السلام عليكم،
أريد أن أشكركم على هذا الموقع المفيد الذي يهتم بمشاكل الناس.
عمري 17 سنة، أعاني من ضعف شخصيتي أمام الآخرين وعدم قدرتي على الدفاع عن نفسي، وأكثر الأحيان أكون مضحكه بينهم ولا أدافع عن نفسي، وكل ما أفعله هو الابتسامة مع أنهم أصدقائي (بنات وأولاد) وأنا الدافع الأساسي للضحك، ولا أظن أنهم يقصدون إزعاجي. أحب أصدقائي جميعاً، ولكن في أغلب الأحيان لا أهتم إليهم أو أشتاق لهم، وهذا يشعرني بأنني منافقة، مع أن صداقتنا دامت أكثر من 7 سنوات، هل هذا بسبب المعرفة الطويلة أم بتغير العواطف تجاه بعضنا بعضاً؟ أقصد بين الذكر والأنثى أو بيني وبين صديقاتي لمجرد الغيرة؟. لا أكون واثقة من نفسي عندما أقف أمام زملائي لشرح الدرس (مع العلم أني من الأوائل في الصف).
أما سبب خوفي فهو مظهري بألا يكون جيداً أو لسبب لهجتي المختلفة عنهم، وأخجل أيضاً من نفسي كثيراً عندما أتكلم مع أحد الأشخاص الذين أكون معجبة بهم حيث يحمر وجهي ويظهر ذلك من نظرتي إليهم، فلا أدري ما أفعل؟
المدرسة بالنسبة لي مكان أحبه، وأشعر بالملل أوقات العطلة لأني لست كباقي الفتيات يخرجن مع بعضهن أو وحدهن، فأهلهن غير متشددين من هذه الناحية، وأنا أشعر بنقص لأني لا أستطيع الخروج فأهلي لا يحبون الخروج ويفضلون بقائي في البيت، فلا أدري ماذا أفعل؟!.
وفي رسالة أخرى أرسلت نفس الفتاة تقول:
عمري 17 سنه وأظن أني أعاني من حالة نفسية، وهي البكاء من غير سبب وعلى أشياء لم تحصل! أخترع قصصاً من خيالي وأمثّلها فعلاً، وأغلب ما أتخيله وأبتكره من قصص للبكاء تكون سيئة (كالخيانه من حبيب أو صديقة)، أو لحظت لقاء شخص ما أحببته وأتمنى أن أراه فأتخيل تلك اللحظة وأمثلها كأني أتكلم إليه وهو يكلمني وعندها أبكي بشدة، وأغلبها تكون بسبب حالات عاطفية مررت بها، فهل أنا بحاجة إلى طبيب نفسي أم هو شيء عادي يمكن لأي شخص أن يمر به؟.
30/08/2009
وأرسلت للمرة الثالثة أرسلت تقول:
السلام عليكم، أشكركم على هذا الموقع مرة ثانية.
عمري 17 سنة، وقد قرأت في إحدى الاستشارات وفي هذه الفقرة بالتحديد "فإن لم تكوني أجريته بعد فالحكم الشرعي أن هذا الخاطب ما زال بالنسبة لك كالرجل الغريب، فلا يحل لكما أن تتحادثا إلا بما يحل بين المرأة والرجل اللذين لا محرمية بينهما... أي لا يجوز أن يقول لك: لا يا حياتي ولا يا عمري..." هل هذا الشيء صحيح؟!.
أعني، ماذا إن كانت العلاقة مجرد علاقة حب؟ في أول الأمر كانت هذه العلاقة مبنية على أساس الكلام السيء الذي يحدث بين الزوجين فعلاً ولكن بيننا كمجرد كلام، والحمد لله وبفضله استطعت أن أقطعه لأن السبب الرئيسي في ذلك هو تخفيف العادة السرية التي كنت أكثر من عملها بعد أن عرفت أنها حرام، وسببت رغبتي بذلك بعض المشاكل بيني وبينه مع أنه شخص جيد ولم يبقَ الكثير من أمثاله، قد تقولون أن هناك أحسن منه ولكن هذه نظرتي عنه، إلا أن هذه هي المشكلة الوحيدة فيه. وقد أدى هذا الشيء أن يظن بأني لا أريد سماع كلمة "بحبك" أو "مشتاق لك" وهذا ما يضايقني لأن سماعي هذه الكلمات تشعرني بمحبته، والآن أصبحت أخجل عندما أقولها له برغم بما كنا نتكلم فيه من قبل... فإذا هذه الكلمات تعتبر حرام فيجب أن أستمر في التقليل منها أو قطعها؟!
وأتأسف لإطالتي في تفصيل الحالة.
وشكراً.
30/8/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
إدعي لنا، بنيتي، ببركة الوقت والعمر والعلم كي نستمر. لو راجعت الطريقة التي كتبت بها رسالتك إلينا لعرفت الكثير عن نفسك دون الخوض في تفاصيلها؛ فأنت تتجنبين مواجهة مشكلاتك، والهروب يزيد الأمور سوءاً، تعلّمي أن تواجهي نفسك في البداية بعيوبك وأخطائك، ولا يعني هذا القبول بها أو الاستسلام بل التخطيط للتخلص منها بتقوية الجوانب الشخصية والنفسية التي تؤدي إليها، فكما تعرفين بما أنك من زوار الموقع تكرارنا الدائم بأن الاعتراف بوجود المشكلة أهم خطوة في حلها.
لنبدأ باتخاذ قرار بأننا سنعمل على تقوية شخصيتك ولن يكون هذا سوى إن قررت الانتقال من فئة المستسلمين إلى فئة المثابرين، ولاحظي لم أقل الواثقين أو الأقوياء ذلك أن التغيير يحتاج لجهد ومثابرة بعد وضوح الأهداف التي نسعى لها.
