بعد كل هذا، فضلاً عليك بالطبيب النفسي!
أخي العزيز..
آلمني فعلاً ما وصلت إليه حالتك؛ وضعك مأساوي، والشعور بالنقص وبعدم الاتزان هو حتماً ما يقلقك.
أنت تشعر الآن بفقدان السيطرة، وبأنك لست مثل الأشخاص الأسوياء، وهذا بحد ذاته ما يقتلك.
عزيزي، منذ خلقنا على وجه الأرض ونحن نرى أو نسمع أو نواجه مشكلات ثم نغسل أيدينا سريعاً ونحاول عدم التعمق في التفكير بها لأننا أعجز ما نكون عن حلها، لكن مع القليل من الهمة والعزيمة، والكثير من الرغبة حتماً سنصل لما نريد..
أنت الآن كبرت، ولا يجوز أن تستمرئ الوضع لأنه بكبرك كبر عقلك وبدأت تعي حجم المشكلة وهذا رائع بحد ذاته. أن تعترف بأنك قد سلكت اتجاها شاذاً سواء برغبتك أو بغير ذلك فهذا نصف العلاج. لقد بدأت الآن تعترف بوجود المشكلة وتبحث عن حل، ووضعت قدمك على أول الخطوات السليمة فلا تقف أبداً.
إبدأ بعرض نفسك أولاً على طبيب نفسي حتى تتخلص من كل أثر نفسي سلبي، وتؤهل ذاتك لحياة سليمة. ثم طبيب مختص لمعالجة الآثار العضوية حتى تستريح.
سافر واهجر أرضك لأنها تعينك على هذا الخطأ، وحاول أن تدخل وتصاحب أشخاصاً إيجابيين وملتزمين بصلاتهم وحاول تقليدهم.
لا تنسَ الصلاة الصلاة الصلاة الصلاة، فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، وستشعر بعد أدائها بالراحة النفسية والجسدية وبأنك قد طهرت نفسك من كل دنس.
والداك عليك بِرَّهما وتوجيههما، وأنصحك ألا تخبرهما بالأمر وعاملهما بالحسنى.
أخيراً، أكثر من ذكر الله وطوّر ذاتك وقدراتك، وأنا واثقة بأنك ستنجح، لأن من كانت له نفس لوامة عند الأخطاء مثلك فستسمع عنه أخباراً طيبة.
أتمنى لك الحظ والتوفيق.ودعواتي لك.
رنا الشهري / السعودية..
13/7/2009
رد المستشار
الأخت الكريمة "رنا الشهري"،
شكراً لمتابعتك الكريمة ونصائحك الأروع، ونسأل الله أن يجري الخير في كلماتك للأخ صاحب المشكلة،
وهو يقيناً يحتاج إلى طبيب نفسي وأخصائي نفسي قدير يبدأ معه رحلة علاج قد تطول بعض الشيء، ولكن سيكون لها أثرها الباهر على صحته النفسية وحياته الاجتماعية..
والله من وراء القصد..