الغيرة والشكوك..!؟
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أعاني من مشكلة "عويصة" جداً وهي الغيرة المفرطة وكثرة الشكوك. حين كنت صغيرة أحببت شخصاً حبّاً بريئاً، كان أول حب في حياتي، وفي النهاية عرفت أنه لا يحبني ويخونني، فتعقدت من هذه الناحية وظننت أن كل الرجال خونة. صرت كلما رأيت أحدهم أشمئز منه، وطبّقت حكمة أن الرجل خائن بالفطرة وبقيت على حالتي مدة 3 سنوات، وكلما تعرفت على شاب لمدة يومين أقطع علاقتي به خوفاً من أن يحصل لي نفس ما حصل المرة الأولى. وما زاد الطين بلة أن أبي خان أمي، وزوج أختي خان أختي، وبعد ذلك أصبحت أكره كل الرجال، أكرههم وغرضي الوحيد الانتقام، واستخدمت جمالي في ذلك ونجحت، جعلت الألف يحبونني وبعد ذلك أتركهم يعانون وأستمتع بمعاناتهم..
هذا حالي حتى قابلت شخصاً أحبني حبّاً كبيراً وأكّد لي أن ليس كل الرجال مثل بعضهم، وبمرور الأيام أحببته حبّاً جنونياً لدرجة أنه لو تحدث مع أصحابه أغار، ولو خرج معهم أغار، ولو تلهّى بعمله أغار، ولو تكلم على الهاتف أغار...
وهذا تسبب لي بمشاكل كبيرة معه لدرجة أني صرت أقول له في اليوم نترك بعضنا أحسن أكثر من 100 مرة! والمشكلة أني متأكدة أنه من المستحيل أن يخونني ومع ذلك أعود للشك فيه.
أنا تعبت وحولت حياته إلى جحيم، كلما يكلمني أسأله مع من كنت؟ مع من تكلمت؟ أنتم كلكم خونة، اذهب إليها. وهذا الوضع أثّر بشكل كبير على أعصابي بالإضافة إلى أني.
أرجكم أعطوني حلاً أو طريقة أتعالج بها..!
وشكرا لكم
14/8/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً بك يا "مرام" وأهلاً باستشارتك.
من أين أبدأ معك وقد شعرت بأنني أسبح في بحر من الأخطاء والمشاكل الاجتماعية والنفسية؟، فهل أبدأ من الخيانات الزوجية أم من العلاقات المحرمة أم من ترددك ومشاكلك أنت؟ فعلاً لا أعلم، ولكنني سأتوكل على الله وأحدد النقاط الأساسية:
1- بدأت المشكلة يا صديقتي مرام مع خيانة حبيب الطفولة لك مما جعلك تشعرين بأن كل الرجال خونة، فكان رد الفعل منك أن صرت تستغلين أنوثتك لتوقعين بمن جرهم سوء حظهم إلى طريقك ثم تتركينهم، فألصقت بنفسك صفتين من أسوأ ما يمكن أن توصف بهما فتاة وهما: اللعوب والخائنة.
2- لا بد أن للبيئة التي تعيشين فيها لها تأثير سيء وقوي عليك، فالخيانات في العائلة جعلتك تحاولين أن تكوني أنت محامي الدفاع بأسلوبك، فأنت الحصن المنيع الذي يرد المقبلين عليه، ولكن لكل جواد كبوة فوقعت أنت في شباك الحب مرة أخرى، ورغم أن الشخص لم يبدر منه إلا ما يعجبك إلا أنك أرهقته بمشاكلك النفسية وعقدك التي كنت السبب الأساسي في تنميتها، وبما أنه الآن متخم بمشاكلك وملاحقاتك وعصبيتك وغيرتك التي هي نتيجة طبيعية لما مررت به من قلة ثقة بالناس فقد تفاجئين به يأخذ قرار تركك إلى غير رجعة فتعتبرين ذلك خيانة مرة أخرى. تغوصين يا مرام بالأخطاء والخيانات وعليك أن تتخذي قرارك بالخروج من هذا المستنقع.
قبل قليل كنت أجيب على سؤال مختلف عن سؤالك ولكنني سأسوق لك جزءاً من الرد لأن السبب متشابه وهو الشريعة الخاصة التي نضعها لأنفسنا والتي تحمل ما لا يعد من الأخطاء ثم نسأل لماذا كل هذه المشاكل؟.
حبيبتي "مرام"،
الله تعالى خلقنا وهو عالم بما نحتاج إليه وعالم بأنفسنا وعالم بشهواتنا وعالم بضعفنا وبشريتنا، ولذلك وضع لنا قانوناً هو الشريعة التي تناسب كل ما ذكرته لك من جوانب بشرية لدينا، وتضمن لنا ألا يضيع حق أحد وألا يظلم أحد وأن نحيا بسعادة وكرامة يريدها الله لنا ونحن أهل لها لو طبقنا الشريعة.
والذي نقوم به هو أننا لا نقبل بهذا القانون بل نضع لأنفسنا قانوناً آخر يتماشى مع رغباتنا وشهواتنا ولا يضع لها حدوداً ولا يهذبها، ونسير معه فيغرقنا بالمشاكل والعقد. والحل هو العودة للقانون الإلهي: ارجعي إلى نفسك فارحمي أنوثتك وقلبك واستغفري ربك عن كل ما فعلت وعمّن أخطأت بحقهم، ثم اطلبي من الله تعالى أن يعينك ويثبتك على طريق الحق. اسألي عمن يساعدك ويدلك على الإسلام بشكله الصحيح ومن المؤكد أنك لن تجدي الراحة إلا في رحاب الإسلام، وحينما تستقيمين ستستقيم حياتك وترتاحين من هذا التخبط، وعندها أرجو الله أن يسهل لك فتجدين زوجاً صالحاً يليق بتوبتك إن صدقت.
نحن معك دائماً إن أعجبك الطريق وستجدين في موقعنا كل مرة من يأخذ بيدك إلى الأمام وإلى الحق..
وأرجو من الدكتور وائل إحالتك إلى روابط مشابهة..
واقرئي على مجانين:
بغير عليه....طيب أعمل أيه؟؟