تبحثين عن الحب أم الزواج م9
حبيبتي الأستاذة رفيف الصباغ،
افتقدتك كثيراً، وأرجو أن تكوني بخير. أحبك في الله ويعلم الله أني أدعو لك بالخير دائماً.
أود الاعتذار عن آخر رسالة، فأنا أكلمك كما أكلّم نفسي فاعذريني. وأعتذر عن إرسالي لك مرة أخرى، حيث أنك كتبت "متابعة أخيرة" مع أنك قبل ذلك طالبتني بأن أتابعك بأخباري إلى أن أصبح جدة!.
لقد تزوجت في 20 يونيو/ حزيران الماضي، والحمد لله سعيدة مع زوجي، بل وحملت في الشهر الثاني الآن. كنت أريد الرد على صاحب هذه الرسالة وأسأل: ما الفرق بين المودة والرحمة والحب؟ ثم نحن نرى أن الحب الذي مضى هو أفضل حب وأفضل إنسان لأننا لم نحصل عليه، فدائماً نراه أفضل ولو حصلنا عليه لربما تغيّر رأينا!. ثم أننا إذا أحببنا من معنا بصدق فلن نتذكرهم أصلاً إلا في أوقات بسيطة لن تؤثر إطلاقاً على حياتنا كما أشرت من قبل، اللهم إذا ظلمناهم ونتكبر على رد ظلمهم، بل ونعاند أنفسنا فيبقى شيئاً من تأنيب الضمير طوال الحياة، ولكني أستطيع أن أرد بثقة على لماذا نرى أنفسنا نحن أصحاء وغيرنا مخطئ؟ لأننا متكبرون على الاعتراف بالخطأ، وتعودنا الأخذ دون العطاء، وهي غالباً عند الرجال، فعندهم غالباً الشخصية البارانوية التي لا ترى أحداً أحسن منها أو يفهم عنها، ولا تريد توجيهاً من أحد.. فهذا هو الغرور والكبر والعياذ بالله عفانا الله منه.
أنا أحببت خطيبي الأول وما زالت ذكرياته الأليمة تداهمني حينما أجلس مع نفسي أو يتركني زوجي أو أحس بفراغ، ولا أعلم لماذا؟! بل وعندما يتكرر موقف مشابه كما ذكرت، ولكني لا أتمنى العودة إليه بل أكره نفسي وأحتقرها عند تذكر أني في يوم من الأيام أحببته، بل وضحيت بكرامتي، فمن من البشر يستحق أن أضحي بكرامتي لأجله؟! بل ويلومك بعدها ويقول لك لم أقل لك ضحي بها! وأنا أصبر على نفس بل أدعو الله كل لحظة أن ينسيني، وأنا واثقة في كرم الله. صحيح أن زوجي الآن يحبني أكثر مما أحبه، وهذا يريحني، حيث أنه يسافر كل أسبوع ويأتي يومين فقط، فلو كانت مشاعري فياضة لكنت تعذبت بشدة، إلا أنني متأكدة أنه سيأتي يوم أحبه أكثر من نفسي، فهو يستحق ذلك، فنعم الخلق والأصل. وأعتذر مرة ثانية، وادعوا لي بالذرية الصالحة... آمين.
27/7/2009
رد المستشار
السلام عليكم، الأخت الغالية؛
بارك الله لك في زواجك وحملك، ورزقك الله الذرية الصالحة القائمة بأوامر الله عزّ وجلّ. وطبعاً يسعدني أن أعرف أخبارك السارة والتطورات في حياتك إلى أن تصبحي جدة، ولكني أيضاً أردت أن تكون رسالتك السابقة هي متابعتك الأخيرة لذات المشكلة، أريد أن تغلقي كل ما يتعلق بتلك المشكلة، وأن تحاولي صرف الأفكار التي تأتيك عنها والاشتغال بغيرها إلى أن تختفي بنفسها من ذهنك... ألم يكفنا ما أضاعته المشكلات من أوقاتنا وجهدنا النفسي والجسدي عند ورودها، حتى نظل نجترها ونضيّع بذكراها الوقت والجهد مرة أخرى؟!.
أرجو ألا تتحاملي على الرجال كثيراً بسبب مشكلتك، وألا تجعلي نظرتك للحياة من خلالها، بل انظري إلى الأمور نظرة حيادية متزنة، فكل من الرجال والنساء لهم مزايا ولهم عيوب.
هذا ما يمكنني التعليق به، وأسأل الله تعالى أن يوفقك في الدنيا والآخرة إلى ما فيه رضاه.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>> تبحثين عن الحب أم الزواج مشاركة 1