السلام عليكم؛
أنا فتاة في العشرين، من عمري أعاني منذ صغري الإحساس بالاضطهاد والإحساس الدائم بالنقص برغم كوني متوسطة الجمال ومن مستوى أعلى من المتوسط بقليل، كما أني الوسطى في إخوتي ومنذ صغري أشعر بأنه لا أحد يحبني وبأنني وحيدة تماما في هذا العالم .
وقد جعلني هذا الشعور أبتعد عن الناس وأنطوي على نفسي برغم أنني أشعر بيني وبين نفسي أنني اجتماعية، وصحيح أنني في الفترة الأخيرة من عمري قد تخليت كثير عن هذه المشاعر ولكنها للأسف قد تركت أثرا سيئا وهو أنني إلى الآن لا أمتلك صديقة خاصة أحكي لها عن أسراري وأستشيرها في أموري الخاصة مما يورثني إحساسا شديدا بالوحدة والحزن وأحيانا كثيرة أصاب باكتئاب.
كما أنني شخصية متقلبة بصورة فظيعة فأحيانا أكون سعيدة وفي ثواني قد أصاب بحزن شديد وأبتعد عن الناس وأحيانا يكون هذا الموضوع بدون سبب يذكر .
والمشكلة التي أعاني منها الآن أنني خلال ثلاث سنوات فقط فقدت أربعة من أفراد عائلتي الكبيرة وكنت أحبهم بشدة وبعد حادثة الوفاة الأخيرة أصبت بما يشبه الانهيار العصبي ووجدت روحي كأنها أبتعدت عن جسمي وأصبحت أشعر أنني مغيبة عقليا.
فأصبحت لا أشعر بمن حولي وأصابتني حالة اكتئاب تذهب وتجئ وبرغم مرور أكثر من شهرين على هذه الحادثة فإن هذه الأعراض لا تزال عندي،كما أنني كثيرا ما أصاب بحالة فزع شديدة بدون سبب معين وأستيقظ من نومي وأنا مفزوعة فهل أنا مريضة نفسية وأحتاج إلى علاج؟؟.
وشكرا لاهتمامكم
والسلام عليكم
14/8/2003
رد المستشار
إلى أختي/ في العشرين: مرحبا بك صديقة لموقعنا ولا تنزعجي فهناك دائما آخرون يدعون لك براحة البال وتقبل الأعمال وبعد،
فهمت منك انك متوسطة الجمال وأظن أنك تعنين جمال الجسد ولكن أعلمي الجمال المادي شيء نسبي ومتغير مع الوقت وأن هناك مناطق فينا أجمل بكثير قد لا ندركها ولكن أحيانا نكتشفها صدفة أو مع الاجتهاد.
هناك أشياء أنت غير مسؤولة عنها مثل تكوينك الخلقي وضعك المادي توسطك في الأسرة، فمن الناحية العلمية نعلم أن الأخ المتوسط يعانى من بعض أمور منها أنه بين كفى الرحى بين الأخ الأكبر والأخ الأصغر فيظن أنه أصبح كما مهملا من أهله وأنه لا يرى وفاقد لإهتمام من الآخرين فيجعل منه في كبد وقد يؤدى به إلى العزلة والإنطواء.
وواضح من رسالتك أنك شخصية حساسة ومتقلبة المزاج وتعانين من خوف قديم يؤثر في تكوين شخصيتك فيجعلك غير قادرة على أن تثقي في الآخرين بالرغم أن ذلك قد يكون وهما ليس له أساس، وهنا تكمن مسئوليتك عن وجودك وعن إبداعاتك.
وبالرغم من هذا وهذا شيء إيجابي حزنك على فقد من تحبين، ولكن الطفل الكامن بداخلك والخائف دائما من فقد من يحب هلع وتسبب في حالات الإنهيار التي أصابتك وأدى إلي زيادة حالة الأغتراب الداخلي التي تعانين منها سلفا.
* لكي تستريحي يا أختي فعليك بنسيان نفسك قليلا وتخرجي من الشرنقة التي أحطت نفسك بها، فقد تؤدى الشمس إلي تفتح الزهور بداخلك وهناك سيكون الخير أكثر مما تتخيلين، ونحن بحاجةٍ إلى معلوماتٍ أكثر عنك وعن الظروف المحيطة بك لأن ما ذكرته من معلوماتٍ لا يعد كافيا.
* وأخيرا، إن ذهابك إلى طبيب نفسي سوف يساعدك بالخروج من نوبات الحزن والهلع ويرشدك إلى طريقة لتتكيفي مع الواقع الخارجي ويساعدك على التوازن البيولوجي والنفسي والاجتماعي ……………… ولك تحيتي ودعائي، وتابعينا بما يهديك الله له.
ويتبع >>>>>: الخروج من الشرنقة للشمس والزهور م