيف وقلة الخوف من مراقبة الله عزّ وجلّ تجعل بعضهم يفضلون العلاقات العاطفية (العابرة) التي لا يتحمل المسؤولية فيها أي طرف، والذي يحصل أن نتائج هذا الارتباط تكون سيئة بالدرجة الأولى على الفتاة التي قد تتعلق بالشخص -كما هي حالتك- فلا تدرك مضار الأمر. والآن نعود إلى مشكلتك التي تسألين فيها؛ هذا الشخص يا صديقتي لا يحب الالتزام ويتحجج بحبه للوحدة وأنه "يتميز به عن بقية الناس" والأمر ليس في حقيقته سوى رفض للمسؤولية التي تحملها علاقته بك، فعندما يشعر بالفراغ العاطفي يتصل بك ويقابلك ليملأ هذا الفراغ، وعندما يشعر بالكفاية يبتعد خوفاً من مسؤوليات أكبر، ولو واجهته بضرورة الزواج مثلاً فقد لا تسمعين صوته مرة أخرى!.
لا بد أنك كأي فتاة ترغب بالزواج من شاب يحبها ويقدرها ويهتم بها ويبقى معها دائماً، ولا يهرب للتملص من المسؤولية، عودي إلى نفسك فأقنعيها أن هذا النوع من الارتباط لن يحقق ما تحلمين به. ولذا عليك بالصبر حتى ترتبطي بشخص مناسب عبر الزواج، فهو يضمن لك حقوقك ويحفظ سمعتك ويبعدك عن الاستغلال. وأشغلي نفسك بالصلاة وبدراستك وبهواياتك وبما ينفعك إلى أن يأذن الله تعالى لك بذلك.
اقرئي أيضاً:
على فكرة إنتي حرة
حتى يبقى الحب مزدهراً لا بد من سقايته وإلا
اصحى يا راندا: نوى يخطب وغير نيته.