السلام عليكم
هذه المشكلة بدأت معي منذ 3 أو 4 سنوات أنا فتاة اجتماعية ومرحة ومنذ بالبداية أخبركم إني لا أعاني من أي مرض نفسي ولكني أعاني من أفكار مزعجة تراود ذهني بشكل هستيري -هستيري بالنسبة إلي- وأريد التخلص منها لأنها تعيقني المهم سأتحدث معكم بتفصيل أكثر عن هذه المشكلة منذ 4 سنوات قمت بتغيير صفي لأذهب إلى صف جديد وطالبات جدد للأسف لم أتأقلم على الإطلاق معهن كنا فتيات لئيمات جداً دائماً يحاولن إزعاجي وإيذائي من حيث السخرية على كلامي والتعليق علي وعلى تصرفاتي بطريقة تحرج مشاعر أي إنسان كان -أريد التنويه على أني لست حساسة جداً- وللأسف المعلمات دائماً يقفن بصفهن أنا مجروحة ومتألمة واكتشفت أني بحاجة فترة من الزمن كلي تلتأم جروحي منهن هن وبصراحة يصبن كرامتي في أحاديثهن وتعليقاتهن أنني أعود إلى المنزل وأبكي من تصرفاتهن معي حتى واللي بدؤوا بالانزعاج.
المشكلة أني ومع الزمن صرت انطوائية أكثر ولم يبقى لدي أي أصدقاء والمشكلة أن طبيعة المكان الذي نقطن فيه لا تساعدني فنحن نعاني مشكلة في المواصلات والخروج من المنزل حتى لإحضار الأساسيات لذلك يصعب علي أن أخرج مثلاُ لنادي رياضي وأتعرف على فتيات كما أن والدي يغيبان عن المنزل لفترات طويلة كانت حالتي متدهورة جداً في السابق أي منذ 3 سنين كانت حياتي ومن دون مبالغة أحلام يقظة بالدرجة الأولى وأفكار سلبية من الدرجة الثانية كانت هناك أفكار رهيبة تبكيني يوميا لساعات كنت أعاني من آلام في الرأس وصداع وتضارب دقات قلب ودوخة وارتفاع درجة حرارة هذا كله كما أذكر وذهبنا إلى العديد من الأطباء كلهم اعتقدوا في البداية أني مصابة بفقر دم ولكن تحاليلي أثبتت أني لست مصابة به أذكر أن آخر طبيب زرناه كان يثق بكلامي حيث أصبت بخيبة أمل و بت أشعر بأني كاذبة فقال أنه قد تكون جميع هذه الأعراض بسبب حالتي النفسية وتعاطف معي لكوني وحيدة أجلس في البيت لوحدي.
أود أن أعطيك مثال للأفكار التي كانت تراودني: (أن جميع الناس منزعجون مني ولا أحد يحبني وجميعهم حاقدون علي حتى أقرب الناس إلي أمي وأبي) (أن العالم في حال عدم وجودي) الفكرة الأخير كانت تبكيني دائماً وتجعلني أضع الانتحار في عين الاعتبار قمت بمراسلة العديدة من الإحصائيين الاجتماعيين عن طريق الإنترنيت وكما راسلت أطباء نفسانيين جميعهم استبعدوا إصابتي بأي مرض نفسي حتى مع ذكري لهم بفكرة الانتحار فهل طبيعي أي إنسان أن يفكر بالانتحار؟
مع العلم أني أعلم الآن في صميمي أني لست مصابة بأي مرض نفسي بالعودة إلى قصتي استفدت كثيراً من نصائح الخبراء الذين راسلتهم ومن تجارب الناس التي اطلعت عليها عن طريق النت المتعلقة بأحلام اليقظة لقد استفدت كما ذكرت ولكني لم أشفى بعد أنا كل ما أريده استعادة كرامتي والدفاع عن نفسي والآن سأذكر لكم مواجهة صارت بيني وبين فتاة لسبب تافه جداً المهم أنها بدأت بالصراخ علي وأنا مثل العادة أصاب بالصدمة والخوف وينشف حلقي ولا أتكلم وأرتجف كلما صار بيني وبين أحدهم مواجهة أو إذا بدأت معلمة بالتحدث إلي ولعل هذا هو السبب الذي يدعوهم بالسخرية مني المهم وبعد أن صرخت علي تلك الفتاة وبدأ الجميع بالسخرية والنظر إلي بالدونية بعد حصتي تقريباً استجمعت قواي وبصقت في وجهها طبعاً بعدها لم يعد أحد يحادثني على الإطلاق وكل من مر بقربي يسخر مني وأنا كالعادة أرتجف وأخاف ودقات قلبي تتسارع بشكل لا يوصف ووجهي يصفر وبين كل فترة أذهب إلى الحمام.
