السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أدخل في مشكلة حياتي كلها... أنا طالبة في كلية الصيدلة وعلى مستوى عالٍ من الفكر والمستوى الاجتماعي أيضاً ولكني لا أحب الاختلاط بالناس على الإطلاق، أفضل دائماً الجلوس وحدي، لا أستطيع مناقشة أحد في أي موضوع إلا إذا كان موضوعاً علمي فإني أتحدث بلباقة. أخجل جداً من أي كلام فيه ثناء عليّ.
أنا في البيت مرحة وألعب ومن الممكن أن أرقص... كأي بنت، لكن خارجه لا يمكن لأحد أن يتخيل أني قد أتصرف بتلك الطريقة لدرجة أن بعض أقاربي سألوا أخواتي مرة: "أتتكلم معكم كما يفعل بقية الناس؟" لدى الآخرين انطباع أني معقدة، والذين لا يعرفونني معرفة شخصية يظنون أني متكبرة ومغرورة، وذلك لأني لا أقدر على التكلم مع من لا أعرفهم.
عندما كنت في الثانوية العامة مثلاً، إن لم أفهم ما يشرحه المدرّس فإني لم أكن أجرؤ أن أطلب منه أن يفهمني إياه على الرغم من أهمية تلك المعلومات، فأحاول أن أشرحها لنفسي أن أفهمها وحدي. وأذكر أني في حفل زفاف أختي كنت أقف بجانبها فقط، لم أشاركها في أي شيء، مما عرضني للانتقاد ودفع من حولي لحثّي على التحرك، فالمفروض أن نحتفل في تلك المناسبة. إحدى صديقاتي جريئة جداً وفي منتهى خفة الدم؛ تمازح وتتحدث مع أي أحد ولها علاقات كثيرة جداً والجميع يحبونها جداً، أنا أشعر بالنقص نحوها. ما أعرفه عن نفسي أني لست اجتماعية البتة وخجولة جداً فوق العادي وأتمنى أن أكون جريئة.
آسفة على الإطالة،
ويا رب أرجو أن أكون قد شرحت المشكلة جيداً.
18/08/2009
رد المستشار
إن ما تعاني منه الأخت العزيزة هو خجل يعوقها عن الاندماج مع الناس مع اعتراف منها بأنها لا تحب الاختلاط مع الناس وتخاف من الكلام على الملأ وهناك خوف من رموز السلطة (الأستاذ بالمدرسة) وهذه مظاهر الرهاب الاجتماعي وهو مرض يتجنب صاحبه الاندماج في المواقف الاجتماعية المختلفة إيمانا منه بأنه سيقول أو يفعل ما يحرجه أو يؤخذ عليه ويصاحب المواقف قلق بأعراضه المختلفة التي تظهر على الشخص مثل (رعشة- عرق- خفقان القلب.... إلخ)
إن المهارات الاجتماعية والذكاء الاجتماعي هما ركيزتان يعتمد عليهما الشخص لينجح في تعاملاته مع الناس بالعمل أو بالحياة الخاصة ولما كانت تلك الملكات مشكلة لدى البعض ممن يفتقدها مثل مرضى الرهاب الاجتماعي كان يجب أن نتعلمها، والمهارات الاجتماعية الأساسية هي:
* قدرة الشخص على البقاء هادئا في المواقف المولدة للقلق
* مهارات الاستماع للآخرين: أن تشعر الآخرين باهتمامك
* التعاطف الفاهم: وضع الآخر محل الاهتمام وتقليل سلوك مراقبة الفرد لنفسه يقلل الخوف وذلك يعني قدرتك على أن تشعر بإحساس المريض ولكن في الوقت نفسه تتضح رؤيتك للأمور والحلول الصحيحة بخلاف صاحب المشكلة
* القدرة على التواصل والتفاهم مع الآخرين
* إحسان التصرف أو لكل مقام مقال
* لغة الجسد والتواصل بالنظر (بالعين)
يقوم الطبيب النفسي بملاحظة سلوك الفرد واستجاباته في المواقف المختلفة حتى يعرف الديناميات الخاطئة ويوجه مريضه للسلوك الهادف
واقرئي على مجانين:
عفواً على الإزعاج: رهاب اجتماعي
رهاب اجتماعي ووالدي المسؤول
لماذا تجتر ماضيك؟!
الرهاب الاجتماعي ونقص تقدير الذات مشاركة
شبح الرهاب... كيف أتخلص منه؟
ويتبع>>>: خجولة فوق العادي وأتمنى أكون جريئة! م. مستشار