الدمية الشقية والانحياز للذكور مشاركة 3
السلام عليكم ورحمة الله،
الأخت الفاضلة حطام فتاة أشكرك على تعليقك على رسالتي ومشاركتي أفكارك. بعد أن كنت قد فقدت الأمل في أن يهتم أحد من المسلمين بأخت لهم في الإسلام تستنجد بهم من عذاب الآخرة، ولا تطلب أكثر من آرائهم، حيث أن مناقشة هذا الأمر مع من يعرفوننا أمر مستحيل، بل والأكثر من ذلك أني بعثت بتساؤلاتي هذه إلى اثنين من أشهر الدعاة في مصر وسوريا لكن لا حياة لمن تنادي! لم يرد أحد ولم يهتم أحد إلا الأستاذة الفاضلة رفيف الصباغ التي هزتني دعواتها الصادقات في نهاية ردّها على مشكلتي.
كل تساؤلاتك أسألها آلاف المرات يومياً، ولا أعلم إلى متى؟ ألف لماذا ولا أجد جواباً أبداً، لا معنى لأي شيء، أصبحت حاقدة وغاضبة لكن لا أحد يبالي، حتى أهلي!. أنا، وأنا فقط الملامة على كل شيء، أنا المجرم الأخير.
أستاذة رفيف،
تقولين أن لا أحد يحاسب على من هم أبويه، فما رأيك فيمن رباه أبواه على عدم احترام الآخرين وعدم احترامهما هما شخصياً، ثم يتهمانه بالعقوق؟!. ما رأيك فيمن رأى أبوايه عدوان ينهشان بعضهم بعضاً ويستخدمان أولادهما دروعاً بشريه في حربهماً ضد بعضهما، ثم يستنكرون أن أولادهما معرضون عن الزواج، زاهدون فيه برغم معاناتهم من الوحدة النفسية، ويتهمونهم مرة أخرى بالعقوق؟!.
مثلي كمثل أختي "حطام فتاة" إن تكلمت لن يستطيع أحد إسكاتي.
أختي الأستاذة رفيف،
اعذريني فقد تتكلمين لغة غير مفهومة بالنسبة لي، لغة كنت أتحدثها فيما مضى، كنت أصّبر نفسي كلما اشتدت عليّ الآلام النفسية بالقرآن والصلاة، لسنين كان الله هو طبيبي الوحيد، والله كنت أخجل أن أشكو همي لطبيب والله موجود، لكن للأسف تخلّى الله عني وجفت روحي بالتدريج وذبلت. كم أكره نفسي، أقسم بالله أن المجانين في نعيم.
أليس لهذا الوضع نهاية؟ لماذا يذهب الموت لمن يتمسكون بالحياة ويترك أمثالي؟ أفي هذا حكمة؟ ألوجود أمثالي حكمة؟ لا أريد الحياة ولن أعمر في الأرض فلماذا يبقيني الله عليها؟ أفقط ليثبت أنه قادر علينا؟
كم أشتهي أن أقطع شراييني وأفتح الأبواب للحياة كي تغادر جسدي، لكننا مكبلون ها هنا في هذا العذاب منتظرون أن ننتقل للعذاب الأبدي. رغم ذلك ما زلت أنتظر المعجزة، أنتظر سكينه العقل والروح، أو أن يسكن الجسد.
أساتذتي الأفاضل وإخواني زوار الموقع،
اعذروا لغتي وتفكك أفكاري.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
21/7/2009
الدمية الشقية متابعة ثانية
الدمية الشقية مشاركات
السلام عليكم ورحمة الله، إخوتي الكرام، سعدت بمشاركاتكم جزاكم الله خيراً.
أما أختي وحبيبتي الأستاذة رفيف، كنت وأنا أقرأ مشاركات الأخوة لا أفكر إلا بشيء واحد، فإذا بك تكتبينه بمنتهى البساطة، وهو أني لا أملك أحاسيسي، والحقيقة أني أعذر من شارك في مشكلتي عندما يأمرني أن أقوّي إيماني، فهو لم يذق ما أنا فيه، لم يعرف كيف يكون الحال عندما يفارقك الإيمان بالله، لكنك حبيبتي بفطنتك وإحساسك نفذتي للب مشكلتي: أمري ليس بيدي.
أما بالنسبة لمن يقول أني أسب الله أو أتطاول عليه؛ أعلم أن أفكاري لن أحاسب عليها طالما أني لا أنطق بها، لكن هنا لكون الموقع ذا طابع نفسي فيجب أن أخبر المستشارين كيف أشعر حتى يساعدوني وأطلعهم على أفكاري وأحاسيسي، وهذا ما تعلمته من طبيبي النفسي الذي يقول أنها مرحلة وستمر!.