مختصر أبين أني ضعيفة لأبعد الحدود وهذه الأمور تحدثي معي حتى وإن سألتني معلمة سؤال أمامهن الغريب الذي وجدته في نفسي أنه عندما سافرنا خارج البلاد وقابلت أناس جدد مختلفين عنهم تماماً تحسنت نفسيتي كثيراً وتغيرت نظرتي للناس وكنت سعيدة بخلاف ما كنت عليه من سنوات وما إن رجعنا إلى حيث كنا وحادثت فتاة من مدرستي حتى وجدت نفسي محصورة نوعاً ما وإن بنسبة أقل مما كنت عليه ولا أعرف ماذا أقول لقد اكتشفت أني فتاة مرحة واجتماعية وتحب الطبيعة عندما سافرنا لقد وجدت نفسي سعيدة عندما كنا على قمة أحد الجبال والمظاهر الخلابة أمامنا هذه أمور لم أكن أعرفها عن نفسي لقد جلست واستمتعت مع فتيات من سني مع أنه مضى على جلوسي هكذا مع فتيات سنين.
أنا لم أذكر لكم كيف هي حياتي في السابق كنت أقضي وقتي بين الإنترنيت والتلفاز وأحلام اليقظة والتخيل وطبعاً أفكار سلبية والآن ما إن عدنا حتى رجعت أقضي كل وقتي في التلفاز وأحلام اليقظة والإنترنت وأفكار ولكنها ليست بحدة تلك التي تكلمت عنها فهي مثلاً إن أردت مقابلة فتاة وأنا أجهز نفسي هناك صوت في رأسي يقول هذه الفتاة قبيحة إن بدوت جميلة ستغار منك وتؤذيكي كما أنه يوجد أفكار أخرى تدعوني بالغرور بشكل لا يوصف مثلاً أني فتاة اجتماعية وأستطيع فعل ما أريد وأنا مرحة سيحبني الجميع أنا أخيراً اكتشفت صفة جيدة في شخصيتي وأخاف إن ظلت هذه الأفكار تتردد أن أفقد بالنهاية هذه الميزة المهم بدأت أعود بالتدريج إلى ما كنت إليه ومجرد التفكير بأولئك الفتيات يخوفني.
أنا كل ما أريده مستشاري العزيز أن تساعدني لكي أستعيد كرامتي وأرد الأذى عني وأعيش حياة طبيعية مثلي مثل أي فتاة
وأرجوكم في نهاية كتابتي لهذه الأسطر هناك فكرة في رأسي تقول بأن من يقرأ هذه الرسالة سيكرهك ويحقد عليك.
18/08/2009
رد المستشار
الابنة الكريمة... لن أكرهك ولن أحقد عليك... بل على العكس سأدعو لك بالتفريج والراحة والطمأنينة..
مشكلتك باختصار هي ضعف المهارات الاجتماعية وحسب، وعدم فهم الآخرين الناجم عن ضعف في فهم الذات...
والحل مع مشكلتك...
التدرب على المهارات الاجتماعية كمن يتعلم على السباحة وهو يخاف من الماء، كيف يتصرف ليكون سباحاً ماهراً؟!..
والجواب: مسبح أي ماء –مدرب– تدريب يومي لعدة أسابيع.
وأنت تحتاجين عدم تجنب الناس واستمرارية الاحتكاك معهم مع مدرب. بالمناسبة كيف حال علاقتك مع أمك؟! لأنها أفضل مدرب لك؟! أو الجلسات النفسية مع معالج سلوكي.
ثم تقليل الحساسية من الآخرين وهضم سلوكهم قبل الرد عليه، ودائما خاطبي نفسك بشكل إيجابي ((بسيطة ما كانوا يقصدوا – استرخي ما في داعي للتعصيب)) وهكذا حتى تهدئ نفسك وتعتاد الردود الهادئة الحكيمة. وأرى أنه من المفيد تبديل المدرسة الحالية.
تابعينا بأخبارك.. أتمنى لك الهدوء والحكمة والقوة.