هل لابد من الطهارة أم لا؟؟؟؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
في الحقيقة مشاركتي سؤال واستفسار وليس مشكلة، أريد أن أعلم أمرا هل لابد من الطهارة أي الاستحمام بعد عملية المعاشرة الجنسية أي أنه لا يجوز الصلاة أو الصيام إلا بعد الاستحمام؟
وأيضا في حال الفتاة التي لم تتزوج بعد، وقد استرجزت أو قد نزل منها السائل الأبيض لأي سبب من الأسباب والتي بالطبع ليست ناتجة عن معاشرة جنسية هل لابد لها من الطهارة والاستحمام قبل أدائها لأي صلاة علما أن بعض الفتيات يكون هذا الموضوع كثيرا حيث أنهنَّ يتأثرن بأي مشاهد أو حوارات؟
وشكرا لكم أتمنى الإجابة بوضوح وأن لا أكون قد أثقلت عليكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
08/01/2004
رد المستشار
الأخت السائلة أهلا وسهلا بك، ونشكرك على ثقتك في موقعنا مجانين نقطة كوم، الحقيقة أن سؤالك هذا كان يجب أن يبعث إلى أحد مواقع الفتوى، ولكننا سنعطيك الرد على أية حال لأننا نعرفه بفضل الله، ولأننا نلمس الصدق فيك، ونعرف أن الجهل بأمور الدين وأحكام الفقه خاصة فيما يتعلق بأمور النساء عام ومستشرٍ بين كثيرات من بناتنا.
وأولاً سنقول لك ما هي موجبات الغسل؟ أي متى يجب الاغتسال على المرأة فيما دون الاغتسال بعد الحيض والنفاس لكي تكونَ جاهزة للوضوء والصلاة، وسنقول لك الحكم في من تزوجت أو من لم تتزوج (وليست تتجوز كما تقولين في إفادتك، وندعو الله أن يمن عليك بالزوج الصالح الطيب)، فقد شُرع الغُسلُ في الجنابة بقوله تعالى: ((وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ)) صدق الله العظيم المائدة 6، وقد اتفق الفقهاء على وجوب الغُسل فيما يتعلق بالأمور الجنسية أو الجنابة في الأحوال الآتية:
أولاً: خروج المني: وهو من موجبات الغسل، سواء عند الرجل أو المرأة، في النوم أو اليقظة، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(الماءُ من الماءِ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي، واشترط الجمهور أن يكون خروج المني عن شهوة، ولم يشترط الشافعية الشهوة، وإذا خرج المني بعد الغسل فلا يلزم تجديد الغسل عند أكثر العلمـاء، وإذا خرج المني من غير مخرجه المعتاد، فقد نصَّ الحنابلة والشافعية أنه لا يوجب الغسل، وصرح الحنفية بأنه كالنجاسة المعتادة، وقال بعضهم بالغسل إن خرج من غير مخرجه المعتاد عن شهوة، ويجب الغسل في السحاق (على حرمته) إن حصل إنزال.. وذهب بعض الحنفية إلى وجوب الغسل بإدخال الإصبع في القبل أو الدبر إذا قصد الاستمتاع.
وهنا نقطة في منتهى الأهمية يجبُ أن أنبهك إليها وهي أن المني المقصود أو ماء المرأة الذي كان يعنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أم سلمة رضي الله عنها إذ قالت جاءت أم سليم - أم أنس بن مالك رضي الله عنه- امرأة أبي طلحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: "يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت قال: "نعم إذا رأت الماء" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث متفق عليه.
ذلك الماء المقصود هو الماء الذي يفرز في المبال أو الإحليل، وقد يخرج من فتحة المبال الخارجية أو لا يخرج، وغالبا لا يخرج، ولكن المرأة تحس بنزوله كما يمكن أن تفهمي أكثر بقراءة ما تحت العنوانين التاليين:
الماء والنساء ، ماء المرأة في الإرجاز
ماء المرأة في الإرجاز : حقيقةٌ أم مجاز!
العادة السرية والإفرازات الموجبة للغسل مشاركة1
وأما ما يجب الانتباه إليه هنا فهو أن من تسترجز وهي واعية تختلف عن المحتلمة أثناء النوم، فأما المحتلمة في نومها فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين حكمها كما تفهمين من الرابط الأول، وأما من تسترجز واعية سواء وصلت إلى الإرجاز أو لم تصل، فإن إدخال الإصبع في حد ذاته قد يوجب الغسل مادام ذلك الإدخال كان بنية الاستمتاع، فإن استرجزت حتى الإرجاز فإن حكمها سيكونُ حكم الرجل الذي يقذف المني بغض النظر هنا عن رؤية الماء من عدمه.
