ذو وساوس دينية جنسية هل يستحق الزواج؟ م
السلام عليكم ورحمة الله،
أنا يا دكتور صاحب الاستشارة ذو وساوس دينية جنسية هل يستحق الزواج وأريد أن أعرف هل اقتحام الفكرة التسلطية الكفرية على ذهني يغيّر من النية الأصلية؟ مثلاً عند الصلاة أشعر أني فعلاً أسجد للحائط الذي أمامي فهل هذا يغيّر من النية هي أنني أسجد لله أصلاً؟ مح حصول ذلك الفعل عقلياً؛ يعني أنا في عقلي أقول أني أسجد للحائط فعلاً مما اضطر إلى رفع رأسي، وأيضاً عند ممارسة عملية الاستمناء تأتيني الأفكار ذاتها، والارتباط ذاته! لكن ممكن أن يذهب الوسواس الناتج عن الاستمناء عند قطع عملية الاستمناء في حينها أو في لحظتها وتقتحم هذه الأفكار ذهني، فهل يغيّر من النية الأصلية وهو عملية الاستمناء مع علمي أن الاستمناء حرام وأصبح في هذه الحالة كافراً؟؛
وهل يوجد تناقض مع الشريعة الإسلامية ومرض الوسواس القهري وما يحصل منه؟ وهل الكفر من شخص مريض بالوسواس هو نفسه من شخص سليم؟ وبشكل عام، هل ممكن أن يصل الرجل بالكفر إلى حد لن تقبل توبته؟ وهل الاستهزاء بالخالق يؤثر في قبول التوبة؟ وهل بعدها ممكن أن يكون رجلاً صالحاً ويتزوج امرأة صالحة؟ دائماً أسال نفسي هذا السؤال، وقد فررت الآن الخطوبة لكن تراودني نفس الأفكار والخوف وشعوري أني لا أستحق الزواج، أو أن كفري لم يكفره أحد... والله أعرف أنه من أثر الوسواس، لكن هذا يحصلي معي فعلاً، فأنا أريد منك حلاً عملياً لهذا.
وأسأل نفسي كيف يغفر الله لشخص استهزاء به بأشد صور الاستهزاء وأقبحها، كيف؟ أريد تعليقاً على ذلك، وممكن أن تردوه لمفتٍ لأني أريد رأي المفتي أيضاً بجانب رأي الطبيب النفسي.
وشكراً.
18/08/2009
* ثم أرسل نفس السائل بالبيانات التالية (فارس، أعزب، مدرس، ملتزم، تعليم عالٍ، مسلم، فلسطين) يقول:
هل اقتحام أفكار كفرية ذهن الإنسان مع عمل معصية غير مكفرة في الأصل كالاستمناء، يغيّر في نية أنني أمارس الاستمناء فقط أم تصبح النية كفراً، حيث أشعر أنني أكفر بممارسة الاستمناء كفراً فيه شدة بالوقاحة؟ مع كل ما هو معظم ومقدس، فهل ذلك يغير بالنية الأصلية؟ وأيضاً عندما أصلي أشعر أنني أسجد لمن هو أمامي، فهل ذلك يغيّر في النية الأصلية وهي أنني أسجد لله أصلاً؟ هل شرود الذهن له علاقة في تغيير النية؟ حيث دائماً في كل أفعالي سواء حرام -ليس كفراً- أو عبادة كالصلاة أو الوضوء يشرد ذهني إلى أشياء فيها كفر ويعطيني شعوراً أنني أعمل شيئاً كفراً فعلاً، فما رأيكم؟ أنا ذهبت لطبيب نفسي وقال لي أنت مريض بالوسواس القهري.
18/08/2009
رد المستشار
السلام عليكم،
أظن أني قد أجبت عليكما –أو عليك فالسائل يبدو واحداً- في استشارة سابقة ولكن لا بأس من التكرار، لكن بشرط أن يكون لهذا التكرار جدوى، وأن تبدأ بتطبيق العلاج من الآن مهما كلّف الأمر، وإلا فهذه الإجابات لن تفيدك شيئاً.
