السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أشعر بالغضب الشديد إن أذاني أحد، ولكن المشكلة أني لا أستطيع التحكم بأعصابي وأشعر بغضب وانفعال شديدين، حتى أن الناس يستغلون ذلك في جعلي المخطئة ويستخفون بي كثيراً، ولا أعرف كيف آخذ حقي. أمي فيها ذات الطبع، حتى أن أبي ينهرها كثيراً ويتهمها بالقلق وجعل الأجواء متوترة.
أشعر بالحزن لأتفه الأسباب، ولا أستطيع اتخاذ أي قرار في حياتي، وليست لي أي ميول محددة، دائماً أنتقص من قدري وأشعر أنني لا شيء وأنني قبيحة (رغم أن الناس يقولون أني جميلة). دائماً نفسي مشتتة ولا أستطيع المداومة على فعل شيء ما، أشعر بالفشل وقلة الحيلة.
أميل للبكاء دائماً وأفكر في كل شيء سيء من حولي، وأرى أخي وقد أهمل حياته فأبكي عليه، وأختي التي كنت أراها عكسنا وتشعر ببهجة الحياة أصبحت منطوية وضعيفة.
للأسف، أعيش مع أقارب مثل العقارب، وكثيراً ما يصيبني غدرهم وخبثهم بالإحباط. أنا تعيسة جداً وسهلة الانكسار، ولا أستطيع تكوين علاقات اجتماعية حقيقية، فأشعر أني أبدو حمقاء وغبية رغم تفوقي دراسياً الحمد لله لأني ذكية (مخي نظيف يعني)، لكن وأنا على وشك كتابة رغباتي للالتحاق بالكلية أشعر بالضياع ولا أعرف ماذا سأكتب!، كل دقيقة أميل إلى كلية مختلفة تماماً.
لقد ذكرت مسبقاً أنني ذكية دراسياً، ولكن في آخر امتحانات لي -وهي امتحانات الصف الثالث الثانوي- أصبحت يائسة بقدر كبير، فكنت أُكرِه نفسي على المذاكرة، وكنت أبكي أيام الامتحانات كثيراً، ولذلك أصبح تركيزي قليل فكنت لا أحل جيداً وأخطئ في حاجات تافهة جداً، وأشعر بعد ذلك بالندم، لكن الحمد لله، أكرمني الله بسبب مذاكرتي في أول العام، لكني قلقة مما حدث لي في أوقات الامتحانات، وأخاف أن أصبح هكذا في الجامعة. أشعر وكأنني بلا أهداف وبلا طموح، ولا رغبة لي في التفوق، وكل ما أريده أن تنتهي الامتحانات.
هل أمثالي ينجحون في الحياة؟ هل أنا "بستعبط أو بدلع"؟؟ حقاً لا أعرف!. أشعر أحياناً بالخجل الشديد في بعض المواقف، فأشعر أني أريد الأرض أن تنشق وتبتلعني، هل هذا مقلق؟ كيف أستطيع تحديد ما أريده في الحياة؟ وكيف أستطيع المداومة على شيء؟ وكيف أعالج الغضب؟ فأنا أغضب مذ كنت طفلة، وكنت أحياناً أمزق ملابسي أو أكسر شيئاً؟ ومرة قصصت شعري بسبب غضبي من نفسي ومن حالي، ولكن هذا منذ عدة شهور فقط.
21/7/2009
رد المستشار
صديقتي،
من المهم جداً أن تحددي ما تعنين من كلماتك؛ أعلم أن لها معنىً في ذهنك ولكن من الصعب على الآخرين فهم هذا المعنى بالتحديد إذا كانت الكلمات تحتمل معانٍ كثيرة!.
أعتقد أنك تخافين من تحديد المعنى وتحديد الاختيارات (مثل اختيار الكلية بعد الثانوية العامة)، لخوفك من الفشل أو من الانتقاد، مثلاً إن سألتك: "ما سبب خوفك من القرارات أو غضبك من نفسك أو غضبك عموماً؟" غالباً ما ستكون إجابتك الأولى هي "لا أعلم"، ولكن كيف لا تعلمين وهي حياتك وأفكارك ومشاعرك ومخاوفك؟.
- تقولين أنك تعيشين مع أقارب مثل العقارب، مع أنك ذكرت أباك وأمك في أول الرسالة، من هم هؤلاء الأقارب العقارب؟ وكيف تعيشون معاً؟.
- تقولين أن انفعالك سريع، لماذا؟ لمجرد التشبه بأمك؟ أم الحصول على الاهتمام (ولو بطريقة سلبية) من أبيك؟.
- ما هي المواقف التي تشعرين فيها بالخجل أو الغضب؟ لماذا؟.
- تشعرين أنك حمقاء وغبية بالرغم من تفوقك الدراسي، لماذا؟.
- ما هي العلاقات الاجتماعية الحقيقية التي تقولين أنك لا تستطيعين تكوينها؟ لماذا؟ من لديه تلك العلاقات؟ ماذا يفعلون لتكوينها والحفاظ عليها؟.
ليست هناك طريقة واحدة للحياة، ولكن الطرق تتعدد بعدد سكان الأرض، أي أنه هناك ستة ونصف مليار طريقة مختلفة للحياة، وعليك اختيار طريقتك الخاصة وتحديد موقفك من نفسك والحياة والآخرين بما يتوافق مع ما ترينه صحيح وصحي ومتوازن.
R03;بإمكانك اختيار تدمير حياتك عن طريق الشك والغضب والخوف والتردد.. وبإمكانك أيضاً بناء حياة رائعة عن طريق الإيمان بنفسك و قدراتك التي خلقك بها الله وتحديد ما تريدينه والسعي لتنفيذه... القرار يرجع لك وحدك.
وفقك الله وإيّانا لما فيه الخير والصواب.