أتمنى أن يكون لي عائلة سعيدة
الأفاضل القائمين على الموقع.... بعد التحية.
قمت بإرسال هذه الرسالة إليكم بناء على طلب صاحبة المشكلة وهي ابنة خالتي، وإليكم كلامها دون أي تدخل من جانبي، حيث فضلت عدم إجراء أي تعديل على نصف المشكلة فهو كما كتبته هي، أعانكم الله ورزقكم حسن الثواب.
السلام عليكم ورحمة الله،
أشكركم على هذا الموقع الذي أردتم أن تعرضوه على الناس ليواجهوا مشكلاتهم. أنا أتعرض لمشكلة عن العائلة؛ إننا لا نتكلم مع عماتي ولا هن يتكلمن معنا لأنهن عملن الكثير من التصرفات السيئة، فقد قلن لأبي أنهن سيسجنه، ثم عمتي طلبت من أحدهم أن يتصل بأمي ويقول لها ألفاظاً سيئة، ثم جدي كتب رسائل عن أمي فيها الكثير من الكلام السيئ ثم عرضها على العائلة فقطعوها وقالوا له ارحم يا شيخ، وأنا أتعرض للكثير من المشاكل لأننا ليس لنا عائلة، لكن لدينا عائلة أمي فقط.
عائلة أبي لا تحب أمي وهكذا كانت تقول لأبي عذبها.. كان يشتري لهم ملابس العيد ولا يشتريها لأمي، ثم اشترى لعائلته ذهباً ولم يشتر لأمي.
رغم أن جدي لأبي مات لكني حزينة جداً عليه، وأفتح أول صفحة في المصحف الذي طبع عن روح جدي وأقرأ اسمه فأحس أني سأبكي برغم الذي كان يعمله في أمي لكني أشتاق إليه. يقولون أن أمي كانت تعاير أبي بمرضه ولكنها ليست تعمل هذا، ولما قعد أبي فترة طويلة مع أمي كره أباه وأمه لأن أمي طيبة ولا تفعل هذا، وكان يوفر لها كل شيء تريده وكانت عائلته تغار لأنه يعامل أمي بطيبة.
أتودون معرفة رأيي؟ إنها ليست عائلة!.
في الفترة التي كان جدي خلالها في المستشفى قبل موته زاره أبي وكلّمه وسامحا بعضهما، ثم طلب من أبي أن يجعل أمي وخالتي تسامحانه ثم مات وأبي بكى، لكننا لم نكلم هذه العائلة مرة ثانية وأمي تستقبل عمة واحدة فقط. أتمنى أن يكون لي عائلة سعيدة.
وكل سنة وأنتم طيبون على شهر الصيام.
10/08/2009
رد المستشار
السلام عليكم،
صغيرتي.. كل عام وأنت بألف خير أيضاً، وأسأله تعالى ألا ينقضي هذا الشهر الكريم وإلا والقلوب قد غسلت من أحقادها وأحزانها.. وألف شكر لابنة خالتك التي أهمها شأنك وقامت على مساعدتك.
لقد ذكرتني رسالتك البريئة بأيام طفولتي حين كان عقلي يعجز عن استيعاب المشاجرات، وكان السؤال الذي يدور في ذهني دائماً: لماذا يكره الناس بعضهم؟ ولماذا يتشاجرون؟ كنت أشعر أني أحب الناس جميعاً –وما زلت- وأريد أن يحب الناس بعضهم جميعاً –وما زلت أيضاً- ولكن الفرق أنني الآن أعلم أن هذه هي الحياة، وأن الناس أجناس، وأحلامي الوردية لا مكان لها إلا في الجنة، ورغم هذا ما زلت أتألم لرؤية المتشاجرين والحاقدين، وأعجز عن الإحساس بشعور من يحقد أو يكره أو يحب الشجار...!
صغيرتي،
الحق معك! قلبك الصغير الطاهر البريء لا يمكنه أن يتحمل الدخان الأسود الذي ينبعث من مشاحنات الكبار الذين لم يطهروا قلوبهم، ولا يمكنه استيعاب قصة تشاجر طرفين أنت محبة لكل منهما! ولكن خففي عنك فالحياة مليئة بالمشكلات، وعليك أن تفهمي هذا جيداً حتى لا تكثر صدماتك وآلامك. قد تؤلمك هذه الحقيقة –مثلما تؤلم الجميع- ولكن معاناتك ستخف بفهمك إياها.
لك كل الحق أن تطلبي أسرة سعيدة، يغمرها الحب والحنان، ولكن ماذا تفعلين إذا لم توجد؟ عليك أن تعلمي أولاً أن ما يحصل أمر غير صحيح ولكنه موجود في الحياة! وأن كثيرين يعانون كما تعانين. وبما أنك تتألمين مما يحصل وتكرهينه، فعِدِي نفسك ألا تفعلي مثل ذلك عندما تكبرين، وأبقي على حبك للجميع وأظهري ذلك لهم، وتوجهي إلى الله تعالى بالدعاء أن يهديهم ويطهر قلوبهم، ولن يرد الله تعالى –بكرمه- دعاءك الطاهر.
تفاءلي بالمستقبل، فكثيراً ما تنتهي هذه المشكلات ويصبح المتشاجرون أخوة متحابين، وها هو جدك –رحمه الله- قد اعترف بذنوبه وطلب مسامحة أمك قبل رحيله بقليل، وغداً ستجتمعون معه في الجنة إن شاء الله تعالى وقد غسل الله قلوبكم جميعاً من تلك المشكلات ومن الأحقاد والكراهية، ويبقى لأمك أجر الصبر.
ومن يدري لعل هذا الذي يحزنك الآن من موقف عماتك، يكتب الله له الزوال ويصبح مجرد ذكريات، وتنقلب الأمور رأساً على عقب، والقلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء.
واحذري يا صغيرتي أن يغلبك الحزن ويؤثر عليك، فمستقبلك أهم مما يفعله هؤلاء، يكفي ما يزعجونك به الآن فلا تضيفي إليه خسارة المستقبل! الكبار بنوا حياتهم وعرفوا مستقبلهم، أما أنت فلا تضيعي نفسك بسببهم. أتمنى منك أن تقبلي على دراستك وأعمالك وتحاولي عدم التفكير فيما يحصل قدر الإمكان لأن حزننا لن يغير قانون الحياة ولن يحولها إلى جنة!.
العام الدراسي الآن قادم، وسأكون مسرورة منك جداً إذا أقبلت على دراستك وتركت الكبار يحلون مشكلاتهم –غفر الله لهم- وغداً عندما تكبرين وتكونين فتاة ناجحة صالحة، ستعملين على تغيير كثير من الأخطاء في أسرتك ومجتمعك، فأعدي نفسك الآن جيداً ولا تضيعي الفرصة والوقت.
أسأل الله تعالى أن يحقق أمنياتك وأن يدخل السرور على قلبك.