أهاب الزواج
عندي مشكلة كبيرة حصلت في صغري وأثّرت بي جداً، وتجعلني دائمة الشك في نفسي، وحالياً أمارس العادة السيئة أحياتاً بسببها؛ لقد تعرّضت لاعتداء في طفولتي.
لقد زرت طبيبة وأكدت لي أن لا ضرر وقع، ولكني أخاف الشباب عموماً وأرفض الزواج، أحس أنه أمر يصعب عليّ مواجهته، وأني سأواجه مشاكل في ذلك. هل سينتقم الله مني لممارستي العادة السرية؟ أنا أبتعد عن كل من يتقدم لخطبتي وأحاول حمله على كراهيتي، ومرعوبة من الزواج.
ساعدوني بالحل
28/7/2009
رد المستشار
السلام عليكم.... الأخت الكريمة،
أشكر لك طلبك للمساعدة ورغبتك في التغيير، فكلنا يخطئ في حق نفسه، أو يصادف من يخطئ في حقه، وقد يكون لبعض هذه الأخطاء أثر بالغ في حياتنا، ولكن ما دمنا نرغب في التغيير ونخطو خطوات نحو الحل فجميع المشكلات تصبح مجرد خبرات نمرّ بها في النهاية، أما الخطورة الكبرى فهي تكمن في استسلامنا لما يجري دون أي رغبة في التغيير.
لهذا فالله عزّ وجلّ عندما يدعونا إلى التوبة دائماً، فإنه يدعونا إلى إجراء التغيير إلى الأحسن في حياتنا دائماً وفي كل لحظة. فإذا كنت دائمة التوبة والندم وما زال قلبك عامراً بحب الله عزّ وجلّ ومراقبته والخوف منه، ولكنك تزلّين بسبب ضعفك البشري -الذي لا يخلو أحد منه- فالله جلّ وعلا أكرم من أن يجعل من أخطائك هذه مصدر شؤم لمستقبلك كله، وكما جاء في الحديث: ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له)). إنما الخطورة كل الخطورة في الذي يصرّ على سيئاته ويبارز الله تعالى بها دون حياء، فهذا هو الظالم الذي يمهله الله تعالى ولا يهمله، ويجعل أعماله شؤماً عليه في الدنيا والآخرة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم فيما يرويه عن ربه عزّ وجلّ: «أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ. ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي. فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ» [متفق عليه] قال ابن حجر في فتح الباري: (وَقَوْله: "اِعْمَلْ مَا شِئْت" مَعْنَاهُ: مَا دُمْت تُذْنِب فتَتُوب غَفَرْت لَك). فإذا كان شأن الله الكريم مع المذنبين إذا تابوا وأنابوا، وإن عادوا للذنب ألف مرة دون إصرار، فما بالك بالذين لم يكن الذنب من جهتهم، بل أذنب غيرهم في حقهم؟.
أختي الكريمة،
أما العادة السيئة، فاجتهدي على التوبة منها بصدق، والعزم على عدم العودة لها أبداً، ثم لا تخشي منها على مستقبلك. وأما ما حصل معك في الصغر فلا تؤاخذين عنه أصلاً وليس الذنب ذنبك، وأحسني الظن بالله تعالى دائماً، وبأنه لن يخيبك في المستقبل، وهو عند ظن عبده به.
وأما الخوف الذي تشعرين به فهو أثر نفسي لما حصل معك، يمكنك التخلص منه عن طريق طلب المساعدة القريبة من معالج نفسي ليأخذ بيدك ويساعدك في إزالته. وفقك الله وخفف عنك.
* ويضيف أ.د وائل أبو هندي، الابنة الفاضلة، أهلاً وسهلاً بك على مجانين، وشكراً على ثقتك. ليست لدي إضافة بعد ما تفضلت به مجيبتك الأستاذة رفيف غير أن أنبه إلى ضرورة أن تكوني جاهزة ومستعدة لرواية الكثير من التفاصيل للمعالج أو المعالجة النفسانية، فلن يكون مفيداً أن تشيري إلى المسألة بحادثة الطفولة، ولكن لا بد من ذكر التفاصيل وتفاصيل التفاصيل، وكيف فهمتها في وقتها وكيف تفاعلت معها وتفاعلت معك بعد ذلك وهكذا.... أهلاً بك، وتابعينا بعد بداية العلاج بأخبارك.