نشاط جنسي ووالدها غير محترم..!؟
أحد أصحابي دلّني على الموقع البارحة، فزرته اليوم لأسألكم في حلّ أو رأي آخر في مشكلتي. حاولت أن أبعث المشكلة من على الموقع لكن للأسف لم أعرف السبيل إلى ذلك، وهي تتعلق بالارتباط واختيار شريكة الحياة.
أنا من بورسعيد وعمري 23 سنة، تعرفت على زميلتي في العمل، رغم أني كنت قد عقد العزم في بداية عملي هنا على ألا أرتبط ببنت من هنا أو أن أحب بنتاً من هنا لأنها بيئة غير صالحة أصلاً. شدّني فيها أدبها وجمالها وأنها لا تكلم أحداً من زملائنا الذكور، وحاولت كثيراً أن أتعرف عليها حتى وصلت إليها وتعرّفت بها، وبدأنا نخرج سوية وأحببنا بعضنا فعلاً وطبعاً على أساس الارتباط فلم نكن نتسلى.
المشكلة أنها تعتبر أول حب حقيقي، وللأسف الفترة التي تعارفنا فيها كان- ولا أدري كيف أقولها- الواحد منا نشطاً جنسياً إلى حد ما، يعني كنت ألمس جسدها وهي تلمسني، أعرف أن هذا خطأ طبعاً لكن لم يكن بيدي ولا بيدها.
عرفتها في شهر 12 2008 ، وفي شهر 5 2009 سافرت للإمارات لأعمل، ولم أعدها بشيء قبل سفري فأمور عملي وظروفه هناك لم تكن واضحة آنذاك. استمرت علاقتنا لمدة سنة في الإمارات ولم تنقطع خلالها، بالعكس زادت وثاقة. وتماماً كالمشكلة السابقة؛ بدأنا نتحادث على الانترنت ونستخدم الكاميرا، وعدنا نرتكب أخطاءً كالسابق -فأراها دون ملابس...-.
عدت لمصر وفي نيتي الارتباط بها، وقد كنت عرّفت والدتي عليها وكن يكلمن بعضهن، واتفقت مع أهلي ولرؤية أهلها، وقابلنا أمها وخالتها لكن أمي لم ترتح لهن، وفي الحقيقة كان أسلوبهن منفر فعلاً. زرناهم ثانية لنقرأ الفاتحة ونتعرف أكثر بهم، لكن أمي كرهتم أكثر وأكثر وأخي لم يحببهم، الخلاصة أنه ولأسباب عدة منها مستوى تفكيرهم أو طريقتهم أو أنهم أقل منا لم تنسجم عائلتي معهم.
المشكلة الأخرى أن أباها رجل غير محترم -زبالة-؛ فلا يخاف على بناته ولا عرضه، ويضع خاتماً ذهبياً في إصبعه، والأدهى أن والدتي حين سألت عنه سمعت أنه متورط في قضايا أخلاقية لعلاقاته المتعددة مع النساء. ولكثرة ما كلمّني أهلي في الأمر كرهت حياتي وكرهت الارتباط، أكون مع حبيبتي شارداً، أضحك لكني لست فرحاً، وذهبنا لشراء الذهب فلم أكن سعيداً وحبيبتي لا تشعر بي أصلاً.
الطامة الكبرى أني وقعت معها في كبيرة وعصيت الله، ولك أن تتخيلي شعوري بالضياع والفزع منذ تلك الحادثة، أعرف أنكم ستقولون أنها فتاة سيئة لكنها ليست كذلك فهي تعمل كل ما يمكن تخيّله لأنها تحبني وتريدني معها بكل طريقة، فعندما سافرت للإمارات دخلت هي المستشفى بسبب سفري. مرّ الآن أسبوعان منذ ذلك اليوم لم أكلّمها فيهما، رغم أننا لم نكن نُطق مرور يومين دون أن نتحادث! لا أدري ماذا أفعل؟! هل أكلمها وأتزوجها وأضحّي بأهلها وبالنسب وأغض النظر عن التجاوزات التي حصلت بيننا وأحاول أن أحببها إلى أهلي؟ أم أتركها بعد علاقة عمرها سنة ونصف عشنا فيها الكثير من الأحاسيس والأحلام ورسمنا فيها مستقبلنا؟ أفيدوني بالله عليكم.
