يا لثاراتك يا أيها المريض النفسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... تحية لموقع مجانين نقطة كوم..... الحمد لله فتحتم المجال للأسئلة....
من وين أبدا....؟
منذ صغري... وأنا مصاب بالصرع..... منذ أن كان عمري 10 سنوات واستمر معي 10 سنوات (توافق عجيب) حياتي يا دكتور أصبحت عجيبة.........
حتى أنني قد حصلت معي نوبة الصرع في المسجد.... أمام الناس.. كان عمري صغير لم أكن أعي...... ردة هذا المرض..... حتى كبرت وأصبحت أرى الناس كيف تأتيهم هذه الحالة........ (قدّر الله وما شاء فعل)
الحمد لله تعافيت من هذا المرض.... ولكن....! لا أستطيع مقابلة الناس الذين كانوا حاضرين هذه النوبة التي أتت علي في المسجد.... (((مدري وش تفسر هذه الحالة)))
أصبح عمري 18وسجلت في الجامعة..... قسم...... بضغط من أهلي حتى أكون مع أخي في نفس القسم.... لأننا أنا وأخي منذ أن كنا صغار... مع بعضنا البعض لم نفترق...
قلت: لعل في ذلك خير لي.... استمريت في هذا القسم....... وعانيت معاناة ربما لم يعانيها أحد مثلي في هذا القسم... تخيّل يا دكتور..... رسبت في مادة....... خمس مرات.... مما جعل في نفسي كره لهذه الجامعة..... ولكن قلت لابد أن أنجح في هذه المادة.... سجلت هذه المادة (((فصل صيفي)) كنت أداوم... يومياً مسافة 80 كيلو (ذهاب و80 كيلو عودة).......
وفي النهاية طلعت النتيجة (((راسب)) يا لثاراتك يا أيها المريض النفسي.......
راسب بعد كل هذا التعب والجهد.... أصبحت يأس من الحياة قلت ربما سوف يذهب مستقبلي من غير رجعة..... قررت الفصل من هذه الجامعة.... وكلما أنظر إلي هذه الجامعة اللعينة... ((أقول لا بارك الله فيك ضيعت مني أحلى سنين عمري...... لم أعش مراهقتي الجميلة مثل أقراني...... تناولت المنشطات لمدة معينة...... ولكن تركتها..... كنت أدخن.... وتركته.....
قلت في نفسي إلى متى وأنا حبيس البيت لما لا أبدأ من جديد وأستمر في التعليم..... ليس حباً في التعليم..... ولكن من أجل أبي وأمي وحتى لا أكون عالة عليهم ولا أكون ((على كل لسان))......
وفعلاً أنا الآن أدرس من جديد في جامعة...... قسم..... والحمد لله معدلاتي ممتازة........لكن!
أعاني من مشاكل ليتك يا دكتور تساعدني.... لا أحب الخروج من البيت إلا نادر.... لم أعد أخرج مع أصحابي لا أحب أحد أن يسألني عن الماضي.... تصيبني حالة من عدم التركيز.... لا أدري ماذا أقول...
ويبدأ العرق يتساقط مني كتساقط زخات المطر...... أعاني من ضيق في الصدر.
من أجل ذلك لا أحب الخروج...... حتى إذا خرجت في أماكن عامة أقول ربما أقابل أحداً من أصحابي وسوف يسألني هذا السؤال المزعج..... قلت لما لا أبقى في البيت وأريح نفسي وأستريح.... لا أرتاح في النوم...... أحب أن أكون لحالي...... أفكر كثير.....
أفكر في مستقبلي.... المظلم..... عمري الآن 27 أي بعد تخرجي من الجامعة سوف يصبح عمري31..... سوف أكوّن نفسي بعد 3سنوات ((يصبح عمري 34)) تخيل يا دكتور سن 34 سن مناسب للزواج..... أصبحت عجوز.... ضاعت سنين العمر......
الآن أنا مصاب بانحراف في الحاجز الأنفي. ومقرّر عليّ عملية بعد شهر الحج..... وأيضاً مصاب بضيق في مجرى البول ومقرّر عليّ عملية كل ستة شهور...... وأعاني من تهيّج في القولون ....
تخيّل يا دكتور كل هذه الأمراض ((حقوق محفوظة للمريض النفسي)) أصبحت عندي صيدلية متحركة... أقول في نفسي أنا ناقص همّ غير الهمّ اللي في نفسي..... لماذا هذه الأمراض... جميعها لدي.... أصبحت المستشفى بيتي الثاني.....
