السلام على من اتبع الهدى،
د. وائل؛ لا شك أن هذا الموقع تجارة رابحة فهي تجارة مع الله، جزاكم الله عنا كل خير.
سيدي، لقد حاولت قدر استطاعتي قراءة الأسئلة المكررة حتى لا أزعجكم بتكرار سؤالي، فإن كان مكرراً أرشدني إلى مكان الإجابة.
الحقيقة هما مشكلتان: أنا وأختي!
أختي تعاني منذ عشر سنوات من مرض الفصام؛ كان شديداً في بدايته حيث كانت تسمع أصواتاً وتتحدث معها وتنفذ ما تطلبه منها، وحاولت الانتحار أكثر من مرة إجابة للأصوات. بفضل الله وافقت على الذهاب للطبيب وأخذت عدة جلسات كهرباء تحسنت بعدها كثيراً، وهي الآن تأخذ zyprexa15mg ونتيجة لآثاره الجانبية تأخذ "أكينتون" لحد يصل إلى شريط يومياً فعادت لها تلك الهلاوس، قال الطبيب أنها نتيجة الأكينتون ولكنها لا تقدر على إيقافه، وتهدد بترك الدواء أو الانتحار. هي طالبة في كلية الطب ويقف تخرجها منذ تلك السنوات على مادة واحدة فقط، تذاكر كثيراً جداً ولا تذهب إلى الامتحان، وإذا ضغطنا عليها تذهب ولا تكتب شيئاً.
إلى أين يأخذها مرض الفصام؟ هل سيأتي اليوم وينتهي؟ أحياناً تنهار في بكاء شديد دون أي سبب، ترى ما سببه؟ كيف نتعامل معها حيث أنها مجابة في كل شيء خوفاً من تهديدها بالانتحار؟ هل هذا الدواء كافٍ؟ مشكله الأكنتون ماذا نفعل معها؟ أممكن أن تكمل دراستها؟ هل تحل الخطوبة المشكلة؟
المشكلة الثانية هي مشكلتي؛ حيث أن أختي ذات مرة حاولت الانتحار بإلقاء نفسها من النافذة ولحقتها أنا من على حرف النافذة، من بعدها وهذا المشهد يتكرر أمامي كثيراً في كل مكان! في أثناء عملي أتوقف فجأة وأجد نفسي أضغط قبضة يدي بشدة. لم أكترث للأمر وقلت أنه من هول الموقف، أصبحت أصاب بنوبات صداع نصفي شديدة جداً تستمر لأيام مع قيء شديد مصحوب بدم. لم أخبر أسرتي حيث مشكلة أختي كافية عليهم. المشكلة أني أصبحت أرى أشياء غريبة مؤلمة جداً؛ أرى شخصاً يعبر الطريق تدهسه عربة، أتوقف لأجد أنه لا يوجد شيء من ذلك! أرى عربات تنقلب، أرى أشخاصاً وأطفالاً يسقطون من النوافذ، أستيقظ فجأة من النوم لأسد النافذة بيدي... لم أعد أنام، أظل يومين وثلاثة تقريباً دون نوم.
هل دخلت دائرة المرض؟
R03;أنا بمفردي، ماذا أفعل؟.
10/08/2009
رد المستشار
الأخت السائلة الكريمة، لك كل التقدير والاحترام.
سؤالك عن أختك وأنها تعاني من الفصام، والآن على حبوب الزبريكسا 15 ملغ وتأخذ الاكنتون شريطاً يومياً وأنها تعاني الآن من الهلاوس. نعم، إن شريطاً يومياً من الأكنتون كثير وهو أيضاً يؤدي إلى الاعتماد ولا يمكنها قطعه بهذه السهولة، ولن يمكن تخفيفه تدريجياً. ويمكن زيادة الزبريسكا إلى 20 ملغم يومياً وحتى 30 ملغ لتجاوز مشكلة الهلاوس وهناك طريقة بسيطة تساعدها في تخفيف الهلاوس وهي تجنب التسمع والإنصات أو استخدام سماعة الأذن لأن ذلك يثبط الهلاوس.
أما الأسئلة الأخرى والتي هي:
إلى أين يأخذها مرض الفصام؟ إلى الفصام بأقصى حد.
هل سيأتي اليوم وينتهي؟ نعم يمكن ذلك، ولكن مع الفترة الطويلة من العلاج فالاحتمال ضئيل.
أحياناً تنهار في بكاء شديد دون أي سبب، ترى ما سببه؟ هناك أسباب نابعة من المرض مثل الهلاوس وضلالات السيطرة وأحياناً الاكتئاب وأحياناً حزناً على نفسها.
كيف نتعامل معها حيث أنها مجابة في كل شيء خوفاً من تهديدها بالانتحار؟ هنا مشكلة وهي استخدمت هذا التهديد لتحقيق مآربها. يمكن للعلاج السلوكي من إعادة تشكيل السلوك وتحتاجين إلى طبيب نفسي يساعدكم في ذلك.
هل هذا الدواء كافٍ؟ نعم، وربما تحتاجون إلى دواء آخر إذا وصلتم إلى الجرعة أعلاه ولم تستجب.
مشكلة الأكنتون ماذا نفعل معها؟ أجبنا عنها، يقلل تدريجياً.
أممكن أن تكمل دراستها؟ حسب تحسن حالتها.
هل تحل الخطوبة المشكلة؟ هذه مشكلة أخرى قد تكون أو لا تكون، ولكن مآل المرض في النساء المتزوجات أسوء من غير المتزوجات.
أما عن قضيتك التي حدثت بعد محاولة أختك الانتحار فهي ما يسمى بمتلازمة الكرب النفسي بعد الشدة، وهذا يحدث عندما يشاهد الإنسان موقفاً مخيفاً ويتكرر عليه بأحلامه، وقد تعاد مشاهد الموقف عليه ويحس بالقلق والخوف وأحلاماً مزعجة عن الحادثة أو ما يشابهها. أما التقيؤ الدموي فربما كثرة القيء يؤدي إلى ما يسمى متلازمة ملري وايس، وتحتاجين لمراجعة طبيب للجهاز الهضمي على ذلك. أما متلازمة الكرب النفسي بعد الشدة فمن علاجه هو معايشة الموقف والتكلم عنه أو الكتابة عنه، وكذلك مراجعة الطبيب النفسي ليساعدك في ذلك.
متمنياً لكما الشفاء ولكافة المرضى.