الأستاذة رفيف،
شكراً على وقتك ومجهودك، أنا في غاية الامتنان لك. وشكراً لمن أسس الموقع وأعطى من نفسه ووقته ليفتح لنا مساحات من الأمل.
السلام عليكم ورحمة الله.
22/7/2009
رد المستشار
السلام عليكم، أختي الغالية،
اعذريني فأنا أحب أن أدعوك بـ"نسمات أمل". أنا متأكدة أنك الآن في أزمة نفسية لا أكثر وأنك ستجتازينها بإذن الله تعالى وأنت أصلب عوداً وأقوى عزيمة، وأنصع حجة وبرهاناً ومعرفة بالله تعالى وبحقيقة نفسك.
جميع ما في رسائلك يدل على وجود براعم جميلة في قلبك من الحب لله، لكن عاصفة الضغوط التي أنت فيها ثارت فهزت هذه البراعم والأغصان التي تحملها.
لكن أرجوك لا تجعلي إيمانك ضحية أخطاء الآخرين، لأنك الخاسر الأول والأخير إن فعلت، ولا تجعلي اللوم على الله عزّ وجلّ فيما نزل بك، لأنه تبارك وتعالى حذر الناس من الظلم، وسيعاقبهم على ظلمهم، فكيف تلقين باللوم على أقداره وهو الذي سينتصر لك غداً من ظلم الناس الذين عصوه؟! هو معك إن ظُلمت، يمسح أحزانك بكرمه وعطائه، والناس يأكل بعضهم بعضاً، ويظلم بعضهم بعضاً، ثم يسيرون فوق من ظلموه فلا يحسون به.
علينا يا أختي أن نرحم أنفسنا وإن ظلمها الآخرون، وأن نكرمها وإن أهانها من لا يعرف قيمتها، علينا أن نرحمها باستمطار الرحمة من الله عزّ وجلّ. لا تظني أن المصائب نزلت بك لأن الله يكرهك ويريد أن ينتقم منك، فـكما جاء في الحديث: ((أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل))، ربما تسألينني لماذا جعل الله تعالى قانونه أن يبتلي عباده الصالحين؟ لماذا لا ينعّمهم في هذه الحياة الدنيا مكافأة لهم على إيمانهم؟ الجواب بكل بساطة: لأنه يحبهم ويحب أن يصطفي قلوبهم الصافية لتنعم بمعرفته؛ إن النعيم يطغي وينسي في كثير من الأحيان، فإذا جاء البلاء أفزع النفس وساقها لتقف بين يدي الله عزّ وجلّ، فإذا وقفت وألحت، وطرقت بابه بصدق، أذاقها جلّ وعلا نعيم الأنس به، فإذا بصاحب البلاء ينعم بحياة طيبة في وسط كمٍّ من المصائب والأحزان!.
إن الله تعالى يبتلي عباده ليتجهوا إليه لا ليلقوا باللوم عليه! قد تقولين لي كنت أعلم هذا ولكنني الآن ذهب إيماني! وأؤكد لك: لم يذهب إيمانك ولكن عاصفة الحزن -أحياناً- تغير المشاعر وتقلبها، فلا تهتمي بمشاعرك الآن لأنها لا تعبر عن حقيقتك. ما زال باب الله تعالى مفتوحاً وهو يدعوك للإقبال عليه، لا تيأسي من نفسك مهما قلت وفعلت في الفترة الماضية، وانفردي بنفسك فاخلي بها عن ضجيج الحياة وكلميها برفق، قد تكوني متعبة الآن فترفض نفسك أي دعوة للانطلاق والأمل، ولكن قولي لها: ارتاحي يا نفس الآن فهذا حقك، ولكنك قريباً ستكونين ذلك المؤمن الذي يقول:
أخي في الأُفْقِ تلقاني * كَنَسْرٍ سابح فيها
وأستعلي بإيماني * على الدنيا وما فيها
ستستعلين على كل المصائب والمحن، وستأخذين بيد من عثروا ليعودوا فيطيروا معك فوق هذه الدنيا مستعلين بإيمانهم بالله العلي القدير.