يا لله كم أصبحت الحياة مظلمة وكئيبة... عندي أفكر في ممارسة الفاحشة...... لكن عندما أتذكر عقاب الله..... أرتدع عنها..... لعل الله يكتب لي بها حسنة....... أرجو من موقع مجانين نقطة كوم مساعدتي........
هل تنصحني يا دكتور بزيارة دكتور نفسي...... لأني فعلاً أريد زيارته...... لكن أريد منكم التشجيع.... والتحفيز.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ انتهى.
أيها الراكب الميمّم أرضي ...... أقرئ من بعضي السلام لبعضي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
05/01/2004
رد المستشار
الأخ العزيز.......... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
حين أصابك الصرع (خاصة النوبة التي حدثت في المسجد أمام الناس) جعلك هذا تشعر أن بك شيئا أو أشياء يجب أن تخفيها عن أعين الناس، واهتزت ثقتك بنفسك، وأصبحت تفضل العزلة والتواري عن أعين الناس، وحين تضطر لمواجهتهم تنتابك أعراض الخوف والقلق والتوتر وتشعر بالاختناق وتتصبب عرقا، وهذا يزيد من شعورك بالخجل والخوف في مواجهة الناس.
وابتعادك عن الناس وخوفك من مواجهتهم حرمك من تعلم الكثير من المهارات الاجتماعية لذلك فأنت تشعر بصعوبة التكيف مع الحياة، وتتمثل هذه الصعوبة في الكثير من الأعراض النفسجسدية حيث تترجم معاناتك ويترجم قلقك إلى أعراض جسدية كثيرة تشكو منها وتتردد بسببها على المستشفيات كثيرا وأصبحت لديك صيدلية من الأدوية.
وحرمانك من تعلم الكثير من المهارات الاجتماعية جعلك تقبل دخول قسم لا ترغب فيه وكان ذلك سببا لتعثرك الدائم في الدراسة رغم ما كنت تبذله من جهد، وأحيانا يكون الرسوب المتكرر في مثل هذه الظروف نوعا من العقاب (اللاشعورى) للأهل على إجبارهم لك على دخول قسم لا تحبه.
وقد أحسنت فعلا بتركك لهذا القسم وتحويلك لجامعة جديدة (أرجو أن يكون اختيارها قد تم هذه المرة بناءا على رغبتك)، والآن أمامك فرصة لإثبات ذاتك والاستفادة من قدراتك الجيدة التي ألمحها في رسالتك وفى قدرتك على التعبير عن نفسك، ولا تربط بين زواجك ودراستك ففي المجتمعات الخليجية عموما يمكن أن تتزوج وتدرس ولا شيء في ذلك.
ونظرا لمعاناتك الطويلة مما نسميه الرهاب الإجتماعى (Social phobia) وإحباطاتك الدراسية المتكررة والأعراض النفسجسدية التي عانيت منها كثيرا، فقد أصابتك حالة من الاكتئاب زادت من شعورك بالتعاسة وعدم الثقة بنفسك، وقد كنت تحاول التغلب على هذه المشاعر بالتدخين أو تناول النشطات أو تفكر في ارتكاب أشياء لا يرضى عنها ضميرك، ولكن كل هذه المحاولات كانت تفشل وتشعر معها بالذنب وعذاب الضمير فتزداد معاناتك.
لذلك أنصحك بزيارة طبيب نفسي لكي تتلقى علاجا لهذه الاضطرابات وتبدأ صفحة جديدة في حياتك متحررة من الخوف والقلق والإحباط والفشل، وأسأل الله لك الشفاء والتوفيق.
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الابن العزيز أهلا وسهلا بك، أولا نعتذر عن تأخرنا في الرد عليك ولعل الرد الذي نقدمه لك الآن من أخي الأكبر وزميلي الدكتور محمد المهدي، وهو أنشط المستشارين الكبار لصفحتنا استشارات مجانين، وليس لدي من إضافة على ما قاله فقد أبدع جزاه الله كل خير، سوى إحالتك إلى كل ما ورد على صفحتنا استشارات مجانين عن الحرية الانفعالية واثبات الذات والتدريب على اكتساب المهارات الاجتماعية، وعلاج الخوف الاجتماعي وذلك بالنقر على العناوين التالية:-
الحل...ابحث عن ذاتك
كيف تنمي ثقتك بنفسك؟
صعوبة التعامل مع الآخرين: النموذج والعلاج
كيف نهزم الخجل ونحب الأصدقاء
إذا هبت أمرًا فقع فيه
مجتمعاتٌ ضد توكيد الذات
الخوف من المشاركة
الحياء الشرعي والرهاب المرضي.
ونأسف لتأخرنا عليك، وأهلا وسهلا بك دائما، فتابعنا بالتطورات الطيبة.