السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
إخواني، أعزائي الذين يعانون من أمراض العصر الاكتئاب والرهاب وغيرها، وجدت الحل! والله العظيم وجدت الحل! وأرجو من جميع المرضى والأطباء النفسيين أن يأخذوا كلامي على محمل الجد، ولن أطيل عليكم.
أنا وبكل صراحة مقصر في صلاتي، دائماً أصليها في غير وقتها وأتأخر عنها ولا أبالي، وكنت أصليها في البيت ولا أذهب إلى المسجد كثيراً، وقلت في نفسي سأنتحر من حالة الضيق الشديد الذي أصابني، وأخيراً عرضت نفسي على استشاري نفسي وكشف عليّ وقال أنني مكتئب وعندي رهاب اجتماعي ووصف لي علاج اسمه أندرال+ افيكسر واستعملته أربعة أيام فقط وتركته.
حاسبت نفسي فوجدت الخلل بأني لم أصلي صلوات صحيحة في وقتها وفي المسجد، فتبت وصليت جميع الصلوات في وقتها في المسجد وداومت عليها، ووالله العظيم أنني وجدت الراحة النفسية والاطمئنان واستقرار حالتي، ولم أعد أفكر في الانتحار، وذهب الضيق الشديد وتحسنت حالتي بنسبة 90%، لأني لم أترك الأغاني وأنا أستمع لها كثيراً، ولما تركتها تحسنت 200 % ولله الحمد والشكر، ولا ننسى الآية الكريمة التي تقول: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)(الماعون:4،5) ويلّ ويلّ، فسّروها الألم والشقاء والضيق الشديد والأمراض النفسية، ولم أعد أستعمل علاجات وأنا الآن إنسان اجتماعي ولا أعاني من رهاب ولا غيرهن أنا طبيعي!.
24/7/2009
رد المستشار
أخي في الله "لؤي"، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته؛
هنيئاً لك هذا الشعور، وهنيئاً لك القرب من الله عزّ وجلّ، وأدعو الله أن يبلغنا رمضان ويبارك لنا فيه، لنزداد قرباً من الله ويجعلنا من عتقاء هذا الشهر الطيب المبارك... آمين.
نعم أخي الفاضل، الإيمان عنصر أساسي من عناصر الصحة النفسية، حتى أن الدراسات العلمية أثبتت أن المؤمنين يتمتعون بمؤشرات أعلى للصحة النفسية مثل راحة البال والرضى والتكيّف مع ظروف الحياة المختلفة عن غيرهم.
والصلاة لها وقع خاص لمن استشعرها كاملة، وانظر للحديث الشريف الذي يشيرُ إلى أهمية الاطمئنان في الصلاة بحيثُ يسترخي المصلي وتخشع جوارحه: عن أبي هريرة رضيَ الله عنهُ قالَ: قالَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبّر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تستوي قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تستوي قائماً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها) رواه البخاري ومسلم وابن ماجة. وحريّ بمن يطبق ذلك أن تهدأ نفسه، وتخفت هواجسه، ويطمئن قلبه، ويعلم أنه يركن إلى عظيم.
ونشكر لك حرصك على المبتلين بالاكتئاب والرهاب وباقي الأمراض النفسية، وفهمت من رسالتك أنك تريد أن تخبرنا بأن الإسلام هو الحل، والعودة إلى الله هي الطريق للشفاء، وأنا معك في ذلك على ألا يكون ذلك بتجاهل البحث العلمي وإعلاء قيمة العلم.
وهناك أمر بالغ الأهمية وهو أن الإسلام ليس علاجاً لفئة محدودة من البشر هم المصابون بالاضطراب النفسي، وإنما هو هداية عامة، لكافة الناس، بمبادئ تكفل الطمأنينة والسعادة لمن اعتقدها، وعمل بمقتضاها. وكثير ممن ابتلي باضطراب نفسي وهو ما زال محافظاً على الشعائر والعبادات وما زال يعاني من اضطرابه، لأنه يحتاج بجانب ذلك إلى معالج. ولابد أن تعلم أخي أن المرض النفسي هو مرض قبل كل شيء، مثله مثل أي مرض آخر كمرض القلب والكلى والروماتيزم وغيره، فهل نوصي مريض القلب بالصلاة فقط؟! لا طبعاً، ولكن نرشده إلى باب الله مع أخذ دوائه والالتزام بتعليمات طبيبه.
وهكذا الأمر مع المرض النفسي، لا بد من الطبيب النفسي والالتزام بتعليماته من دواء وغيره مع اللجوء إلى الله في كل وقت وحين مع المرض أو غيره. وطالما أن الله منّ عليك بالشفاء وعرفت الطريق إليه فالزم، وإن عادت المشاعر الاكتئابية فعد إلى الصلاة وإلى الله، وإن ظلّت فعليك بالطبيب النفسي.
والسلام.
واقرأ على مجانين:
الدين والطب النفسي مشاركة
"أبو حامد الغزالي" يعاني الاكتئاب