هل مات قلبي..!؟
السلام عليكم، أصبحت في الفترة الأخيرة وهي ما يقرب السنة مرتبطة بشاب رسمياً. في البداية أحببته أو كنت أظن ذلك، ولكن الآن أصبحت لا أشعر بشيء! وإذا تذكرت أني سأتركه أبكي وإذا تذكرت استمراري أشعر بالضيق!.
تأتي علي لحظات لا أطيق سماع صوته وأشعر أن تفكيره تافه بالنسبة لي، ويقلدني في أشياء كثيرة حتى في كلامي، ويبكي كثيراً أمامي ويستعطفني كثيراً، يقول أحبك باستمرار وأنا لا أرغب بقولها ولكنه يصر على سماعها وأنا لا أريد، ويقول لي أنه لن يتضايق ومع ذلك أجده يقول أنه يحتاج لسماعها. كل تفكيره في الجنس والحياة بعد الزواج، ويمسك يدي كثيراً، وأنا لا أحب الجلوس معه لفترة طويلة فأشعر بالضيق والملل، ويقول لي أصدقائي أني لو أحبه لما مللت،
أريد معرفة ماذا أفعل؟ ما الحل؟
ما هذا البرود الذي يتملكني؟.
20/8/2009
رد المستشار
برود؟! لا هو ليس بروداً، هو فقط "تقلب" للمشاعر ومحاولة للاستقرار العاطفي، فأنت في مرحلة حساسة جداً من مراحل النضوج العاطفي والذي يتميز بأنه متقلب وغير مستقر وقد يكون حاداً واندفاعياً قليلاً. كذلك أنت في مرحلة "البحث" عن نفسك، فتسألين من أنت؟ ماذا تريدين؟ لماذا أختار كذا؟ ولماذا أفعل كذا؟ وما يجب أن أحافظ عليه وما يجب أن أتخلى عنه... إلخ، ملايين الأسئلة التي في نهايتها تمثل الرغبة في معرفة نفسك ومعرفة ماذا تريدين وتقييم لما تقوم به على كل المستويات.
ولأنك فتاة فستكون قصتك العاطفية في المقدمة، وستأخذ منك وقتاً حتى تشعري أنك اخترت الشخص المناسب لك ولأحلامك وأفكارك، ورغم أني لست مع اختيار شريك الحياة في سنك، إلا أنني لا أملك إلا أن أقول لك: أنك تحتاجين بصدق فترة تتخلصين فيها من كل الضغوط التي توجد حولك، فلا حديث أصدقاء عن الحب والملل، ولا قيام بأي شيء لا ترغبينه مع خطيبك، وحاولي قدر إمكانك البحث فيما لا ترغبينه فيه ولكن بعمق، فتجعلي الحوار بينك وبين نفسك كالآتي مثلاً: لماذا تكرهين سماع صوته؟ هل صوته لا يعجبك؟ هل صوته يذكرك بأحد تكرهينه؟ لماذا لا ترغبين في قول كلمة الحب له؟ هل لا تشعرين أنك تحبينه؟ أم أن تلك الكلمة تخرج منك فقط حين تريدين أنت؟ أم أنها حرام؟ أم لأنها تمثل ضعفاً للفتاة؟ وهكذا تظلي تحللين في السبب الحقيقي لتصلي لقناعة بأنك ستستطيعين أن تتغلبي على الأسباب الواهية، أو أنك لن تستطيعين ذلك، وحينها لا يجوز أن تضحكي على نفسك وتغدري بها، فالآن تستطيعين التملص بشكل أو بآخر، ولكن غداً سيكون زوجاً وله حقوق وعليك واجبات تجاهه، ولن يستمر التمثيل عليه كثيرًَ، ولا تنسي أن تضعي مميزاته التي من أجلها شعرت بالحب تجاهه في البداية لتتعرفي عليها هل هي مميزات فارقة لديك وتحتاجينها بقوة ويجعل ذلك ثقل لقيمته في حياتك، أم هي مميزات ولكنها ليست فارقة معك أنت، وكذلك عيوبه وقدرتك على تحملها بشكل واقعي في تفاصيل حياتكما معاً بعد ذلك.
أخيراً، كل ما قلته لك: لأنك لم تذكري أبداً أنك تشعرين بأنك تكرهينه، ولكنه مجرد ملل وعدم رغبة في الجلوس معه أحياناً ورفضك للاستجابة لطلباته وكلها مؤشرات تقلب وتردد وليس كرهاً بمعنى الكراهية، لأن الكراهية لا يمكن الزواج معها تحت أي ظرف من الظروف، فانتبهي.