أفكار تسلطية عدوانية: سأجرح الغشاء
تأتيني وساوس أنني سأجرح غشاء البكارة وأنا أكره هذه الأفكار جداً، فهي تنغص حياتي وتختفي وحدها. استمرت لمدة سنة ونصف وأنا أقول لنفسي سأذهب عند طبيبة للتأكد من سلامة البكارة وأقول "لا، أنا لا يمكنني" لا أستطيع أن أصف لكم حالتي، ثم بعد ذلك تأتيني أفكار كأنني سأجرح بكارة بنات عائلتي فأبتعد عنهن لكي لا أؤذيهن، لأرتاح لأنني لو اقتربت منهن سأجرح بكارتهن! أنا أكره هذه الأفكار جداً، أرجوكم ساعدوني.. أنا أجمع حالياً النقود للذهاب عند طبيب نفسي.
أما استفساري هو: هل أنا فعلاً ممكن أن أكون قد جرحت نفسي أو أحد من عائلتي؟ لا، لا يمكن أن أفكر هكذا. أرجوكم ساعدوني، علمت أني مريضة بالوسواس القهري، فهل هذه الوساوس يمكن أن تطبق في الواقع والعياذ بالله؟ لا،لا، أنا لا يمكنني أن أسامح نفسي لو آذيت أحداً أو حتى نفسي. أنا مقبلة على الدراسة ودائماً أحصل على المرتبة الأولى، لكن هذه الوساوس خربت حياتي سواء النفسية أو الدراسية. أرجوكم ساعدوني، فأنا فتاة متدينة ويضرب بي المتل بالأخلاق والتفوق الدراسي وعندي طموح كبير جداً، وأريد استغلال وقتي في الجد والمثابرة لبناء مستقبلي وليس في الوساوس، أنا حتى رافضة أن أتعرف على أي شاب حتى أخطب في المستقبل.
18/08/2009
رد المستشار
السلام عليكم، الأخت الكريمة "كوثر"،
فعلاً أنت مريضة بالوسواس القهري، وهذا الوسواس عادة يأتي في أشياء يكون لها أهمية في حياة الموسوس، ونظراً لأن للدين عندك والأخلاق والعفة أهمية كبيرة في حياتك، فقد جاءك الوسواس من هذا الباب. والمعروف عن الوسواس أنه مجرد فكرة لا أكثر وليست أمراً حقيقياً ولا يمكن أن تتحقق في الواقع، ولكن صاحبها يعتقد تحققها فيخاف منها ويقلق، لهذا أول شيء عليك أن تعلميه وتؤمني به أن هذه الوسواس مجرد فكرة لا أكثر وأنك لن تقومي بتحقيقها، فليس كل فكرة تأتي الذهن تجد طريقها إلى الواقع، وخاصة إذا كنا نكرهها. وإذا كان إيمانك بهذا قوياً فستستطيعين أن تطبقي العلاج الفعال للأفكار الوسواسية، وهو الإعراض عن الفكرة والاشتغال بغيرها.
هذه الوساوس إذا كانت مجرد أفكار سخيفة ولن تخرج إلى الواقع، فهذا يعني أن من إضاعة الوقت الاشتغال بها، وإذا كان من إضاعة الوقت الاشتغال بها، فأعرضي عنها واشتغلي بدراستك وطموحاتك الأخرى. وإذا جاءتك الأفكار أنك ستؤذين بنات عائلتك فلا تبتعدي عنهن وابقي بجانبهن مهما كان قلقك شديداً، وبعد عدد من المرات ستجدين أن قلقك من الجلوس أمامهن قد ذهب.
ثم إذا جاءتك الأفكار فاستعيذي بالله من الشيطان واتفلي ثلاث مرات عن يسارك، وكرري أيضاً عبارة: (الله أعزّ وأجلّ وأكبر مما أخاف وأحاذر) مستشعرة معناها، وهي جملة مأخوذة من ورد الإمام النووي، وقد جربتها مراراً في إزالة الخوف والقلق وكان لها الأثر الكبير. وإن استطعت أن تقرئي ورد الإمام النووي كله فلا تقصري، وهو عبارة عن أذكار واردة في السنة أو ورد ما في معناها كان الإمام رحمه الله يداوم عليها.
لكن من صفات الأفكار الوسواسية أنها لحوحة لا تذهب في يومين أو ثلاثة، بل تحتاج إلى صبر ومثابرة، فلا تملّي من المداومة على العلاج وستخف هذه الأفكار شيئاً فشيئاً إلى أن تذهب نهائياً. ولا داعي للحزن أيضاً من بشاعة ما يأتيك لأنك تنالين عليه ثواباً، لأن الفكرة إذا كانت غير صالحة وكنت تكرهينها ولا تنفذينها فهذا دليل على قوة إيمانك وكلما ألحت فلم تستجيبي كان لك بمخالفتها أجر ومثوبة، فافرحي إن داهمتك الأفكار لأنها تزيد من حسناتك وتثبت أنك قوية لا تخضعين لنداء المعاصي، إضافة إلى ثواب الصبر.
وأخيراً أرجو من الله تعالى أن ييسر لك الذهاب إلى الطبيب لتناول الدواء اللازم لأنه سيساعدك على طرد الأفكار بسرعة ويسر.
عافاك الله.