العادة السرية والإفرازات الموجبة للغسل مشاركة5
السلام عليكم،
أنا فتاة في الـ 19 من عمري، كنت سابقاً أمارس العادة السرية دون علمي بأنها حرام، والآن والحمد لله أقلعت عنها واستغفرت ربي، رغم أني كنت وما زلت ملتزمة دينياً نوعاً ما، لكني لم أكن أعرف ما أفعله أصلاً!. سؤالي متعلق بموضوعكم المطروح سابقاً، وما يتعلق بأحكام وجوب الغسل وعدم وجوبه، وتعريفات المذي والمني وغيره؟.
أنا حالياً مخطوبة وزواجي سيتأخر بحكم ظروفي، ولكني حين أتصل هاتفياً بخطيبي بعض الأحيان ويغازلني بكلمات اعتيادية جداً كحبيبتي أو حياتي... وما إلى ذلك، عادتي أني أخجل وأشعر بقلبي يدق سريعاً، وبعد ذلك ألاحظ خروج سائل شفاف أشبه ما يكون بتعريف المذي لديكم، علماً أنني لأول مرة أتعرّف على هذه التعريفات من موقعكم، فأثابكم الله حسن الثواب.
صرت أتساءل مع نفسي: ما هذا الشيء الذي أراه إذا كنت أصلاً لا أشعر بأي شهوة جنسية وأنا أتكلم مع هذا الشاب؟ والله شاهد على ما أقول، فمجرد أنني أخجل منه وأشعر بحبي له وفقط لا غير، أي لا وجود لأي شهوة ولا تفكير بأي شيء من ناحية الجنس لأنني أحترمه كثيراً ولا أحب أن تكون علاقتنا مبنية على هذا المحرمات.
أعتذر عن الإطالة، وأرجو الرد الواضح من حضرتكم على سؤالي وتوضيح ما هو هذا السائل الذي أراه وحكم الغسل فيه.
مع جزيل الشكر.
27/7/2009
رد المستشار
السلام عليكم، الغالية "سارة"؛
خطبة مباركة، وأسأل الله تعالى أن يبارك لكما وفيكما ويجمع بينكما في خير.
إن ما تشعرين به أمر طبيعي لدى المخطوبات، و-غالباً- ما ترينه هو المذي وهو لا يستوجب سوى الوضوء، وتغسلي ما أصابه من الجسم والثياب لأنه مادة نجسة. فإن زاد الأمر على ما تذكرين وشعرت بالشهوة والرعشة ثم انقضت تلك الشهوة وعقبها هدوء، فالخارج حينها هو المني ويستوجب الغسل، وأما إن التبس عليك الأمر فلم تعرفي فيمكنك أن تعملي بأي الأمرين، فإما أن تعديه مذياً فتتوضئي وتغسلي ما أصابه، وإما أن تعديه منياً فتغتسلي منه.
ولكن يا "سارة" لقد احتوت رسالتك أشياء عجيبة! فلا أعلم كيف كنت تمارسين العادة ثم لا تستطيعين الآن تمييز مشاعرك ومعرفتها! والأعجب من ذلك قولك: "وصرت أتساءل مع نفسي ما هذا الشيء الذي أراه إذا كنت أصلاً لا أشعر بأي شهوة جنسية وأنا أتكلم مع هذا الشاب؟ والله شاهد على ما أقول فمجرد أنني أخجل منه وأشعر بحبي له وفقط لا غير، أي لا وجود لأي شهوة ولا تفكير بأي شيء من ناحية الجنس لأنني أحترمه كثيراً ولا أحب أن تكون علاقتنا مبنية على هذا المحرمات"! إن ما أعرفه أن غالب الأسر في سورية تعقد العقد بعد الخطبة فوراً! وربما هذا قد يختلف بين المحافظات قليلاً... وبتصوري إنك قد أجريت العقد...
فإن لم تكوني أجريته بعد فالحكم الشرعي أن هذا الخاطب ما زال بالنسبة لك كالرجل الغريب، فلا يحل لكما أن تتحادثا إلا بما يحل بين المرأة والرجل اللذين لا محرمية بينهما... أي لا يجوز أن يقول لك: لا يا حياتي ولا يا عمري....، كما أن المشاعر المترتبة على هذا الكلام غير مباحة لأنها متولدة من شيء غير مباح... فينبغي أن يكون الكلام بينكما جدياً في حدود ما تحتاجانه للتعرف على بعضكما جيداً...
أما إن كنت أجريت العقد –وهذا ما أتصوره حسب ما تستخدم له كلمة مخطوبة عندنا- فكلامك غريب جداً جداً جداً! لماذا أنت تخشين وجود الشهوة الجنسية بينك وبينه؟ بل وصرت تشهدين الله على انتفائها وكأن شعورك بالشهوة من الكبائر!! ثم تقولين: إنك لا تريدين أن تكون علاقتك معه مبنية على المحرمات! أية محرمات؟؟
إن وجود هذه المشاعر بين من أجري بينهما عقد النكاح أمر مباح جائز، بل والزواج كله مبني على استحلال هذا الأمر -وما هو فوقه أيضاً- بين الرجل والمرأة! بل للمرأة والرجل الأجر والثواب عند إعطاء أنفسهما حقها في هذه الأمور عن طريق الزواج، وإعفافها بذلك عن باقي الطرق المحرمة!!
فأرجو ألا يكون هناك معلومات مغلوطة وصلت إلى ذهنك حول الزواج والخطوبة، وبأن محبة الزوج والعلاقة معه أمر مقزز غير مرغوب به لمن تريد رضى الله تعالى،-كما هو شائع عند البعض عن جهل وحسن نية- لأن من تعتقد ذلك –عدا عن أنها تخالف الشرع- تصبح محرجة من العلاقة الزوجية، وتشعر بتأنيب الضمير من فعل شيء تنال الأجر على فعله... فأتمنى أن تأخذي ما يحصل بين الزوجين ببساطة بل وبسرور لأنك تقضين شهوة نفسك وتنالين رضى ربك... كل ما عليك أن تعرفي الأحكام المترتبة على العلاقة بينكما وانتهى الأمر...
هذا جواب ما فهمته من رسالتك، فإن كنت مخطئة في فهمي، أو كان لديك أي استفسار آخر عن حياتك المقبلة فلا تترددي في السؤال، بارك الله بك ووفقك.