ومن ضرورات استعلائك أن تتبعي الحق وتروضي نفسك عليه وإن تربت على غيره، أن تتبعي الحق وإن خالفه الناس جميعاً فتستعلين عليهم وعلى نقائصهم، وهذا شأن المؤمن الحر. ومن كان شأنه هكذا لا يهمه ما فعل والداه، أحسنا أم أساءا، فهو يتبع الحق فيعاملهم بالإحسان وإن أساءا وربّياه على قلة الاحترام. هو الآن يعرف الحق وليس بحاجة لأن يربيه عليه أبواه، يعرف أن احترام الأبوين واجب فيحترمهم على كل حال، لا يشترط أن يتبع أبواه الحق فيه، حتى يتبع الحق فيهما، ولا يعاقبهما على تقصيرهما في حقه، بتقصيره في حقهما، لأن محاسبتهما على الله تعالى، وهو حر لا يقيده ظلم أبويه له، ولا يمنعه –هذا الظلم- من اتباع الحق بعد أن عرفه.
إذن: عندما يلوم الأبوان ابنهما على قلة الاحترام، فهو ملوم فعلاً لأن واجبه اتباع الحق في برهما، سواء علَّماه ذلك أم لا... نعم قد يقصر قليلاً في حقهما ريثما يتعلم أصول الاحترام الذي لم يربيانه عليه، لكنه إذا عرف الحق عليه أن يتبعه ولا عذر له ليقول لهما: أنتما السبب! وأنتما اللذان قصرتما في حقي! مهمته أن يتبع الحق، والله يتولى حساب الوالدين في تقصيرهما. لو أننا التزمنا هذا فعلاً لانتهت أسطورة المجرم الأخير ولأصبح هذا المجرم هو البطل الأول منقذ الناس من بعده إذ قطع سلسلة الإجرام، أما لو أبينا وأصررنا على إلقاء اللوم على الآخرين فما أظن إلا أن هذه الآيات تحكي قصتنا، قال تعالى في سورة الأعراف: ((فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ{37} قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعاً قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَـؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَاباً ضِعْفاً مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـكِن لاَّ تَعْلَمُونَ{38} وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ{39})) فكل له نصيبه من العذاب ولا يعذر بضلال من سبقه ومن لم يعلمه الحق...
ولن أناقشك كثيراً في مسألة من يرفض الزواج لفشل أبويه فهذه تحتاج إلى نقاش هادئ مع مختصين لحل تلك المشكلة، وإن كان من البديهي أن فشل الآباء لا يعني فشل الأبناء، فهناك كثيرون يجعلون من فشل آبائهم عبراً ودروساً يستفيدون منها في بناء حياتهم المقبلة والتغلب على المصاعب التي فيها، فالأمر أولاً وأخيراً عائد إلى الشخص نفسه، وإلى نظرته للحياة.
ستعود السكينة إليك لكن اصبري فلا دوام لشيء في هذه الحياة، وستحمدين الله تعالى حينئذ على أنه لم يقبض روحك بل أبقاك لتزدادي من خيري الدنيا والآخرة، هذا اليوم سيأتي حتماً فلا تيأسي.
ولي طلب صغير منك أرجو ألا تخيبيني فيه: قرأت في رسالتك الأولى أنك تركت الصلاة، فأرجو منك أن تعودي فتقفي بين يدي الله تعالى وإن لم تشعري بالقرب أو لذة المناجاة، فقط صلّي الفرائض، واقتصري في الفريضة على أركان الصلاة، فلا تزيدي على قراءة الفاتحة، والركوع والسجودين بمقدار بتسبيحة في كل منهم، ثم التشهد الأخير والصلاة على النبي بعده –صلّى الله عليه وسلّم- مشاعرك لا تهم الآن، فقط تكرمي عليّ فلا تردي طلبي وأدِّ الصلاة على النحو الذي قلت لك وما أظن الأمر صعباً.
وأخيراً سأخبرك بسر! إن الله تعالى قد ميّزك عن غيرك وأكرمك دون أن تشعري– وما أكثر النعم التي لا نشعر بها! مشكلتك هذه قد قدّر الله تعالى لها– دون سائر المشكلات- أن يشارك بها شيخ من شيوخ الشام! لقد شارك في الإجابة عليها الشيخ الدكتور محمد توفيق رمضان نجل الشيخ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي (البوطي لقب اشتهروا به نسبة إلى جزيرة بوطان، لكنه غير موجود في السجلات الرسمية). فقد أطلعته على مشكلتك منذ أرسلتها وكانت الإجابة بإشرافه وبمشاركة منه، وقد طلبت منه مؤخراً بعد أن أطلعته على مشاركة "حطام فتاة" وعلى ردك عليها، طلبت منه أن يعلق فيكتب لكما معاً، وقد تكرم بكتابة هذه السطور رغم كثرة مشاغله فجزاه الله خيراً. وها هو رده:
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الأخت الفاضلة الأستاذة رفيف حفظها الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قرأت ما عرض عليّ من كلام الأختين الكريمتين، وعجبت أن تشعر فتاة واعية بالضيق من أنوثتها، أو تعترض على أن الله خلقها، وهل تقوم الحياة إلا بالأنثى التي تمثل أسمى المعاني الإنسانية في أمومتها أماً وفي توددها ابنة، وفي تحقيقها لمعنى التكامل مع الرجل زوجة؟!.