أجيبك عن كل أسئلتك التي سألتها بجواب واحد وهو: لا
لا؛ لا تصبح النية كفراً عندما تقترن الأفكار الوسواسية بعملية الاستمناء.
لا؛ لا تؤثر الفكرة الوسواسية التي تقول لك إنك تسجد لغير الله على نية سجودك لله.
لا؛ الأفكار الوسواسية ذات المحتوى الكفري لا تؤثر على شيء أبداً أبداً أبداً، ووجودها وعدمها سواء.
لا؛ لا يوجد تناقض بين الشريعة الإسلامية وبين الوسواس القهري وما يحصل منه، فهي تعتبره مرضاً لا يؤاخذ الإنسان عليه، ولا يترتب عليه حكم، وهذا ما تم تبيينه بوضوح في منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري، وفي سائر الأجوبة الفقهية على أسئلة الموسوسين.
لا؛ الرجل لا يصل بالكفر إلى حد لن تقبل توبته، هذا أولاً، وثانياً أنت لم تكفر حتى تشغل نفسك بهذا السؤال.
أنت يا أخي لا تريد أن تصدّق! ولعل هذا سبب إرسال الأسئلة باسمين مختلفين، فهل أنت تشك في إجابتي وتخاف أن أجيبك بجواب وأجيب غيرك بجواب آخر؟! إني لا أجيب جميع الموسوسين على وجه الكرة الأرضية إلا بجواب واحد: هذه الوساوس لا قيمة لها لا في الشرع ولا في الواقع، ولا تغير من الأحكام شيئاً.
أظن أني وضعت من البراهين –عندما أجبتك سابقاً- ما يكفي لإقناع العقل، فإن أبى شعورك أن يصدق فهو وشأنه فهو لا يهمنا!.
وإن كنت تريد حلاً عملياً:
1- عد إلى منهج الفقهاء في التعامل مع الوسواس القهري، وإلى جميع الأجوبة الفقهية المشابهة لحالتك، فاقرأها مراراً وتكراراً حتى تثبت الأحكام والأدلة في عقلك تماماً، وكرر هذه العملية كلما راودك الشك وعادت إليك التساؤلات.
2- ابدأ بالتطبيق فوراً مهما شعرت بالقلق فالعذاب الذي تشعر به سيزول شيئاً فشيئاً، أما إن بقيت على هذه الحال وخشيت من تطبيق العلاج فستبقى في عذاب أليم لا يزول بل يزداد يوماً فيوماً.
3- لا تشغل نفسك بمناقشة الأفكار واصرف ذهنك إلى أي فكرة أخرى، لأنك تضيع وقتك وعمرك في شيء أجمع الفقهاء والأطباء على سخافته وعدم قيمته وعدم تأثيره في تغيير الواقع!! إياك أن تفكر في أنك كافر أم لا؟ اقطع الفكرة فوراً عند هجومها وتابع أعمالك، قد تحتاج لأن تقطعها مراراً وتكراراً في الدقيقة الواحدة، ولكن هذا لا يهم. اصبر وتابع علاجك فنتائجه ستكون طيبة.
4- عليك أن تكون قوياً وحازماً مع نفسك، وإن أبت الاقتناع بأنك غير كافر فقل لها: نعم أنا كافر وأريد أن أتزوج مسلمة، وأنت أيتها الوساوس لا شأن لك!!
5- استعن بالله وأقبل على الزواج وأنت تحمل شعوراً بالتحدي لجميع وساوسك، واحذر أن تكون ضعيفاً أمام تلك الوساوس الكاذبة! ولكن أخبر من تتقدم إليها بما تعاني منه حتى تتفهم وضعك تماماً.
6- إذا لم تقبل أنت على العلاج السلوكي بإرادتك فلن ينفعك أحد، ولن تنقذك إجابة ولا طبيب ولا دواء، فقرر من الآن وإلا فلن يكون جوابنا لك إلا: راجع الاستشارة السابقة!!
7- أرجو أن تقرر وتسارع في التطبيق وأن تخبرنا بنتائج معاركك مع الوسواس والانتصارات التي حققتها فليس للانهزام مكان على هذا الموقع!.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> ذو وساوس دينية جنسية هل يستحق الزواج؟ م 2