ثانيا: (وهذا للمتزوجات) يجبُ الغسل عند التقاء الختانين: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا جلسَ بينَ شُعَبِها الأربع، ومَسَّ الختانُ الختانَ، فقد وَجَبَ الغُسْلُ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه مسلم وأبو داوود، والتقاء الختانين إن كان بغير حائل وجب الغسل على الرجل والمرأة سواء أنـزلا أم لم ينزلا أما إن كان فيه حائل ففيه خلاف بين الفقهاء، فأوجب بعضهم الغسل ولم يوجبه بعضهم.. والمقصود بالفرج مطلق الفرج(القُبُل أو الدُّبُر)، وعن سعيد ابن المسيب: أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه قال لعائشة: إني أريد أن أسألك عن شيء وأنا أستحي منك، فقالت: سل ولا تستحي فإنما أنا أمك، فسألها عن الرجل يغشى ولا ينزل، فقالت عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أصاب الختان فقد وجب الغسل رواه أحمد ومالك بألفاظ مختلفة، ولا بد من الإيلاج بالفعل، أما مجرد المس من غير إيلاج فلا غسل على واحد منهما إجماعًا.
وأما ما يبقى بعد ذلك فهو أن نسألك عن معنى تعبيراتك في الجزء الثاني من إفادتك، ونقسمها إلى جزئين: الأول: ما معنى السائل الأبيض في قولك (وأيضا في حال الفتاة التي لم تتجوز بعد وقد استرجزت أو قد نزل منها السائل الأبيض لأي سبب من الأسباب والتي بالطبع ليست ناتجة عن معاشرة جنسية)، إن النساء اللواتي ينزل منهن سائلٌ أبيض من فتحة المبال الخارجية هن قلة قليلة، لأن أغلبية النساء لا ينزل منهن شيء من فتحة المبال الخارجية وهناك قلة ضئيلة من اللواتي ينزل منهن سائل من الفتحة الخارجية يجدنه سائلا أبيض، كما يجبُ أن تكوني قد فهمت من مقال ماء المرأة في الإرجاز، فلا تنتظري سائلا أبيض من فضلك إلا أن تكوني من النادرات.
وثالثا: نجد أنك تسألين سؤالا موسوسا بعض الشيء، وينمُّ عن اختلاط أنواع الماء عليك، وذلك ما يفهم من قولك: (هل لابد لها من الطهارة والاستحمام قبل أدائها لأي صلاة علما أن بعض الفتيات يكون هذا الموضوع كثيرا حيث أنهنَّ يتأثرن بأي مشاهد أو حوارات؟)، فلابد أن نعيد ونكررَ أن الماء المفرز مع الإرجاز إلى داخل فتحة المبال ومنها إما إلى فتحة المبال الداخلية (في المثانة) كما يحدث في الأغلب، أو الخارجية (تحت البظر في الفرج الأنثوي)، هذا هو الماء أو السائل المقصود، وهو ما يستوجب الغسل والوضوء، وأما عرق المَهبل، وأيةُ إفرازات أخرى سواء نتجت عن إثارة جنسية مقصودة أو غير مقصودة فإن حكمها هو حكم المني (في الرجال) الذي هو الوضوء فقط،
ولا ينتظرُ أن من ترى المشاهد أو الحوارات المثيرة أن تصل إلى حد الإرجاز لكي يكونَ هناك ماء مصاحبٌ للإرجاز ويفرز داخل المبال كما يحدث في الرجل مع الإرجاز الذكوري (القذف)، والحقيقة أن الوصول للإرجاز صعب أن يحدث هكذا ببساطة إلا نادرا والله أعلم فأنا لم أكن أنثى من قبل، ولم تخبرني إحداهن بذلك إلا في حالات استثنائية غير قابلة للتعميم، وأحيانا تحت تأثير بعض أنواع عقاقير الماسا فنر المرأة تسترجزُ من تلقاء نفسها!!.
أتمنى يا ابنتي أن أكونَ قد وضحت لك الأمر وفصلته، ولكنني لا أنسى أن أحيلك إلى بعض الردود السابقة لتعرفي منها أن الاسترجاز مختلف عن الطبيعة وليس سلوكا حميدا على أي حال فانقري العناوين التالية:
الاعتداءُ على الوسادة والسحاق والاسترجاز
الألم، والاسترجاز وانتظار المولود! م
غشاء البكارة والاسترجاز البريء
الاسترجاز بالشيء وغشاء البكارة م
الاسترجاز وأصل الشعور بالذنب بعده! م
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعينا بأخبارك وشاركينا بآرائك.