رزقني الله تعالى ابنتين هما عندي أثمن ما في دنياي، زوّجتهما فازدادت محبتي لهما وتقديري لبرهما. لقد رأيت فيهما ألطف معاني الأنوثة الرقيقة عندما تكون الأنثى بنتاً بارة صالحة.
وامتدت محبتي منهما لما رزقهما الله من ولد فإذا بأولادهما يدرجون أمامي يمثلون طفولة الابنتين بصورة متكررة جميلة... أشتاق لابنتي لأنهما ابنتاي... وأشتاق لأولادهما لأنهم امتداد لابنتي أرى في عيونهم صورة الطفولة الرقيقة التي تملأ قلبي سعادة وحبوراً... وهل أرق من قلب الأنثى السوية، أمّاً وبنتاً وأختاً وزوجة؟!
وهل تتم قصة الوجود إلا من خلال هذا التكامل بين الرجل والمرأة؟!.
أمّا لماذا خلقني الله؟
خلقني الله لأدرك أقدس وظيفة لمخلوق في هذا الوجود، كل ما في هذا الوجود يؤدي وظيفة عمارة الكون مسيراً لا مختاراً... منفعلاً لا فاعلاً، أما الإنسان فإنه يمتاز بأنه عاقل له اختيار وإرادة، ومن ثم فإنه يمارس وظيفة عمارة الكون بإدراك واختيار.. إنه يمارس سيادة في هذا الكون سمّاها الله تعالى (الخلافة).
كل ما في هذا الكون يؤدي وظيفته، والإنسان يمتاز بأنه يؤدي وظيفته من خلال تعاليم ومعرفة تفتقر إليها سائر المخلوقات... لقد شرّف الله الإنسان عندما خلقه في أحسن تقويم... ثم ردّه عندما كفر بنعمته إلى أسفل مكانة؛ وهكذا يظهر الإنسان -الذي انحدر يوم جحد نعمة ربه وقابل نعمته بالكفران- وحشاً ضارياً تشمئز من همجيته الوحوش، وهل غير الإنسان صنع أسلحة الدمار لقتل الإنسان؟.
وفي الوقت ذاته رفع مكانة من عرف نفسه وأدرك وظيفته وتحمل مسؤوليته.
أما نعم الله على الإنسان فليس أقلها العقل الذي أدرك حقيقة الكون وموقعه منه، نعمة الصحة والبصر والهداية والفهم والاختيار والسيادة في الكون يوم سخر له ما في السماوات وما في الأرض.
أعجب من حال الإنسان، لو أنه أطعم كلباً بعض العظام والخبز لتعلق به صديقاً وفياً يدافع عنه ويتمسح به ويقف على بابه وفاء لإحسانه، ولو أن طبيباً عالجه من مرض خطير حتى تم شفاؤه وعني به أتم العناية، ثم أخذ أجرته فإن هذا المريض يظل يلهج بالثناء على هذا الطبيب. لقد غرق الإنسان في بحر نعم الله ((وإِنْ تَعُدُوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوهَا)) ومع ذلك يعترض عليه ويقول لماذا خلقتني؟
أنا عبد ككل شيء في هذا الكون ومظهر لربوبية الله وعظمته فإن كنت صالحاً تجلّى في صلاحي إحسان مولاي وهدايته، وإن كنت غير ذلك تجلّى في تقصيري وسوء فعلي العبرة والعظة لكل عاقل.
خلقني لأسعد بمعرفته.. وطاعته ومنهج هدايته، فإذا تنكبت عن درب السعادة تركني لما اخترت لنفسي من شقاء أوقعت نفسي في أوديته ((إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا))...]]
أسأل الله تعالى أن تكوني قد استشعرت فضل الله تعالى عليك، وتقصيرك نحوه، لتقبلي إليه على خجل ووجل، وحب وأمل.
ارفقي بنفسك واصبري عليها ريثما تهدأ عاصفتها، وثقي أن الحياة مشرقة ليست بهذه القتامة التي ترينها بها... واستعيني بالله وانهضي من هذه الكبوة، ولك البشرى بإذن الله.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>> الدمية الشقية م 1