زوجي:.. أنت تخنقيني, فمالحل..!؟
السلام عليكم ورحمة الله، عندي استشارة نفسية صغيرة وأود لو تساعدني فيها. أنا متزوّجة من حوالي السنة، تزوجت عن حب، وأنا أحب زوجي جداً. أصابني اكتئاب وما شابه -لا أدري بالضبط، فلم أراجع طبيباً حينها- بعد أن توفي أخي الوحيد غريقاً في الإسكندرية منذ ما يقارب 7 سنوات -كان أكبر مني بسنتين- عندها كانت نظرتي تشاؤمية للدنيا، وعانيت من كوابيس وأكثر من محاولة انتحار وفشلت... الحمد لله بعدها تحسّنت وندمت واستغفرت الله على ما كنت أحاول فعله.
عندما خطبت -زوجي الحالي- تغيّرت نظرتي للحياة تماماً، كما أنه ساعدني كثيراً على لملمة نفسي بعد وفاة أخي، وكان يطمئنني دوماً بأنه من سيحميني وسيقف إلى جانبي. في الحقيقة، كنت أرتاح حين أجده بجانبي، فلا يشعرني بأن هناك ما ينقصني، وأنا أقدر كل ما فعله لأجلي. المشكلة هي أني اعتبرته عوضاً لي أو سند، وصار هو الزوج والأخ، زوجي يحب السفر، وأنا لظروف حملي الثاني يجب عليّ أن أرتاح وألا أبذل مجهوداً ليكمل على خير بعد إجهاض في الحمل الأول.
زوجي يرغب في أن يسافر ليصيّف مع أهله ويبيت عندهم في البلد ولو ليلة واحدة، فهو يشعر بالملل من ضغط العمل ويحتاج للترفيه، ولظروفي لا يمكنني مرافقته -أنا أسكن مع أهلي في البيت حتى نستلم شقتنا- وأمه تلح عليه ليسافر معهم بدلاً من أن تحثه على البقاء إلى جانبي في هذا الظرف، رغم أني قلت له أنه لا يجوز أن يسافر ليرفه عن نفسه بينما يقتلني الضجر، فيرد قائلاً أن تعالي معي وهو الأدرى بعدم إمكانية ذلك! هو يرى أني أتدلل، وحين قلت له أني لا أحتمل الابتعاد عنه ولو ليوم واحد ردّ عليّ أنه يضطر للمبيت خارج البيت أحياناً لضرورات العمل وأني تقبّلت ذلك فما المشكلة الآن لو قضى يومين مع أهله! بصراحة في تلك الأيام الني يبيتها بعيداً بسبب العمل أكون متضايقة جداً وأحلم بكوابيس أحياناً أو أصحو من النوم مفزوعة. هو لم يعد قادراً على الاحتمال ويقول أني أخنقه بالرغم من أنه أمر عارض ولن يستمر طويلاً، لكني أشعر أنه يبتعد عني...
ماذا أفعل؟ أحاول شغل نفسي عنه بأي شيء لكنه محور حياتي،
كما أني لا أعمل حالياً لظروف حملي، أي ليس هناك ما يشغلني عنه.
19/07/2009
رد المستشار
أختي "ندا"، سلام الله عليك، وأهلاً وسهلاً بك في موقعنا مجانين...
أعتذر لك عن تأخري في الرد على استشارتك.
صديقتي، أنت تمرين بحالة طبيعية من الملل المصاحب لبقائك في المنزل بدون أي مشاغل..
أولاً: بالنسبة لموضوعك أنت يا عزيزتي تحبين زوجك وهو بالنسبة إليك كما تقولين محور حياتك وهذا جيد ولكن عليك أن تنتبهي إلى أنك تخطئين كثيراً بمحاصرتك له فالرجل يحب أن يتحرر من القيود في بعض الأحيان ويحب في أحيان أخرى أن يختلي بأهله بعيداً عن زوجته وهذا لا يقلل من حبه لك أبداً. والمرأة العاقلة هي التي تسمح لزوجها بأن يبتعد قليلاً لأنها تعلم تماماً أن ابتعاده عنها بدون إشعاره بالذنب سيعيده إليها أقوى من السابق. إن زوجك يحبك ولكنه وككل الرجال يحب الحرية ويحب أن يبتعد ليعيد التوازن إلى نفسه فلا تعتبري ذلك لخطأ منك أو لأنه لا يحبك أو يمل منك. ابتعاده هو استجابة لحاجة موجودة في داخله غير مرتبطة بك مطلقاً. وما عليك الآن هو حثه على السفر إلى أهله كي يرتاح من تعب العمل ومشاغله وإشعاره أنك سعيدة من أجله وهو سيقدر لك ذلك كثيراً ولا تستمعي لمن يقول لك أنه بذلك سيعتاد على البعد عنك، بالعكس تماماً انتظري وسترين كيف سيعود مشتاقاً إليك ومقدراً لاحتمالك بعده..
ثانياً: نتجه إليك أنت، لماذا يا ندا لا تشغلي نفسك بالقراءات وببعض الهوايات التي يمكن ممارستها أثناء راحتك في المنزل كالفنون اليدوية وغيرها. لماذا لا تتجهي إلى القرآن فتحفظينه وإلى المفيد من الكتب فتقرأينها. اختاري ما يناسب اهتماماتك وفي المكتبات الكثير والمتنوع من الكتب المفيدة. وابدئي يا عزيزتي بكتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة الذي تصدره مكتبة جرير ففيه معلومات قيمة عن الاختلافات بين الزوجين..
من الجميل أن تحملي في قلبك الكثير من الحب لزوجك لكن من الضروري أن تكوني متوازنة في ذلك وأن لا تجعلي حياتك كلها تدور حوله بل أمضي بعض الوقت مع صديقاتك وأهلك ومع نفسك أيضاً حتى تحافظي على التوازن في علاقتك بزوجك فهو أيضاً يحب أن يسمع منك أحاديث واهتمامات أخرى وأن يجد في حديثك الجديد والممتع فذلك يبعده عن جو عمله الذي يأخذ منه الكثير من الوقت والتفكير..
أتمنى أن يتمم لك الله حملك وأن يرزقك ذرية صالحة بارة..