كواليس الطبيب النفسي
السلام عليكم موقع مجانين
سيدتي الدكتورة أميرة، شكراً لك على وقتك الذي منحته إياي للرد على استشارتي السابقة والتي أسميتها كواليس الطبيب النفسي، سيدتي؛
لقد أعدت قراءة رسالتي مراراً وتكراراً فور وصول ردك عليها ولم أزدد إلا ألماً وحزناً ودهشةً.
اسمحي لي أن أسألك سيدتي عن الأساس الذي حكمت به على علاقتي بطبيبي بأنه حب من طرفين؟! من قال أنه يحبني أساساً؟! من قال أنه تطرق إلى أحاديث جانبية وأنا لا أعرف عنه غير اسمه ومحل عمله ولم أعرفها منه أساساً؟! لماذا كنت واثقة إلى هذا الحد حينما حكمت على حبي له أنه ليس أخويّاً؟ -على الرغم من تأكيدي مراراً بأنه كذلك- متجاهلة سطري الأخير الذي أضفته خصيصاً كي أنفي أي شبهة قد تأتي ببالك بأني لا أنوي الزواج مطلقاً لا منه ولا من غيره.
أفي كلماتي ما دلّ على هذا؟ لأم أن شوقي إليه يعد دليلاً كافياً؟ مع العلم أني أشتاق لأهلي أكثر مما أشتاق إليه، وأني لم أحببه إلا كحبي لأبي وأمي وهذا ما قصدته بالحب الأخوي (صحيحاً كان أم خاطئاً، وهو ما كنت أسأل عنه في استشاراتي السابقة)، حبي له لم يتعد كونه إعجاباً بالشخصية نفسها، وربما عرفاناً بالجميل، وتوقي للجلسة كان توقاً للإحساس بالأمان الذي أستشعره هناك منيباً هو بذلك عن دور والداي الغائبين.
سيدتي، لقد جرحتني كلماتك وأساءت إليّ قبل أن تسيء إليه من حديث عن الوقوع في المحظور إلى (الفضائح) التي تحدث في العيادات النفسية، وتحدثت عني كفتاة منفلتة (وقعها أخف من كلمة زانية قليلاً)، وعنه وكأنه شاب لعوب وهو الذي يكبر والدي بعشر سنوات على الأقل. ليس هو بالعراف حتى يعرف ما لا أقوله له، ولم أكن يوماً فتاة طائشة أو منفلتة حتى أسمح لنفسي بالتعبير لفظياً أو بأي سلوك آخر عن حبي له حتى لو كان مجرد تعلق طفولي بالأمان. كما أن تصرفاته دوماً لم تخرج عن نطاق الرسمية الصارمة، واعتباره أخي كان محاولة منه لتشجيعي على الحديث ليس أكثر ولم يتعد يوماً علاقة طبيب ومريضة بأي شكل من الأشكال.
أخيراً، دكتور أميرة،
لا يوجد في استشارتي السابقة ما يشير إلى شخصي أو يمنعني من ذكر حقيقة مشاعري تجاهه، ولو كنت أحبه بالشكل الذي تحدثت عنه لكنت أخبرتك بذلك، فأنا لم أرسل إلا طالبة المشورة ولست غبية لأطلب مشورة في أمر لم أذكر حقيقته، لذا أرجو منك ألا تسيئي الظن بي، كما أرجوك سامحيني على حدة أسلوبي في الكتابة وقلة تهذيبه على الرغم من محاولاتي في أن أكبح نفسي لكني لم أتوقع اتهامات مثل هذه من قبل، وأنا التي ربيت على الفضيلة والشرف ومبدأ الحلال والحرام في عائلة ملتزمة دينياً إلى حد كبير. كما أني لم أتوجه إليه إلا عندما فشلت في معرفة طبيبة سيدة في محل إقامتي، ولم أتوجه له قبل أن يشهد له الكثيرون بالتقوى والصلاح. وبالنسبة لإكمال العلاج فقد انقطعت عنه منذ شهرين لظروف السفر ولن أعود لبلدي قبل عدة أشهر، لا أعلم حتى الآن إن كنت سأكمل العلاج أم سأكتفي بهذا القدر، وإن كنت متيقنة من أني إذا علمت في أي لحظة أن ذهابي للطبيب يغضب الله فلن أذهب أبداً,
شكراً سيدتي لسعة صدرك، وأكرر اعتذاري عن أسلوبي.
وفقنا الله لرضاه.
10/08/2009
رد المستشار
من قال أني تحدثت عن حب من طرفين؟ ومن قال أني قصدت أنك وقعت في أي محظور؟ ومن قال أني سأغضب من حديثك الحاد؟، لا شيء من هذا صحيح!
فكل ما أردت توصيله بصدق هو أن الخبرة التي مررنا بها في التعامل مع البشر ومع ظروف التخصص ومع اضطراب التعلق تجعلني أقول لك: أن التعلق سيوصلك لما لا ترضينه ولا أرضاه لك، ولا أقصد جرماً ولا تخطيَ حدود ولا شيء من هذا -وإن كان وارداً في حالات بالفعل- ولكن أقصد أن طريق التعلق والحب يبدأ بما تمشين فيه الآن،
وحتى أوضح لك ما أراه وأحذرك بشكل كافٍ ذكرت لك باقي المشهد -ليستفيد المريض والمتخصص- الذي لا تريدين أن تعترفي به لأنه ليس واضحاً لديك في تلك المرحلة، فالطبيب الذي يعالج مريضاً من التعلق يجب عليه أن يكون غاية في الحذر أن يوقعه في التعلق به، وكذلك حين يحدث هذا التعلق يشعر به حتماً ما دام طبيباً ماهراً ويفهم في نفوس البشر خاصة المحتاجة منهم، وما زلت محتفظة بردي تماماً، وأتمنى أن أكون قد أوضحت ما تصورتِ أنني قلته لك أنت تحديدًَ، فلا تعلق ولا مشاعر أخوة بين رجل وامرأة خاصة حين تكون المرأة متعلقة وحين يكون المقترب منها رجلاً هو فعلاً ليس أخوها.
ويتبع>>>>> : كواليس الطبيب النفسي مشاركة