بقدر تعبي لحزنها وخذلانها، لكني لا أستطيع نسيان منظرنا ونحن نعمل المعصية وأحس أني لن أتمكن من تجاوز الموقف بسهولة. قد يكون ترددي ناتج في الرجوع إليها أني أخشى الارتباط أو الالتزام أو المسؤوليات؟ لا أدري!
أرجوك لا تترد في الاستفسار عن أي شيء ترغب بمعرفته، ولو توفرت الفرصة لمحادثة طبيب نفسي فسيكون من الأفضل.
آسف للإطالة.
10/08/2009
رد المستشار
لا أعلم، هل حسن حظك الذي أوقع مشكلتك في يدي أم لا؟ ولا أعلم أمن حسن حظك أيضاً معرفتك بالموقع أم لا؟ فدع الأيام ترد على هذين السؤالين. وقبل أن أجيبك عن سؤالك تحديداً لا بد أن أوضح لك عدة نقاط غاية في الأهمية -وبديهية جداً في نفس الوقت- غابت عنك بجدارة عجيبة فانظر معي إليها:
* أنت من أهل بورسعيد؛ فأنت تعرف المكان جيداً، وتعرف أنه يعتبر بيئة فاسدة، وحين فكرت وحسبت حسابات العقل قلت لنفسك لن أتعرف على فتيات من هنا، ما الجديد فيما حدث معها؟ وما الجديد أن أبوها "زبالة"، هل هو الحب؟ فأين هو الآن؟.
* هل الرجل "الزبالة" هو من لا يخاف على بناته ولا يتابع عرضه ويرتدي دبلة ذهبية ويحمل على ظهره عدة قضايا وسمعته تقول أنه "بتاع بنات" فقط؟ فكيف هو الرجل الذي خان أمانة نفسه وأمانة الله سبحانه وتعالى ووقع في كبيرة من الكبائر وخان أهل فتاته حتى لو كانوا "زبالة"؟.
* الفتاة لم تكن تتحدث لشباب ولم تكن تنوي على علاقة معك وأنت الذي فعلت الأفاعيل لتصل إليها واستطعت بالفعل، فهي لم تجرك لما وصلت له، أليس كذلك؟.
* من الذي قال أننا سنقول أنها فتاة سيئة؟! نحن لا نحتاج لمبرر تقدمه لتوضح لنا أنها فعلت هذا لأنها تحبك وترغب فيك، فنحن نعلم هذا جيداً، لكن ماذا عنك أنت؟ هل أنت جيد؟ مؤدب؟ محترم؟ سيحاسبها الله على ما اقترفت وأنت لا؟ هل خطؤكما تتحمله هي وحدها من سمعتها ونظرة المجتمع لها؟ وماذا عنك؟ ماذا عن براءتك أنت أيضاً؟ ماذا عن نظرة المجتمع لك أنت أيضاً؟ ماذا عن تخليك لقداسة وحرمة جسدك؟ أم أنك رجل؟ أم أنك تتصور أني أقول لك هذا لأني امرأة وأدافع عن بنات جنسي؟.
* رغم معرفتك بأن الزواج منها ليس سهلاً، وأن بيئتها فاسدة والحل الوحيد هو أن تقطع رحمها لتتقبلها، إلا أنك تماديت وطلبت وأخذت ما لا يحق لك، بل وتشير أنك لا تستطيع أن تغفر لها ما حدث بينكما ولا تنساه، وتتصور أنك لن تتجاوزه، فلماذا تسألنا إذن؟.
