تقول الفتاة: تخيلات جنسية؟ أم استرجازٌ... مشاركة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،
تقبل يا سيدي العزيز خالص شكري وامتناني على ردكم، وأعتذر بشدة على أن ما كتبته استفزكم إلى هذه الدرجة، وشكراً يا أستاذنا الذي نحترمه على وصفكم لي بطريقة ضمنية ولبقة لا تصريح فيها أنني غبية ومتخلفة بامتياز!.
دكتورنا العزيز، قرأت مشاركتي وقرأت ردّكم، يبدو يا سيدي أني أستحق صفراً في التعبير، فلم أجد رابطاً بين ما قصدت في مشاركتي وبين ردّكم!! فقد اعتبرت مشاركتي التي جاء فيها (مرض- خطير...) لم أكن اقصد بأن أتحامل على ما جاء في استشارة الأخت مطلقاً.
سيدي،
لا أعتبر أن الجنس أو الحديث عنه أو ممارسته بضوابطه عيب أو حرام، فتلك فطرة في كل بني آدم خلقت فينا كباقي الأشياء الأخرى، حتى أن الله سبحانه تحدث عن العلاقة بين الرجل والمرأة فقال {فلما تغشاها.. وقال فيما قاله سليمان عليه السلام -لأطوفن- وجاء في القرآن أيضا -لتسكنوا إليها} غشاء، طواف وسكن؛ أرقّ ما يمكن أن نصف به المعاشرة. مشكلتنا تكمن في أننا نفهم عارض الكلام دون أن نبحث لبعضنا عن الأعذار، وذلك ببحثنا بين السطور وما خلفها، أعتقد يا دكتورنا العزيز أنك أدركت من خلال مشاركتي أنني مررت بنفس التجربة -أي التخيلات الجنسية-، التجربة التي علمتني أن الحياة نعيشها مرة واحدة ويجب ألا نضيّع فيها ثانية واحدة، وهي التجربة نفسها التي دفعتني للمشاركة إشفاقاً على أختي صاحبة الاستشارة وعلى غيرها. سيبدو لكم أني أغالي في الموضوع لكن يا سيدي بغض النظر عن الدين وعذاب الضمير هذه الخيالات تخرجك شيئاً فشيئاً من الواقع، لا تقل لي يا دكتور أن يجب أن نتحكم في أنفسنا فلا نبالغ في التخيلات، تعلم يا سيدي أن تلك الرغبة الجنسية التي أعتبرها فطرة طبيعية فينا لا يمكن إشباعها دائماً، المطلوب المزيد لأن المؤثرات قوية جداً وكثيرة فيكون الانتقال من مرحلة إلى أخرى وخصوصاً لغير المتزوجين من أمثالي.
أعلم أن إشباع هده الرغبة الطبيعية فينا في موضعها تمدك بسعادة وطاقة تساعدك على التوازن النفسي، فكل ما تشبعه من رغبات جسدية أو نفسية سليمة يشعرك بالراحة، لذلك لم أرغب بأن أهدر تلك الطاقة في خيالات بكل الغباء والتخلف الذي أنا فيه. أقول أن الخيالات الجنسية كانت بالنسبة لي مدمرة، ولما توقفت عن ممارستها تحررت وشعرت أني حية وأتعايش مع الواقع لأنها كانت قيداً يخنقني ويهدر تلك الطاقة التي يجب أن أستثمرها لصالح أمتي التي تأسفت وتحسرت عليها، والتي وصفها الدكتور صاحب الموضوع الذي أحلتني عليه بالتخلف والجهل.
سيدي العزيز، نحن نحتاج للفهم والوعي لكي نكون ونكوّن -بالشدة على الواو- جيلاً جديداً واعياً ومدركاً لكل ما يحيط به من الألف إلى الياء، لا نريد أن نكون نسخة عن أبائنا ونقول "ذلك ما ألفينا عليه آباءنا".
أعرف أن أسلوبي ركيك جداً وتعبيري سيء فاعذرني يا دكتورنا الغالي، وتحياتي وتقديري لكل الأطباء والأساتذة العاملين في الموقع.
أحبكم جميعاً في الله،
وجزاكم الله خيراً.
15/7/2009
رد المستشار
الابنة العزيزة،
أهلاً وسهلاً بك، أهلاً بك فعلاً وأنت للمرة الأولى تكتبين لنا بأسلوبك الحقيقي كما أظن أنه سيتضح لكل قارئ، فليس الأسلوب الذي كتبت به المشاركة في حكاية الاسترجاز بالتخيل أو التخيلات الجنسية تشبه أسلوبك هنا، إذن على ذلك الأسلوب كان تحاملنا... وكنا فهمناك ولكن الأسلوب شككنا.
لم نصفك ولا يحق لنا ولا تستحقين أنت مثل هذا الوصف الذي اخترته لنفسك وشاركت به هذه المرة "الغبية والمتخلفة"، أطمئنك وأشهد أنك غير ذلك، بل أرى اسمك القديم "الباحثة عن مكنونات نفسها" والذي أرسلت به مشاركتك هذه هو اسم لك أصدق وأوقع وأكثر إيحاء بالغموض وبأشياء مستحبة كلها، كما يجب أن تكون الأسماء!! ونحمد الله أنك لم تلغي هذه التسمية وإنما فقط نقلتها إلى خانة الوظيفة... إذن لا تستحقين صفراً في التعبير بكل تأكيد لأنك أحسنت استفزازنا أيتها الباحثة عن مكنونات نفسها.
وأما فيما يتعلق بالجزء الأخير الذي احتوته مشاركتك، فنحن فعلاً عرفنا أن مرسلة المشاركة مرّت بخبرة تخيلات جنسية وربما ما تزال، ولكننا كنا نستغرب لماذا لم تخبرنا بتلك الخبرة؟! ويبدو أننا نجحنا في حملك على الاعتراف بخبرة أغرقت فيها يا ابنتي حتى صارت تضرك وتعطلك وتثنيك عن كثير مما تودين عمله، وكانت تقيدك كما تقولين والحمد لله أنك تخلصت منها... ولكن من المهم أن تفيدينا والقراء بتفاصيل ذلك على أن نعدك بأن نبقى نساعدك في البحث عن مكنونات نفسك، وسنبقى مع الجميع حتى نصل معاً إن شاء الله إلى الفهم والوعي الذي نتفق معك في أنه لازم.
ليس صحيحاً قولك "أسلوبي ركيك جداً وتعبيري سيء"، على العكس تماماً يا ابنتي.
أهلاً بمشاركاتك ومتابعاتها دائماً، أهلاً وسهلاً بك على مجانين.