السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كانت هذه استشارتي لديكم، وكانت بعنوان بين الجهل والخداع: مريضنا في الضياع، وأنا أشكركم على الخدمات التي تقدمونها للأشخاص الذين يعانون من الأمراض النفسية والمشاكل الاجتماعية، وبعد المشكلة التي عرضتها على حضراتكم أود أن أعرف وأستفسر عن بعض الأشياء من الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي.
أنا مريض من سنة وشهر تقريباً، وبدأت في تعاطي الأدوية النفسية من شهر21 أغسطس 2008 عند طبيب نفسي، وشخّص حالتي على أنها حالة هلع وبدأ بدواء اسمه "ريميرون" فقط استمريت عليه فترة شهر ونصف، وقد حسّن أعراض قلة النوم والترجيع وفقدان الشهية من أول يوم تعاطيته. وفي الجلسة الثانية عند الطبيب بعد شهر ونصف أعطاني استيكان (سبرام)10 ملج صباحاً وأندرال 40 نصف حبة ظهراً، وريستولام (البازولام) نصف حبة عند الطوارئ عند الشعور بالخوف والرعب، مع الاستمرار على حبة ريميرون ليلاً. انتظمت على الأدوية الأخيرة فترة شهر وأسبوع ولكن شعرت بأشياء غريبة؛ جفاف الريق والإمساك والآلام في الرأس وصداع. وبعد شهر وأسبوع ذهبت للجلسة الثالثة وشرحت تلك الأعراض للطبيب ولم يفسر لي شيئاً وأعطاني دواءً اسمه "اسيتا" بدلاً عن "الاستيكان" وكما علمت أنهما نفس المادة الفعالة "اسيتولوبرام".
تعاطيت الأدوية وبدأت الأعراض تسبب آلاماً في الرأس وصداعاً، أدى ذلك إلى خوفي خوفاً شديداً. اضطررت للذهاب إلى طبيب آخر والسبب خوفي من مرض أورام المخ بسبب الصداع وآلام الرأس، وذهبت لطبيب مخ وأعصاب في القاهرة وكان كشفة 450 جنيه، وعندما كشف عليّ قال لي أنها كهرباء زيادة وأعطانى دباكين 500 نصف حبة وابتريل 5 نصف حبة وأندرال 10 وليراكس فاتح للشهية، وبعض المكملات الغذائية مثل جريب أنتي أوكس وريتارد سي وحقنة اسمها بيوتولوفلكس كل أسبوعين، وطلب مني أن أستمر على هذه الأدوية 6 شهور مع التدريج كل شهرين، وإذا تعبت مرة أخرى أكرر العلاج مرة أخرى.
أنا الآن آخذ العلاج 6 شهور وتركته من شهرين، ولا أتعاطى حالياً أدوية منذ شهرين وخلال فترة العلاج كنت أصلي عادي ولكن بعد ذلك صرت أخرج من الصلاة من كثرة الوساوس وأكرر الوضوء من كثرة الوساوس.
أخيراً، كل ما أرجوه منكم ومن الدكتور وائل أبو هندي أن تنصحوني ماذا أفعل الآن؟ أنا لا أتعاطى أي أدوية وأخاف من الخروج من البيت وأخاف من الأكل والشرب بسبب كتمة الصدر والمعدة، وأنا الآن محبوس في المنزل وأخاف الخروج منه، وأكره كل ما هو جديد، وأخاف من سماع الميكرفون وهو ينادي على الأموات في المدينة، وأخاف من المشي في الجنائز مع أني أحضرها، ولكن عند عودتي منها أبكي وأتألم فترة طويلة.
هل أحتاج للذهاب لطبيب نفسي أم لا؟ وأريد الذهاب لطبيب نفسي يسمعني ويسمع معاناتي فكلما ذهبت لطبيب نفسي يعطيني أدوية فقط لا غير ويتركني للأعراض الجانبية للأدوية تخوفني، وهو بكلمة واحدة من قبل أن يعطيني الأدوية أنها تفعل كذا وكذا لا تخف منها! أنا متردد وخائف من الإقدام على خطورة زيارة الطبيب النفساني؟.
أرجو النصيحة والإرشاد منكم،
ولكم جزيل الشكر.
19/07/2009
رد المستشار
الابن العزيز أحمد،
أهلاً بك وشكراً على متابعتك.
باختصار شديد يا ولدي عليك أن تلتزم بالعقاقير والجلسات المعرفية السلوكية التي يقررها لك طبيبك النفساني الذي يجب اختياره بعناية، مثلما قال لك مجيبك د.عبد الكريم الموزاني فالجزء الأكبر من علاجك هو في تغيير مفاهيمك وسلوكياتك الحالية من خلال العلاج المعرفي السلوكي، فمثلاً تقول في استشارتك أو متابعتك هذه: "وأخاف من الخروج من البيت وأخاف من الأكل والشرب بسبب كتمة الصدر والمعدة، وأنا الآن محبوس في المنزل وأخاف الخروج منه، وأكره كل ما هو جديد، وأخاف من سماع الميكرفون وهو ينادي على الأموات في المدينة وأخاف من المشي في الجنائز..." وأحد أهم جوانب علاجك هي أن تكثر من فعل هذه السلوكيات لا أن تستمر في تحاشيك لها، وأي برنامج علاج لا يشمل التعرض لهذه المواقف والأشياء لن يكون ناجحاً في حل مشكلتك.
إذا استطعت يا ولدي أن تواجه كل هذه الأشياء بمفردك دون مساعدة من العلاج فبها وعليك... وإن لم تكن تستطع فاطلب من طبيبك النفساني المعالج أن يحدد لك أياً من العقاقير يلزمك استخدامها مع البرنامج المعرفي السلوكي؟.
وأهلاً بك دائماً على مجانين فتابعنا بأخبارك.