الخطوة التالية هي قطعك عهداً لنفسك أمام نفسك بألا تركزي على عيوبها فلن تري نفسك ضعيفة الشخصية ولا منافقة ولا قلقة من شكلك ولا لهجتك ولا مظهرك ولا من اختلاف قوانين أسرتك عن غيرها.
لكل شخصية ومخلوق على وجه الأرض نواحٍ قوية وأخرى ضعيفة، وخلال سعينا لتقوية الضعف فينا نحتاج لأن نستند لنواحي القوة وأنت قد لا تكون لك نفس مهارات زميلاتك الاجتماعية لكنك متفوقة دراسياً وهو أمر ليس بالسهل، كما أنك أكثر جرأة مما تعتقدين فمن يرسل بمشكلته ويعبر عن ضعفه لغرباء ليس ضعيفاً، وهكذا تكون مهمتك البحث عن المزيد من نقاط القوة في شخصيتك، ولا بد أنها هناك ولكنك لا ترينها، وسأساعدك بالقول أني لا أذكر آخر مرة سمعت أحدهم يذكر المدرسة بخير ولذلك فأنت طفرة.
بالنسبة لمظهرك بنيتي مهما فعلت إن أراد الآخرين انتقادك سيفعلون ولا شيء يمكنك فعله كي توقفيهم، انظري للممثلات وما يبذلنه من جهد وركض بين مصممي الأزياء ومع ذلك تطالعك الصحف بانتقاد فستان هذه وقوام تلك يكفي أن تكوني مقتنعة بنفسك أولاً، ثم اطلبي رأي ثقة إن أردت رأياً ثانياً معك، ولن يصدقك أحد الرأي مثل والدتك رغم اعتراضها أحياناً على مظهر الجيل بشكل عام ولكنها ستساعدك، وهكذا تخرجين واثقة من نفسك بغض النظر عن رأي الآخرين فرضى الناس غاية لا تدرك.
اختلاف لهجتك وقوانين أسرتك أمر لا يدعو للخجل إطلاقاً، ومن يتخذه باباً للتندر اعلمي أنه سخيف وزملائك غالباً لم تنضج شخصياتهم ليتفهموا أن اختلاف الناس في أشكالها ولهجاتها ومناهجها أساس استمرار الحياة ونكهتها، ومن يريد التعامل معك ينبغي أن يتعلم احترام خصوصيتك وتقبل اختلافك وإلا فهم شخصيات غير ناضجة وغير مهمة بالنسبة لفتاة متفوقة وجادة.
لن تقبلي بعد اليوم أن تكوني أضحوكة المجموعة ليس بالانسحاب من بينهم بل بتوضيح أنك سئمت أسلوبهم المتكرر والذي لم يعد مضحكاً، وأن نضجهم وعمق العلاقة بينكم يحتم عليهم مبادلتك الاحترام، قد تجدين صعوبة في قول هذه الكلمات ولكن فكري فيها لبعض الوقت واكتبيها على ورقة، وعندها ستزداد قدرتك على قولها بشكل واضح.
اعلمي أن الناس تتغير ويمكنك أنت أيضاً أن تتغيري، وليس بالضرورة أن تبقي على علاقتك بهذه المجموعة من الزملاء فقط لطول مدة معرفتهم، فابحثي لنفسك عن مزيد من الأصدقاء ممن يشاركونك الاهتمامات ويقدرونك بقدر أكبر، مشاعر الغيرة موجودة ولكن لا تبالغي في قيمتها في الحياة، وإن رأيتها وتأكدت من وجودها تجاهليها وتجنبي أصحابها.
اختراع القصص والتفاعل معها يقع ضمن أحلام اليقظة التي تنشط بين من تكون حياتهم خالية من الأنشطة الممتعة ولديهم وقت فراغ غير مستثمر، أما كونها دائماً قصصاً حزينة فهذا قد يكون أسلوبك في التعبير عن مشاعرك السالبة التي لا تعبرين عنها، وقد يعكس درجة من عسر المزاج الذي يمكنك تجاوزه بالاهتمام بنوعية غذائك ونومك ووقف مثل هذه الخيالات الحزينة، ولا يبدو أنها تؤثر على حياتك ودراستك ولذا سنؤجل زيارة الطبيب النفسي فهو سيطلب منك أن تفكري بطريقة منطقية أكثر إشراقاً وأن تقوي شخصيتك وهو ما اتفقنا بالفعل أنك ستثابرين عليه.
وأخيراً في نقاش الجزء الأخير من رسالتك أقول لك أن سبب عسر مزاجك وقصصك الحزينة معرفتك على صعيد العقل بأن مشاعرك تجاه زميلك الحالي لا أمل لها على الأقل الآن، فأنتما ما زال أمامكما سنوات طويلة من الجد والعمل قبل أن تصبحا قادرين على القيام بالتزامات الإشباع العاطفي والنفسي وحتى يحين الوقت، قد تكونا تغيرتما مع خبرات الحياة وما كان يعجبكما لم يعد كذلك، فلا داعي لبذل نفسك ومشاعرك لمتع لحظية سرعان ما تزول ويبقى بعدها الشعور بالذنب والخوف من عقاب رب العالمين أو الخوف من انكشاف عوراتكم النفسية والاجتماعية، يمكنك فقط أن تبقي على علاقة الزمالة الدراسية بينكما وفي إطارها فقط يكون الحديث وحافظي على موقفك الصحيح حين قررت منع تجاوزات الكلام فجميع المعاصي تبدأ بمجرد أفكار وكلمات قبل أن تتحول إلى أفعال.