* هل تتصور بحق أن أحدًَ يستطيع أن يقطع رحم أحد؟ هل تتصور حقاً أنك يمكنك أنت تعيش بنصف نسبك؟ هل تتصور حقاً أنك ستكون سعيداً بالزواج منها؟ هل تتصور حقاً أنك ستستطيع أن تحبب أهلك فيها؟ هل تتصور حقاً أن الزوجة التي تدخل الزواج ضعيفة مكسورة قاطعة لنسبها من أجل الزواج ستكون قادرة على إقامة حياة زوجية سعيدة وحقيقية؟.
رغم أنك المخطئ الأساسي في القصة، ورغم أننا تعبنا ممن يتحدثون عن الحب وهم بعيدون عن الحب الحقيقي، ورغم أننا تعبنا من كثرة من لا يفهمون من هم وماذا يريدون في حياتهم وماذا يفعلون فيها وماذا يفعلون بها، ورغم أننا تعبنا من الفتيات المهضوم حقهن واللائي يأتين لطلب المشورة في الكارثة التي تحل بهن ويتحملنها وحدهن جراء ما فرطن فيه مع من أحببن، ورغم أننا تعبنا من الفتيات اللواتي يستشرننا في "هل تقول لزوجها ما كان منها قبل الزواج أم لا؟!" رغم أنك محتاج لأن تكون رجلاً أكثر مما أنت عليه، وأن تكون مسؤولاً عن تصرفاتك، ورغم أنك تحتاج لأن تكون أقرب لله عزّ وعلا وتتقيه وتعرف أن ما فعلته لم يكن "غلطة" ولكنها كبيرة ومن المحرمات التي تحتاج لندم وتوبة صادقة، ورغم أنها فرصة تتعرف على الرب الكريم الغفور العفو لأنه بصدق يتوب على من تاب ويستر كثيراً على عباده، إلا أني للأسف أقول لك لا تتزوجها! ليس بسبب ما قلته من كلام فارغ، ولكن ليصلح حال الدنيا ولا نداوي خطأً بخطأ أكبر منه ويدفع المجتمع ثمناً جديداً لسوء تصرفاتنا وفهمنا, لو تزوجتها لن تكون الزوج الأمين عليها والحافظ لسرها عنها، ولن تكون الزوج الواثق في زوجته بالدرجة الكافية، ولن تكون الزوج المسامح بصدق لزوجته، وهذا معناه حياة زوجية لا تتمتع بالسكن ولا المودة ولا الرحمة التي من أجلهم شرع الزواج بين البشر، وسينتج عنها مشكلات وعدم احترام وقطيعة رحم وتخبط في طريقة تربية الأبناء وبلاء يزداد به مجتمعنا، والمجتمع "مش ناقصك".
أعلم أني كنت قاسية عليك، وأعلم أيضاً أنك أرسلت لنا لأنك ما زلت تتمتع بمساحة من الضمير وبمساحة من المشاعر لها، وقد يكون ذلك هو سبب قسوتي عليك لتتدارك نفسك وتكون أفضل، ولتتوب لله سبحانه وتعالى بصدق وتكفر بالصدقات والتقرب لله عن تخطيك لحد من حدوده، ولا تيأس من رحمة ربنا لأنه أكبر من ألا يعفو عن عبد من عباده، وهو الذي قال عن نفسه أنه غفور ورحيم وتوّاب.
أسأل الله أن تكون قد فهمتني، وأن تتأكد أننا هنا من أجلك ومن أجل من يحتاج أن يفهم ويعرف ويتغير حتى لو كان الثمن أننا نتعب أو لا نُفهم جيداً أو أن نتأكد أنه ما زال مجتمعنا يحتاج للمزيد من العمل رغم أحزاننا عليه ومنه.
ويتبع>>>>> : إيه الحلاوة دي ؟ مشاركة